منع الاحتلال (الإسرائيلي) أول أمس قوافل الدواء والوفود الطبية من الوصول إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وكأنه كان يحضر لمجزرة جديدة، يريد أن يضمن فيها أكبر عدد من قصص الموت، وأن يضمن عدم قدرة أحد على إنقاذ أرواح الأبرياء.
هكذا يريد الاحتلال أن يتلاعب بعداد الأرواح في القطاع، وهو يعتقد أنه يريد بذلك أن يؤثر على استمرارية الحياة هناك.
ثم إذا أراد الشعب البقاء بين مقاوميه في الشمال، قصف البيوت فوق رؤوسهم، عائلات غنيم، عيادة، عبد العاطي، مربع كامل لخمسة بيوت متقاربة، مجزرة مشابهة لتلك التي حدثت قبل أسبوع مع عائلة أبو نصر، ولم ينته العد.
70 مواطنا داخل هذه المنازل، ولا زال أحياء منهم على قيد الحياة تحت الردم، يسمع المواطنون المارون من جانبهم أصوات صرخاتهم واستغاثتهم، لكن الدفاع المدني ممنوع من الوصول، وسيارات الإسعاف محترقة في زوايا الشارع القريب من كمال عدوان.
لقد كان الأمس يوما داميا في بيت لاهيا، ولم تكن أيامها منذ أكثر من أربعين يوما إلا دماء، ينزح المواطنون من جباليا على بيت لاهيا، ثم من بيت لاهيا إلى جباليا، هاربين من قوات الاحتلال وطائرات الكواد كابتر، مصرين على البقاء.
يعلم أهالي القطاع أن هذه الأيام الصعبة لا أفق يعطيهم علامة على توقفها، ولكنهم وكلوا كل أمرهم لله، وكل صباح يحسبون عدد المجازر والردم مع شروق الشمس حتى غروبها، أربع مجازر وحشية لبيوت يقطنها العشرات من المدنين، منذ ساعات الصباح الأولى.
يقول المتحدث باسم المكتب الغعلامي الحكومي اسماعيل الثوابتة:" المنزل الذي استهدف بشكل رئيسي يعود لعائلة غباين، وفيه ارتقى 72 شهيدا على الفور، و15 مفقودا، وهناك مجزرتان في النصيرات والبريج، وارتقى فيهما 24 شهيدا، ووصل العدد في ساعات قليلة إلى 96 شهيدا ولا زال الانتشال لم ينته، والإحصائية لم تكتمل".
أعداد كبيرة من النساء والأطفال، هربوا من منازلهم واحتموا في منازل أخرى، فقتلوا، وآخرين انقطعت الاتصالات معهم، و60 مصابا ينتظرون فرجا أو علاجا أو رحمة من الله"، يضيف الثوابتة،
ولا بد أن نتذكر أن الاحتلال المجرم يمنع الدفاع المدني لليوم 26 في شمال قطاع غزة من القيام بواجبه، يهدده بالحرق كما فعل بسياراته، بل واعتقل طواقمه، فتوقفت كل الخدمات لقلة الإمكانيات وكثرة التهديدات، فبات المواطنون تحت الأنقاض بدون منقذ ولا مغيث.
هكذا طحنت الطائرات عظام 70 إنسانا في بيت لاهيا
غزة- خاص الرسالة نت