قائمة الموقع

هل حان وقت الثورة على قيادة المنظمة؟

2011-03-03T07:23:00+02:00

الرسالة نت  - رامي خريس

ثارت الشعوب العربية ضد أنظمتها وحكامها والدافع كان الفساد السياسي والاقتصادي الذي أصاب الحكومات ، فضلاً عن حالة الاستبداد وكتم الحريات التي عانت منها الشعوب ، وانتقلت العدوى من بلد الى آخر .. من تونس الى ليبيا الى مصر، وانتابت حالة الغضب معظم الشعوب العربية إن لم يكن العالم العربي بأسره، الذي يقف فوق فوهة البركان ويتميز غيظاً ليلفظ حممه في ثورات متتالية.

والفلسطينيون كغيرهم من الشعوب يتململون ودماء الغضب تسري بسرعة في عروقهم ، وإذا كانت أوضاعهم تتطلب ثورة فهم ثائرون بطبعهم ، وغضبهم لا يستطيع أحد الوقوف في وجهه ، ولكن السؤال في أي اتجاه سيثور الفلسطينيون؟

جسد بلا روح

ويعتقد البعض أن "الثورة" يمكنها أن توجه وفق رغبات أو أمنيات أو يمكن درؤها بالاصلاحات الشكلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإذا كان يمكن اسقاط ما يجري في الدول العربية على فلسطين فإن الثورة الحقيقية التي يمكن أن تندلع ستكون باتجاه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة كأحد افرازاتها، وذلك لأسباب كثيرة تكاد تتلاقى مع دوافع الثورات في الدول العربية التي اندلعت ثوراتها الشعبية بعد عقود من الفساد والظلم.

وفساد قيادة المنظمة السياسي في غنى عن أن يتحدث عنه احد فقد أصبحت جسداً مهترئاً بلا روح بعد ان فقدت كل مؤسساتها الشرعية بدءاً من مجلسيها الوطني والمركزي وصولاً إلى لجنتها التنفيذية التي أصبحت لا تمثل أحدا سوى حركة فتح وفصائل صغيرة تحلل المحرمات وتشرع التنازلات لقيادة السلطة في الضفة الغربية.

بل الأهم من ذلك أن المنظمة وقيادتها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالأنظمة العربية التي بدأت بالتساقط الواحد تلو الآخر ، بل وتساوقت مع رغبات زعماء تلك الأنظمة كما كان الحال مع النظام المصري السابق ورئيسه المخلوع حسني مبارك ، وسارت في طريق التنازلات التي جرى رسمه لهم وزادوا عليه كما كشفت عن ذلك قناة الجزيرة بعد نشرها لوثائق دائرة المفاوضات التابعة للمنظمة، حيث جرى تقديم تنازلات غير مسبوقة لحكومة الاحتلال أثناء عملية المفاوضات التي رعتها الولايات المتحدة.

لم يرف لهم جفن

وبالرغم من هذه الفضيحة المدوية إلا أن قيادة المنظمة وقادة الفصائل التابعة لها لم يرف لهم جفن واكتفوا باستقالة المسؤول عن ملف المفاوضات .

والغريب أنه لم يجر منذ سنوات أي تغيير على هياكل المنظمة بالرغم من تجرؤ قيادتها على  اجراء تغيير على ميثاقها كما أنه كان من المفترض اجراء انتخابات لإفراز قيادة تمثل كل الفلسطينيين في أماكن تواجدهم.

والغريب أن حماس في انتخابات 2006 فازت على فصائل المنظمة مجتمعة محققة اغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني مع أنها غير ممثلة في المنظمة ، كما ان حركة كالجهاد الاسلامي أيضاً ليس لها اي تمثيل ، وهنا يبدو أن الوقت قد حان لأن يطالب الفلسطينيون بإصلاح المنظمة التي يفترض أن تمثلهم ، ولأن الاستجابة لذلك قد لا تحصل من القادة المتنفذين فإن ثورة آتية لا محالة في الضفة وغزة ولبنان والاردن وسوريا وفي كافة أماكن تواجد الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة