قائمة الموقع

الفلسطينيون في السجون المصرية يستغيثون

2011-03-08T10:14:00+02:00

 

الرسالة نت - صلاح ابو شمالة   

لم يكن من السهل الوصول إلى "سجن العقرب" جنوب حلوان، وهو أشد السجون رقابة وحراسة في مصر حتى اللحظة. "الرسالة" وبعد محاولات عديدة وطويلة نجحت في دخول السجن عبر هاتف محمول يتنقل بين عنابر وزنازين السجن.

دق جرس المحمول لمرات قبل أن تبدأ المكالمة، وبصوت خافت مرتعش قال المتحدث على الطرف الآخر: "نعم، من معي؟".

ساد الاطمئنان قلب المعتقل احمد عبد الله جرغون بعد أن عرف هوية المتصل، وقال: "نحن في غيابة الجُب ولا منقذ لنا مما نحن فيه، نترقب الأخبار كالنفس الذي نتنفسه".وبدأ يصف الحال الذي يعيشه 12 معتقل فلسطيني، مؤكدًا أنهم ما زالوا في إضرابهم عن الطعام لليوم العاشر على التوالي. 

 ويقول جرغون: "ما زلنا لا نعرف مصيرنا حتى اللحظة، جاءت أربعة قرارات وزارية بالإفراج عن أربعة معتقلين، ولكن إدارة السجن لم تنفذ أيا منها"، مشيراً إلى أن "عائلته مقيمة في مصر وأرسلت عدة رسائل إلى كل من المجلس العسكري للجيش، والنائب العام، ومجلس شباب الثورة، والمحكمة العليا.

 "الردود كانت وعودات لم نجد لها مصداقية"، كما يقول جرغون، "كان آخرها أن مجلس الجيش قال لعائلتي خلال 48 ساعة سيخرج ابنكم ولكن مرت عشرة أيام ونحن محلك سر".

وعن سبب اعتقاله قال: "لم أقترف أي ذنب إلا أنهم وجهوا لي تهمة تهريب بضائع إلى غزة، وأنا داخل السجن من عام ونصف رأيت أشد العذاب والضرب والتجريح وشاهدت الموت كثيرا، ويتابع جرغون: "نسأل يوميا مأمور السجن ونائبه عن سبب وجودنا في السجن حتى اللحظة فتكون الإجابة: بكرة تخرجوا"، ويضيف: "كل يوم نفس السؤال، ونفس الإجابة، حتى كان آخر هذه الإجابات أن الجيش هو من أتى بكم وهو من يخرجكم".

ويشير المعتقل جرغون إلى أنهم كانوا في معتقل سجن أبو زعبل وعند خروجهم كباقي المعتقلين ضمن أحداث الثورة، ألقى الجيش القبض عليهم وسط ضرب شديد وأعادوا اعتقالهم في سجن العقرب جنوب حلوان.

وتطرق إلى المعاملة القاسية التي يتعرضون لها من قبل السجانين والإدارة قال:" الجميع في الإدارة لم يعطنا اهتماما ولم يطلع على مشاكلنا، تُركنا هكذا ضائعين مجهولي المصير نريد من الجهات المعنية ردا يقينيا ومن خلال "الرسالة" نريد إيصال كلمتنا للمسؤولين الفلسطينيين والمصريين للاطلاع على أحوالنا وقضايانا ونجدتنا من حمى السجون المصرية".

شادي سعيد معتقل فلسطيني آخر (من الضفة الغربية)، ورغم أنه في نفس المعتقل إلا أننا لم نتمكن من الحديث معه عبر المحمول، لصعوبة الوصول إليه كونه في العنبر الأخير.

أما المعتقل محمد الشاعر الذي وصف جرغون حالته الصحية بأنها صعبة جدا ولا يمكنه التحدث، مشيرا إلى أن المعتقلين جميعا يعانون من مشاكل نفسية وجسدية ومنهكون في التفكير والترقب، والملل والكبت يقتلهم، حسب تعبيره.

انتقل المحمول إلى العنبر الآخر بواسطة حبل ينسجه المعتقلون من ملابسهم ويربطوا المحمول، وعبر فتحة باب العنبر يرمي المعتقل المحمول فتتلقفه أيدي زملاءهم لينتقل إلى عنبر آخر. 

وبعد عشر دقائق، وهي المدة التي استغرقها المحمول في التنقل إلى العنبر الآخر، عاد الاتصال وكان هذه المرة مع المعتقل محمد السيد من سكان البريج، والذي دام اعتقاله سنتين، الذي يقول: "وضعنا كله كرب وضيق، لم توجه لي أية تهمة إلا أنني معتقل وفي كل مرة يوجهون لي قرار تجديد الاعتقال السياسي".

ويتابع:" أتمنى أن أجد احد المسئولين لأتحدث معه ونتعرف على مصيرنا؛ حتى مدير السجن لا يعلم لماذا نحن معتقلون". 

وكشف السيد عن أحوال السجن قائلاً:" البعوض أكل أجسادنا، وانتشرت الأمراض الجلدية في جميع أنحاء أجسامنا، وانتشرت في جسدي البقع الفطرية، وزادت حالتي الصحية سوءاً، وبعد إصرار طويل طلبت طبيبا ليعالجني، فقال لي الطبيب يجب أن تركب محاليل طبية، رفضت ذلك لأني مضرب عن الطعام، وعاد ونصحني أن أتعرض للشمس كل يوم، فما كان من زبانية السجن  عندما طلبت أن أتعرض للشمس أن أحضروا سطلا كبيرا "للزبالة" وقالوا لي (اشمس هنا)"!.

وعبر "الرسالة" أطلق السيد مناشدته: "باسم جميع المعتقلين إلى الجيش وشباب ثورة 25 يناير، التدخل وإنهاء أزمتنا"، وطالب جميع المسئولين في الحكومة الفلسطينية للتنسيق والمساعدة على تعجيل إفراجهم ، كما ناشد جميع جمعيات حقوق الإنسان بالتدخل لإنهاء رحلة الموت التي يعيشونها المعتقلون". 

ويبقى ملف المعتقلين الفلسطينيين مفتوحا حتى اللحظة ينتظر من يغلقه، ويفتح لأصحابه صفحة حرية جديدة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00