أكدّت الأجهزة المدنية والصحية في منطقة شمال قطاع غزة؛ تعرض القطاع لأفظع من كارثة وأكبر من إبادة في ظل عملية تطهير عرقي؛ تستهدف بشكل رئيسي إبادة المرافق الصحية والمدنية؛ والإنسانية في القطاع؛ إلى جانب تدمير البنية التحتية.
قال المتحدث الرسمي باسم جهاز الدفاع المدني بغزة الرائد محمود بصل؛ إن الاحتلال يدمر منطقة الشمال بشكل ممنهج وكامل؛ ويعمل على مسح المناطق التي يستولي عليها بالقوة الغاشمة.
وأوضح بصل لـ"الرسالة نت" ـأن طواقم الجهاز اخلت منطقة الشمال بشكل كامل؛ بعد اعتقال عشرة من أعضائه، وترحيل عوائلهم لمدينة غزة.
وذكر أن ذلك ترافق مع تدمير 85% تقريبا من مرافق وممتلكات الجهاز في المنطقة المصنفة بشمال غزة من وادي غزة وشمالا.
كما أن الواقع سيء بالنسبة لجنوب القطاع من خلال استهداف مقدرات الجهاز؛ ومنع الاحتلال ادخال الوقود وقطع الغيار للقطاع من حيث المبدأ.
ويشير بصل لوجود مئات المناشدات التي لا تستطيع الطواقم التعامل معها؛ بسبب استهدافها من الاحتلال.
من جهته، يقول د. ماهر شامية متحدث باسم وزارة الصحة؛ إن الاحتلال يقوم باستهداف مستشفى كمال عدوان بشكل مستمر؛ كان آخرها يوم أمس باستهدافه قسم في المستشفى؛ وأصيب على إثره 3 من العاملين فيه.
وأوضح شامية لـ"الرسالة نت"، أنّ ثلاثة مستشفيات رئيسية في منطقة شمال غزة وهي "الاندونيسي، العودة، كمال عدوان" محاصرة بشكل كامل، ويمنع تبديل الشفتات أو ادخال الطواقم الطبية للقيام بمهامها وعملها في تلك المنطقة.
واضطرت الطواقم اخلاء 25 مريضا من خلال الصليب الأحمر؛ من مستشفى كمال عدوان قبل يومين؛ نتاج حالة الحصار التي يتعرض لها؛ تبعا لشامية.
وأوضح أنه يمنع ادخال كميات من الدم او العلاج؛ أو أي مستلزم صحي للمستشفيات؛ التي لا تزال تشهد مبيت لعدد من المرضى والمصابين.
وذكر شامية؛ أن ذلك يتقاطع مع زيادة كبيرة في الاكتظاظ بأسرة المرضى في مستشفيات مدينة غزة "الأهلي العربي؛ الشفاء؛ أصدقاء المريض".
وفي السياق؛ يؤكد المتحدث باسم الصليب الأحمر هشام مهنا، أن الأوضاع الإنسانية غاية في السوء في شمال غزة، وأن الطواقم أخلت قرابة عشرين مريضا من كمال عدوان.
وذكر مهنا لـ"الرسالة نت" أن الأوضاع الإنسانية في شمال غزة صعبة وقاسية، وأن الوضع الصحي في غاية الخطورة.
مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، يؤكد من جهته، أن المجاعة التي تضرب أطنابها في منطقة الشمال هي الأصعب والأعنف من المرحلة الأولى التي شهد فيها الشمال مجاعة في يناير الماضي.
وأوضح الثوابتة لـ"الرسالة نت"، أن الاحتلال يرفض ادخال اي مساعدات أو احتياجات إنسانية لسكان منطقة شمال غزة، في محاولة لإعدام وقتل المواطنين؛ خاصة بعد اعتراف قادة الجيش الإسرائيلي بارتكابهم عملية جرائم تطهير عرقي.
وذكر الثوابتة أن الصمت الدولي والعربي تجاه "مذبحة القرن"؛ تمنح الاحتلال الضوء الأخضر؛ ليرتكب المزيد من جرائمه بحق السكان.