قائمة الموقع

المصالحة الحقيقية تحتاج إلى حلول جذرية

2011-03-06T17:21:00+02:00

الرسالة نت - رامي خريس

عادت وتيرة الحديث عن المصالحة تعلو مرةً أخرى ، ومع أن تحقيق "مصالحة حقيقية" يعتبر من أهم الاولويات الفلسطينية إلا أن الجهود التي تبذل للوصول اليها تصطدم عادة  بمفاهيم مختلفة حولها، وعن كيفية تحقيقها ومدى حاجة كل طرف لها وإن كان الجميع يؤكد أنه معني بتحقيقها.

ومن أكثر ما يعيق الوصول إلى مصالحة حقيقية هو اختلاف الأطراف على نقطة البداية : أي من أين نبدأ الخطوة الأولى.

رؤى متباينة

حركة فتح تحاول مؤخراً أن تروج الى أن المصالحة ستتحقق بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، وأن المؤسسات المنتخبة ستمثل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ، وبالتالي هي التي ستقرر التوجه السياسي الفلسطيني في المرحلة المقبلة.

أما رئيس حكومة فتح في رام الله د. سلام فياض فطرح أن تتحقق المصالحة بـ(التقسيط) وبحسب وجهة نظره فيمكن أن يتم تشكيل حكومة مشتركة من وزراء من فتح وحماس وذلك في ظل بقاء حالة الانقسام بين شقي الوطن.

وكان لفياض بمقترحه هذا الفضل في توحيد حماس وفتح على رفضه ، وربما كان يهدف من وراء مبادرته تلك الوصول الى هذه النتيجة!.

ومن جهة حركة حماس فإنها تبلور حالياً مبادرتها للمصالحة وقبل الاعلان عنها أو الاطلاع على تفاصيلها برزت أصوات من فتح ترفضها مسبقاً.

المصالحة تتطلب اصلاح

هكذا يبدو المشهد السياسي متبايناً الى حد رفض المواقف من الاطراف المقابلة قبل التعبير عنها ، فهناك أزمة ثقة لا ينفع معها الحديث فقط عن الرغبة في المصالحة وانهاء الانقسام ووحدة الصف.

ومن الواضح انه بدأ يتبلور وجهة نظر أخرى من أجل أن ترى " المصالحة الحقيقة " النور وبموجب ذلك فإنه مطلوب العمل أولاً على اصلاح المؤسسات الفلسطينية التي سيتوحد الفلسطينيين تحت مظلتها ، وهنا تبرز أولاً منظمة التحرير المفترض أن تكون مظلة الفلسطينيين جميعهم وذلك بعد اعادة تشكيلها وبنائها على أسس سليمة ، وبدلاً من الحديث عن انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة في غزة والضفة فإنه من الاولى اجراء انتخابات للمنظمة في كافة الاماكن التي يتواجد فيها الفلسطينيين ، بحيث يصار الى انتخاب مجلس وطني لديه الشرعية لتمثيل حقيقي يمكنه أن يفرز قيادة فلسطينية شرعية تستطيع أن تعمل وفق البرنامج السياسي الذي جرى  انتخابها وفقه .

وإن كان هذا أحد المقترحات التي بدأت تظهر بقوة فإنه لا تزال هناك آراء أخرى وجهود يحاول البعض استكمالها لا سيما بعد الحديث عن عودة الدور المصري الذي من المفترض أن يكون جديداً أو هكذا متوقعاً له أن يكون.

وفي هذا الاطار نقلت وسائل الاعلام عن دبلوماسي مصري :" إنَّ القاهرة تعكف حاليًا على إعادة قراءة هذا الملف ووضعه على دائرة الاهتمام، واستكمال ما تحقق منه من خطوات، خلال العامين الماضيين فيما أكدت أنه لا يمكن البدء من نقطة الصفر" ، ومع ذلك أشار الدبلوماسي إلى أن هذه الورقة ليست مقدسة، خاصة أنها من بقايا ومخلفات نظام الحكم السابق.

وعلى أية حال فإن تحقيق المصالحة الحقيقي يحتاج الى حلول جذرية ولا تجدي المعالجات الترقيعية من الزمن الماضي .  

اخبار ذات صلة