واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسليط الضوء على اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، وتقييم تداعيات حرب الإبادة على القطاع.
وتحدث عدد من المحللين والصحفيين وسائل الإعلام عن إخفاقات حكومة وجيش الاحتلال في قطاع غزة، معتبرين أن "إسرائيل" تكبدت تكاليف إستراتيجية باهظة، دون أن تتمكن من إيجاد بديل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وقال محلل الشؤون العسكرية يوسي يهوشوع، إن الجيش ألقى كميات هائلة من الذخائر على قطاع غزة، لكنه فشل في تحقيق نتائج تتناسب مع حجم تلك العمليات.
واعتبر أن "إسرائيل"، ورغم ما تمتلكه من قوة، لم تقدم بدائل عملية لحركة "حماس"، وأن الصفقة الأخيرة ليست بمستوى المنتصرين.
وأشار ميخائيل ميلشتين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، إلى أن الفلسطينيين يعتبرون استمرار وجود "حماس" وصمودها أمام الضربات الإسرائيلية انتصارا، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه القطاع من دمار وقتل.
أما الصحفي عميت أتالي، فرأى أن "الأجيال الفلسطينية ما زالت تحمل فكرة المقاومة"، محذرًا من أن المقاومة في غزة لا زالت تشكل تحديا وجوديا لإسرائيل.
وأبرز الإعلام الإسرائيلي التصريحات المتكررة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي قال فيها بأن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالقضاء التام على "حماس" سياسيا وعسكريا ومدنيا، وأن استمرار وجوده في الحكومة مرتبط بضمان تحقيق هذا الهدف.
وفي تعليقه على ذلك، قال المحلل السياسي شلومي إلدار إن سموتريتش يسعى لمنع استمرار الصفقة وانتقالها لمراحلها التالية، محذرا في الوقت ذاته من أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول تدمير غزة قد تمنح "حماس" حجة قوية وتؤثر على موقف "إسرائيل" دوليا.
من ناحيته، انتقد عضو الكنيست عن حزب "قوة يهودية" ألموغ كوهين، بشدة هيئة الأركان الحالية لجيش الاحتلال، معتبرا أن فشلها يستدعي تغييرات جذرية في القيادة العسكرية، وتزويد الجيش بما يلزم من إمكانات لتحقيق أهدافه.
ووصف عميت سيغال، محلل الشؤون السياسية، التكاليف الإستراتيجية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بأنها "إستراتيجية وغير مسبوقة".
وأوضح سيغال أن الاتفاق الذي تضمن وقف إطلاق نار طويل الأمد وإدخال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، "ليس صفقة انتصار لإسرائيل، بل كشف عن نقاط ضعفها".
أما الصحفية اليمينية عيريت لينور، فطالبت بتبني سياسات أكثر صرامة، داعية إلى عدم التسامح مع أي "جهات فلسطينية"، واعتبار القوة والسيطرة الحل الوحيد للتعامل مع سكان القطاع.
وفي تمام الساعة الـ8:30 من صباح الأحد الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة و"إسرائيل" حيز التنفيذ؛ بعد471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي خلفت 46,899 شهيدًا، وآلاف المفقودين والجرحى، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.