قائمة الموقع

غزة هتفت بصوت واحد: الشعب يريد انهاء الانقسام

2011-03-04T16:35:00+02:00

الرسالة نت – أحمد الكومي

بُعيد صلاة الجمعة مباشرة، خرج الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في مسيرات عارمة جابت شوارع قطاع غزة، المطلب واحد "إنهاء الانقسام"، والوجهة معروفة "المجلس التشريعي"، والآمال معلقة بتحقيق وحدة وطنية تُخرج من شارك في السواد الأعظم من واقع مرير تنتصر في نهايته إرادتهم.

الشعب في غزة نزل إلى الشارع ولسان حالهم يقول: سينهار هذا الانقسام البغيض، وستنهار كل أدواته التي تحولت إلى كابوس يقلق راحة كل فلسطيني تواق إلى تنفس الهواء النقي.

باحة المجلس التشريعي كانت محط أنظار الجميع، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية وتشابكت الأيادي وعلت الأصوات، هتفوا بصوت واحد وبضمير صادق " الشعب يريد إنهاء الانقسام "، كل من شارك في المسيرة أضحت آماله معلقة بطي صفحة الانقسام إلى غير رجعة والى الأبد، واستقبال واقع جديد تتحد فيه كافة الفصائل الفلسطينية تحت راية واحده وعلم واحد يجمع كل فئات الشعب.

عدوى الانتصارات

"الرسالة نت" لم تكتفي بنقل خطابات المسؤولين وقادة القرار الفلسطيني، وتوجهت هذه المرة وكعادتها إلى قلوب وعقول من تحدوا المسافات لإيصال صوتهم للمنقسمين بأن هناك شعب يريد إنهاء الانقسام، وليس مجرد شعار تتناقله وسائل الإعلام.

الجميع تمنى أن تتحقق عدوى الانتصارات التي تجوب العالم العربي هذه الأيام، وأن تنتقل إلى فلسطين تحت شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام".

فكان هذا الشعار أبرز الحاضرين في باحة المجلس التشريعي، حيث حمل الصغار والكبار وفي مقدمتهم النساء لافتات تطالب المحتكمين بالقرار الفلسطيني بضرورة احترام إرادة شعب أعزل دفع ضريبة الثبات على الحقوق والثوابت الفلسطينية.

ومن بين جموع الحاضرين، لفت أنظار "الرسالة نت" منظر طفلة يافعة تحمل لافتة كُتب عليها " الشعب يريد إنهاء الانقسام "، وبصعوبة بالغة ومن بين الحشود الغفيرة، وصلنا إلى الطفلة المقصودة "تسنيم الشوبكي"، وبعد معرفة اسمها، سألناها عن الدافع من حضورها، فكانت الإجابة:" الجميع لديهم وطن يعيشون فيه، إلا نحن لدينا وطن يعيش فينا، وفلسطين تُلح وتطلب منا جميعاً أحزاباً وتنظيمات بإنهاء الانقسام على وجه السرعة والتفكير قليلاً في الوطن قبل أن يضيع من بين أيدينا".

دقائق معدودة وإذ بصوت امرأة من النساء المشاركات في المسيرة تصر على نقل رسالتها عبر " الرسالة نت "، وتقول:" إن التجارب في مصر وتونس علمتنا أن إرادة الشعوب الصادقة تنتصر ، فإذا صدقت نوايا الأطراف المتخاصمة في فلسطين وإذا صدقت إرادة الشعب في إنهاء الانقسام سينتهي الانقسام وسيزول وسينتصر الشعب الذي يريد".

وتضيف أم بكر عاشور في العقد الثالث من عمرها والتي توشحت بالعلم الفلسطيني :" على المسؤولين أن يحققوا رغبات شعبنا قبل أن نصبح بلا مأوى ولا وطن, بعد أن تكالبت علينا كل قوى الشر في العالم اجمع ,وليعلم الجميع أن البقاء للأقوى وان الاتحاد قوة والتفرق ضعف, والوحدة هي أقصر الطرق للخروج من هذا النفق المظلم".

 لم تكن رسالتها منحازة لفصيل أو لحزب معين، فطالبت بطرح الشعار العملي والصادق الذي يخلق التفافاً جماهيرياً حوله، والذي يتجسد بنزول القيادات المناهضة للانقسام إلى الشارع لتكون في مقدمة الجماهير الوطنية.

أدوات الإنكسار

وتحت ظلال إحدى أشجار المجلس التشريعي جلس الحاج أبو صابر الرفاتي من سكان منطقة التفاح بمدينة غزة، يستظل من حرارة الشمس الساطعة، والتي شاركت شعب غزة أصواتهم وقلوبهم التي بلغت الحناجر، التي طالبت وما تزال بالإنهاء الفوري والسريع للانقسام الحاصل.

تشاركت "الرسالة نت" سويعات الراحة مع أبو صابر، الذي أحدودب ظهره ورق عظمه وغزا الشيب شعره، وبعد السلام وتبادل التحية، افتتح حديثه بالتأكيد على أن للشعب الفلسطيني قضية وهمّ واحد، هو إقامة الدولة الفلسطينية والدفاع عن المقدسات الدينية، والتي من المفترض أن تكون من أولويات الشعب بعد إنهاء الانقسام والتي هي بصدد مشاركته في المسيرات الحاشدة.

يقول أبو صابر:" نريد أن تعود وحدتنا الوطنية ونتخلص من هذا الانقسام الذي عكر صفوة الإبداع الفلسطيني والتطور الوطني وأوقعنا في نفق مظلم أسمه الانقسام، والذي فشلت كل جهود المصالحة السابقة من إنهاؤه ، حتى ظل يخيم على مجمل الحالة الوطنية الفلسطينية وصار من أهم أدوات الانكسار التي تحاربنا فيه دولة الاحتلال والمجتمع الدولي وتستخدمه بصورة فعاله للتهرب من استحقاقات العملية السلمية للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

في نهاية المسيرة.. تركنا الطفلة تسنيم وأم بكر والحاج أبو صابر ونظراتهم لنا لم تفارقنا للحظة، حتى تخطينا أسوار المجلس التشريعي، فارقناهم وعهدنا ما زال قائماً بنقل رسالتهم التي حملت في طياتها كلمات قليلة ذات مضمون كبير، كان مفادها: أيها الداعون لإنهاء الانقسام : انهوا انقسامكم وتوحدوا لتنجحوا في هدفكم النبيل : إنهاء الانقسام .

 

اخبار ذات صلة