قائمة الموقع

كيف مرَّ المنخفض الجوي على خيام النازحين؟

2024-11-26T06:28:00+02:00
الأمطار-الغزيرة-تُغرق-خيام-النازحين-ومراكز-إيواء-في-غزة.jpg
خاص- الرسالة نت

مجرد منخفض كلاسيكي عابر سيحل على البلاد ضيفًا سريعًا، هكذا وصفته دائرة الأرصاد الجوية.
لكنه في الواقع لم يعبر على خيام النازحين المنهكة في قطاع غزة بسلام، وكان ثقيًلا على قلوبهم المزدحمة بهواجس الشتاء الذي يزورهم للعام الثاني على التوالي في ظل حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 415 يومًا.
رياح المنخفض الجوي لفحت الخيام المهترئة من كل الاتجاهات، بينما لا يملك النازحون قوة لردها عن خيامهم، ولا يملكون حاجزًا يصدها عن أجساد أطفالهم الموزعين طوال النهار في العراء!
وفي ساعة متأخرة من الليل، بعد ساعات من دخول المنحفض الجوي ابتلع البحر عشرات الخيام الممتدة على الشاطئ في محافظتي خانيونس ودير البلح، بكل ما فيها من فراش ومتاع.
"أقسى ليلة في حياتنا" هكذا وصفت الكاتبة أمل أبو عاصي الليلة الأولى للمنخفض، وقالت: "تفتح عينيك كلما سرقت دقائق من النوم، لتتأكد أن سقف الخيمة ما زال في مكانه، وأن الجدران المصنوعة من النايلون لم تنقض عليك بعد!"
وتضيف "فإن طلع النهار، تأكدت أنك من المحظوظين، فخيمتك وإن تهاوى جزء منها، فإن هناك خيامًا كاملة ابتلعها البحر!"
وفي منطقة المواصي جنوب القطاع اختلطت دموع الأطفال مع قطرات المطر التي تساقطت على خيامهم بعدما ضربتها الرياح فأردتها أرضًا !
وما بقي واقفًا من الخيام في تلك المنطقة كانت أقمشته تتطاير يمينًا ويسارًا، ويقفز النايلون في الهواء وقد غطى النازحون به بعض الخيام في محاولة ليحميهم من تسرب مياه المطر داخل خيامهم!
يحدث هذا كله فوق رؤوس النازحين المثقلة بهموم الشتاء والحرب والجوع والفقد وكل ما وصلوا إليه، فيزيد من أوجاعهم، واكتئابهم وخوف أطفالهم!

من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي إن قرابة 10,000 خيمة تلفت على مدار اليومين الماضيين حيث جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج مع دخول المنخفض الجوي.
يذكر أنه وفقًا لفرق التقييم الميداني الحكومية فإن نسبة 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك بعد تلف واهتراء 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تمامًا، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور أكثر من 416 يوماً على حرب الإبادة الجماعية وعلى جريمة التهجير القسري والنزوح الإجباري بكل ما فيها من ظروف غير إنسانية.
وطرق المكتب الإعلامي جدار الخزَّان للمجتمع الدولي ولكل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية والقانونية، بأن قطاع غزة مُقبل على أزمة عميقة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، سيما في ظل إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع المحاصر، ومنع الاحتلال (الإسرائيلي) إدخال 250,000 خيمة و(كرفان) إلى غزة في استمرار الواقع الإنساني الخطير.

اخبار ذات صلة