دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الإسرائيلي في الحرب الدموية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. وقدمت دعماً عسكرياً مباشراً، مالياً وسياسياً، مع مساعي إدارة الرئيس جو بايدن ضبط التصعيد ومحاولة إحياء مسار التسوية.
فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية أعاد إلى الذاكرة التغيرات الجذرية التي شهدتها الساحة السياسية الأمريكية خلال ولايته الأولى. تميزت تلك الفترة بدعم واضح لـ(إسرائيل) عبر عدة قرارات مثيرة للجدل، مثل الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل) ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى دعم مشاريع التطبيع بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية ضمن "اتفاقيات أبراهام". في ضوء هذه المعطيات، تُطرح تساؤلات حول تأثير عودته إلى البيت الأبيض بولاية ثانية على الأوضاع في قطاع غزة، خاصة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الإسرائيلي.
يهدف هذا التقدير إلى تحليل تأثير فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية على مستقبل الحرب في غزة، وعلى توجهاته السياسية تجاه القضية الفلسطينية و(إسرائيل) وكيفية تطور هذا الصراع، خاصة في ظل اتساعه وانتقاله لجبهات أخرى، بعد العدوان الذي شنته (إسرائيل) على لبنان، ومدى تأثيره على الحرب على غزة.
ويستعرض هذا التقدير التداعيات المحتملة لفوز ترامب بولاية رئاسية ثانية، خاصة في ضوء توجهاته السابقة الداعمة لـ(إسرائيل) وسياساته التي أحدثت تغييرات استراتيجية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. يركز التقدير على عدة محاور، بدءًا بعرض أبرز ملامح سياسة ترامب تجاه (إسرائيل)، ثم البحث في تأثير عودته على الوضع في غزة، ومدى التوقعات المتعلقة بالتصعيد أو التهدئة في القطاع.
يتناول التقدير السيناريوهات المستقبلية، مع تقديم توصيات حول كيفية تعامل الطرف الفلسطيني مع أي تغيرات قد تطرأ على الموقف الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
- توجهات ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)
شهدت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تغيرات جوهرية خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، حيث تبنى مواقف جديدة دعمت (إسرائيل) بشكل غير مسبوق. تشمل هذه التحولات:
1. الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل): في ديسمبر 2017، أعلن ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها. مما أثار غضبًا واسعًا في العالمين العربي والإسلامي، واعتبرته الفصائل الفلسطينية خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية.
2. قطع المساعدات عن الفلسطينيين: في عام 2018، قررت إدارة ترامب قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ووقف المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية، بحجة أن هذه المساعدات لا تخدم السلام.
3. "صفقة القرن": في يناير 2020، أعلن ترامب عن خطته للتسوية، المعروفة بـ"صفقة القرن". نصت الخطة على حل أحادي يمنح (إسرائيل) السيادة على المستوطنات وغور الأردن، ويعرض للفلسطينيين دولة ذات سيادة محدودة في الضفة الغربية وغزة. قوبلت هذه الخطة برفض واسع من فصائل المقاومة الفلسطينية التي اعتبرتها تسوية غير عادلة.
4. إدراج بعض الفصائل على قوائم الإرهاب: دعمت إدارة ترامب تصنيف بعض فصائل المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، مما زاد من تعقيد العلاقات الأمريكية مع هذه الفصائل، واعتُبر انحيازًا كاملًا للاحتلال الإسرائيلي.
5. تعليق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن: في سبتمبر 2018، أغلقت إدارة ترامب مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كجزء من الضغط على قيادة المنظمة للتفاوض بشروط ترامب..
٦. ساهمت إدارة ترامب في توقيع "اتفاقيات إبراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) ودول مثل الإمارات والبحرين. مثلت هذه الاتفاقيات خطوة تاريخية في سياق العلاقات بين (إسرائيل) والدول العربية.
٧. تجاهل ملف المستوطنات: تراجعت إدارة ترامب عن سياسة الإدارات الأمريكية السابقة فيما يتعلق بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، إذ اعتبرت أن المستوطنات لا تُعتبر بالضرورة "غير قانونية". هذا الموقف دعم نتنياهو في توسيع الاستيطان وتحقيق مكاسب سياسية لدى قاعدته اليمينية.
- تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية
خلال حملته الانتخابية، اتخذ الرئيس دونالد ترامب موقفاً داعماً لـ(إسرائيل)، حيث عبر عن دعمه المستمر لحقها في الدفاع عن نفسها، سياسة تتماشى مع توجهاته منذ فترة رئاسته الأولى. من ناحية أخرى، دعا (إسرائيل) إلى إنهاء الحرب على غزة قبل توليه الرئاسة في يناير 2025، محذراً من تأثير استمرار الحرب على العلاقات الدولية للإدارة القادمة. رغم دعوته لإنهاء الحرب، لم يقدم ترامب خطة محددة لتحقيق هذا الهدف، بل أكد على رغبته في الحفاظ على التحالف مع (إسرائيل) وتحقيق الاستقرار الإقليمي بشروط صارمة.
وانتقد ترامب أيضاً بشدة سياسات إدارة بايدن في المنطقة، معتبرًا إياها ضعيفة وغير فعالة، وقد استخدم هذا الانتقاد لجذب الناخبين من الداعمين لـ(إسرائيل) وكذلك من العرب والمسلمين الأمريكيين، الذين يرغبون في نهاية سريعة لما يجري في غزة بسبب التكلفة الإنسانية الكبيرة.
- السياسات العامة المحتملة لترامب تجاه الحرب على غزة
- دعم أقوى لـ(إسرائيل): من المتوقع أن يكون دعمه لـ(إسرائيل) قويًا ومباشرًا في حال استمرار الحرب على غزة. من المحتمل أن يواصل تصعيد اللهجة الأمريكية ضد الفصائل الفلسطينية، خاصةً "حماس". من الجدير بالذكر أن هذه السياسة بدت واضحة من خلال أسماء فريق ترامب ومرشحيه للمناصب الرئيسية، ومن بين الأسماء التي اختارها: السيناتور ماركو روبيو المرشح لتولي وزارة الخارجية الذي اتخذ من كل مناسبة ممكنة، منبرا لتبرير حرب الإبادة الإسرائيلية، وبييت هيجسيث المرشح لمنصب وزير الدفاع الذي طالما شن في برامجه على شبكة فوكس المناصرة لـ(إسرائيل) ، هجمات لاذعة على الفلسطينيبن، وجون راتكليف المرشح لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الذي دعا في وقت سابق لإطلاق يد نتنياهو "كي يكمل المهمة" ، ومايك هاكابي سفيرا أميركيا لدى (إسرائيل) وهو مسيحي إنجيلي تربطه علاقة طويلة الأمد بحركة الاستيطان، وتاريخ أعمق في الدعوة إلى ضم الضفة الغربية.
- تكثيف الدعم العسكري: من المحتمل أن يعزز ترامب الدعم العسكري واللوجستي لـ(إسرائيل) في مواجهة الفصائل الفلسطينية في غزة، من خلال إرسال أسلحة أو تقنيات جديدة لتحسين الدفاعات وتعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي.
- توجيه اللوم للفلسطينيين: قد يتبنى ترامب لهجة شديدة ضد الفلسطينيين، مما قد يزيد التوتر ويعمق الأزمة في حال عدم دعمه للوساطات أو الحلول السلمية.
- السيناريوهات المحتملة لتوجهات الرئيس ترامب نحو الحرب على غزة:
يصعب الوصول إلى توقعات حاسمة بشأن توجهات ترامب إزاء الحرب على غزة. ومع ذلك، هناك عدة معطيات يمكن الاستناد إليها في صياغة السيناريوهات، منها فترة رئاسته الأولى، تصريحاته خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الأخرى التي قد يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على توجهاته، مثل الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتهديدات المتبادلة بين (إسرائيل) وإيران، و منع جماعة أنصار الله في اليمن مرور السفن المرتبطة بـ(إسرائيل) في البحر الأحمر، فضلا عن تحرك المقاومة الإسلامية في العراق وقصفها مواقع إسرائيلية مختلفة بالمسيرات الإنقضاضية.
- السيناريو الأول: دعم غير مشروط يؤدي لتصعيد الحرب
قد يؤدي الدعم القوي وغير المشروط لـ(إسرائيل) إلى تشجيعها على استمرار الحرب واتخاذ خطوات عسكرية إضافية في غزة. هذا التصعيد قد يطيل أمد الحرب، مما يزيد من الخسائر ويعمق المعاناة الإنسانية، مع التوجه إلى معالجة الجبهات الأخرى بشكل منفصل.
- السيناريو الثاني: الضغط لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل
وهذا السيناريو معاكس للسيناريو الأول. بعد مرور ثلاثة عشر شهراً على الحرب، وبعد الدعم الكبير الذي تلقته (إسرائيل) خصوصًا في الجانب العسكري، قد يلجأ ترامب إلى الضغط على (إسرائيل) لوقف حربها على غزة من خلال صفقة تبادل تمكنها من استعادة أسراها. قد توفر هذه الصفقة فرصة لاستمرار تطبيع (إسرائيل) علاقاتها مع الدول العربية ومحاولة إحياء مشروع "صفقة القرن".
- السيناريو الثالث: تراجع ترامب عن التدخل المباشر واعتماد سياسة "إدارة الصراع"
في هذا السيناريو، قد يتبنى ترامب سياسة إدارة الصراع دون الانخراط المباشر في حله. يعني ذلك ترك الأمور تسير بوتيرتها الطبيعية مع تدخل محدود للحفاظ على الاستقرار النسبي، دون الضغط لتحقيق تهدئة شاملة أو التصعيد. في هذه الحالة، يستمر الدعم السياسي لـ(إسرائيل) دون اتخاذ خطوات تصعيدية واضحة. بدلاً من تشجيع (إسرائيل) على تصعيد حربها على غزة، قد يكتفي ترامب بتقديم دعم سياسي ومعنوي قوي دون دفع نحو إجراءات عسكرية إضافية، والتعامل مع كل حالة من حالات الصراع والتوتر بشكل منفصل.
- السيناريو الرابع: هدنة مؤقتة وتبادل أسرى دون وقف كامل للحرب
يفترض هذا السيناريو أن يسعى ترامب للضغط من أجل تحقيق تهدئة مؤقتة وتبادل للأسرى، بدلاً من إنهاء كامل للحرب، بهدف تحسين صورته لدى الأمريكيين العرب وتهدئة الرأي العام الدولي. مع ذلك، قد يطرح هذه التهدئة دون الالتزام بوقف كامل للعمليات، إذا استمرت (إسرائيل) في رؤية التهديدات على حدودها.
- مناقشة السيناريوهات:
يصعب التنبؤ بتوجهات ترامب نحو الحرب في غزة نظرًا لتشابك العوامل والمؤثرات. بعضها يتعلق بسياساته الداخلية، حيث يُتوقع أن تركز الإدارة الجديدة على القضايا الداخلية. كما تؤثر قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا، التنافس مع الصين، وقضية تايوان على توجيهاته، بالإضافة إلى عوامل أخرى معقدة.
وإذا قمنا بوزن وتحليل السيناريوهات المحتملة السابقة، نجد أن:
السيناريو الأول، المتعلق بالدعم غير المشروط وتصعيد أكبر للحرب، قد يكسب تأييد اللوبيات المؤيدة لـ(إسرائيل) داخل الولايات المتحدة ويُرضي قاعدة ترامب الانتخابية. ومع ذلك، قد يؤدي هذا النهج إلى انتقادات دولية وقلق بين الحلفاء العرب الذين قد يرون في التصعيد تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
لذلك، فهو أقل ترجيحًا، لأن تصعيدًا مفتوحًا قد يضر بمصالح أمريكا ويزيد الضغوط الدولية على ترامب.
وعند تحليل السيناريو الثاني، المتمثل في الضغط على (إسرائيل) لوقف الحرب وتبادل الأسرى، نجد أنه قد يحسّن صورة الولايات المتحدة دوليًا، ويظهر ترامب كوسيط يسعى للاستقرار. ومع ذلك، قد يُفسَّر هذا الضغط على (إسرائيل) بشكل سلبي من قبل مؤيدي ترامب واللوبيات الداعمة لـ(إسرائيل).
هذا السيناريو يُعتبر متوسط الترجيح، لأنه على الرغم من أن الضغط على (إسرائيل) يتعارض مع مواقف ترامب السابقة، إلا أن التهدئة قد تصبح ضرورة إذا واجه ضغوطًا داخلية ودولية قوية.
وعند التطرق إلى السيناريو الثالث، المتعلق بإدارة الصراع مع دعم محدود لـ(إسرائيل)، فإنه يخفف العبء عن واشنطن ويوفر للأطراف الإقليمية مساحة لحل الأزمة. مع ذلك، قد يبدو هذا النهج غير كافٍ لمؤيدي (إسرائيل) ، مما قد يُضعف الدعم الداخلي لترامب.
على الرغم من أن هذا السيناريو ممكن، إلا أنه أقل ترجيحًا، لأن ترامب قد يعتبر هذا النهج غير كافٍ لإظهار دعمه الحازم لـ(إسرائيل)، خاصة إذا تصاعدت العمليات الفدائية من المقاومة الفلسطينية.
أما السيناريو الرابع المتعلق بتهدئة مؤقتة وتبادل أسرى دون وقف كامل للعمليات، فإن ترامب بذلك يحافظ على دعم (إسرائيل)، ويخفف الانتقادات الدولية عبر التهدئة المؤقتة، فالوضع المتصاعد على عدة جبهات بما في ذلك في لبنان يمكن أن يزيد من تعقيد الموقف، وقد يدفع ترامب للضغط على (إسرائيل) لإيجاد تهدئة لتجنب صراع أوسع يشمل كامل منطقة الشرق الأوسط، لكن الحل المؤقت قد يؤدي إلى بقاء التوتر دون حل، مع احتمال عودة التصعيد في المستقبل.
لكن هذا السيناريو يبقى الأكثر ترجيحاً، لأنه يوازن بين دعم ترامب لـ(إسرائيل) وتقديم تهدئة نسبية، مما يحقق مصالح الولايات المتحدة دون إثارة أزمة كبيرة مع الحلفاء الدوليين أو العرب.
- الخلاصة:
في ضوء ما تقدم من عرض لتوجهات ترامب خلال ولايته الرئاسية السابقة أو تصريحاته خلال الحملة الانتخابية، وتحليل السيناريوهات المحتملة، فإنه من المرجح أن يسعى ترامب للتوسط لتهدئة مؤقتة أو "وقف إنساني" للحرب بالتنسيق مع حلفاء إقليميين، مع تقديم "حلول اقتصادية".
ومع ذلك هناك عوامل أخرى تؤثر على التوجهات الأمريكية، من بينها الفعل الميداني، وصمود وصلابة المقاومة وحاضنتها الشعبية، وجبهات الإسناد، فضلا عن تطورات البيئة الإقليمية.
على أية حال تتطلب عودة ترامب للرئاسة الأمريكية استعدادًا فلسطينيًا جادًا لمواجهة تحديات قد تتفاقم في ظل احتمالات تزايد الدعم الأمريكي لـ(سرائيل) واستمرار الضغوط على الفصائل الفلسطينية.
وإن بناء استراتيجية مقاومة فعالة تتضمن الوحدة الوطنية وتنويع التحالفات وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية في الخارج قد يكون السبيل الأمثل لمواجهة أي آثار سلبية قد تطرأ جراء سياسة أمريكية جديدة تعتمد نفس النهج السابق.
- التوصيات:
- تعزيز الوحدة الوطنية وتطوير استراتيجية فلسطينية شاملة في مواجهة أي سياسات أمريكية محتملة تدعم (إسرائيل) بشكل أكبر، فتوحيد الجهود الفلسطينية سيقوي الموقف التفاوضي ويزيد من القدرة على حشد الدعم الدولي والإقليمي.
- التوافق الفلسطيني الداخلي على شكل إدارة غزة في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، لتقليص أي فجوات قد يستفيد منها الطرف الثاني.
- تنويع التحالفات الإقليمية والدولية والبحث عن دعم بديل عبر توطيد العلاقات مع الدول الأوروبية والآسيوية مثل روسيا والصين، والدول النامية،وقد تلعب هذه الدول دورًا في الضغط على (إسرائيل) وتعزيز القضايا الفلسطينية في المحافل الدولية.
- الاستفادة من الوجود الفلسطيني في الغرب للتأثير الإيجابي، واستثمار الجاليات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة وأوروبا للعمل على التأثير على المؤسسات المدنية.
- تنظيم حملات إعلامية وتسليط الضوء على قضايا الحقوق الفلسطينية خاصة عبر الوسائل الناطقة باللغات الأجنبية للتأثير على الرأي العام الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام.
مركز الدراسات السياسية والتنموية