نددت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالقائمة الطويلة من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين العاملين في قطاع غزة في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة للعام الثاني على التوالي.
ونشرت الصحيفة مقالا مطولا للكاتبة كافيثا تشيكور، وهي صحفية ومنتجة أفلام وثائقية حول مقتل المدنيين في الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة.
وتناول المقال معاناة الصحفيين في غزة وسط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، حيث يروي حسام شبات، الصحفي في شمال غزة، كيف أصبحت حياته مطاردة مستمرة بعدما اتهمه الجيش الإسرائيلي، إلى جانب خمسة صحفيين آخرين من قناة الجزيرة، بأنهم "مقاتلون" وهي اتهامات وصفتها الجزيرة بأنها لا أساس لها من الصحة.
وأبرز المقال أن هذه المجموعة الصغيرة من الصحفيين الملاحقين من الاحتلال الإسرائيلي توثق أحداثًا قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية" وفقًا لمفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
عدد قياسي للصحفيين الشهداء
أبرزت نيويورك تايمز العدد القياسي للصحفيين الشهداء في قطاع غزة والذي تجاوز 180 صحفيا، في وقت لم تتخذ الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لدولة الاحتلال خطوات ملموسة للتدخل أو المساءلة.
وتبرز صورة المصور فادي الوحيدي، الذي أُصيب بطلق ناري وهو راقد على الأرض، كمشهد مؤلم يذكر بمقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وكانت الكاتبة كافيثا تشيكور قد حققت في مقتل شيرين لصالح قناة الجزيرة الإنجليزية عام 2022 وأجرت مقابلة مع شقيقها أنطون، الذي تحدث عن بحث عائلته شبه المستحيل عن العدالة.
وفي تموز/يوليو الماضي، استشهد مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي في غارة إسرائيلية مباشرة على سيارتهما بعد تغطية إعلامية في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة.
واتهم جيش الاحتلال الصحفي بأنه ناشط في المقاومة وهو ادعاء قالت نيويورك تايمز أنه مشكوك فيه ويفتقد لأي أدلة.
وتصف الصحيفة الاتهامات الأخيرة للصحفيين الستة بأنها وقحة ومرعبة، بل وتبدو وكأنها قائمة اغتيالات.
وتأتي هذه الاتهامات في خضم تصاعد العنف والتدمير نتيجة للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أُمر مئات الآلاف بمغادرة منازلهم شمال القطاع دون ضمانات حقيقية للسلامة.
ويواجه المصور فادي الوحيدي، الذي أُصيب بإطلاق نار إسرائيلي في 9 أكتوبر/تشرين أول الماضي، خطر الشلل، وهو في غيبوبة داخل أحد مستشفيات غزة.
ومع انهيار النظام الصحي في القطاع يحتاج الوحيدي وصحفي آخر من الجزيرة، علي العطار، إلى إجلاء طبي عاجل، غير أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بذلك حتى الآن.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إن قتل الصحفيين في قطاع غزة يفوق أي حرب أخرى منذ عقود.
وأوضحت "يونسكو"، في تقرير قبل أيام لمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إن الغالبية العظمى من جرائم قتل الصحفيين في العالم لا تزال بلا عقاب.
وقالت المديرة العامة لـ"يونسكو" أودري أزولاي إن صحفيا واحدا قتل كل 4 أيام حول العالم خلال العامين الماضيين لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة، "وفي معظم الحالات لن يحاسب أحد على عمليات القتل هذه".
وبينت أزولاي أن 85% من جرائم قتل الصحفيين التي أحصتها "يونسكو" منذ عام 2006 بقيت دون حل، وتصدرت الأراضي الفلسطينية قائمة الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين لعام 2023، مع وقوع 24 حالة قتل.