غزة – الرسالة نت
أجمع صحفيون على أهمية التدريب الإعلامي لطلاب الصحافة وخريجيها لتأهيلهم للانخراط في سوق العمل ، مبينين أن المسئولية الأكبر في التطوير تقع على عاتق المتدرب نفسه .
وأشاروا في ندوة بعنوان "واقع وآفاق التدريب الإعلامي لدى الطلبة والخريجين " التي نظمتها كتلة الصحفي الفلسطيني بالتعاون مع النادي الصحفي في الجامعة الإسلامية إلى عدم وجود أقسام للتدريب في المؤسسات الإعلامية العاملة في القطاع .
وافتتح الندوة رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني ياسر أبو هين بكلمة حول دور الكتلة وانجازاتها وبين أن الكتلة تعمل بعيدا عن التعصب الحزبي وتقوم بمجموعة من الفعاليات والأنشطة لخدمة الوسط الصحفي ، مشيرا إلى أن الكتلة تسعى للنهوض بالحالة الإعلامية كممارسة وشكل ومضمون .
ولفت إلى أن الكتلة تعمل على الصعيد الشخصي للصحفيين من أكثر من جانب ونشاط وفعالية ، مبديا أمله في أن تكلل جهودها في حل الإشكالية التي تقف عائقا أمام حالة التطور وهي فقدان البيت الذي يضم كل الصحفيين والإعلاميين وهو النقابة التي تعاني حالة من الشلل.
فضل السبق
من جانبه ، بين المحاضر بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية أ.وائل المناعمة أن التدريب في غاية الأهمية لطلبة الإعلام وان القسم كان له فضل السبق كأول قسم افتتح في الضفة وغزة، مشيرا إلى أن مهنة الإعلام ليست كأي مهنة أخرى فالصحفي يولد ولا يصنع .
وأوضح أن القسم خصص جانبا كبيرا للمساقات العملية لصقل موهبة الطلاب وتأهيلهم بعد التخرج لوضع أقدامهم على أول الطريق ، ملفتا إلى أن التدريب يتم في صحيفة صوت الجامعة ومجلة متخصصة في العلاقات العامة بالإضافة إلى أنها تنظم جرعات تدريبية ميدانية بعد العام الثالث بالاتفاق مع كثير من المؤسسات الصحفية .
المطلوب ..كوادر مدربة
أما رئيس تحرير صحيفة الرسالة وسام عفيفة فبين أن التدريب مهم جدا لأنه يمس مستقبل كل طالب وخريج بالإضافة لوسائل الإعلام ، قائلا :"نحن بحاجة إلى كوادر مدربة تنقل صحافتنا من صحافة تقليدية إلى مرحلة تواكب التطور الذي يطرأ الصحافة في العالم ".
وأضاف :"إن المشاكل التي تواجهنا مع المتدربين تتمثل في غياب الثقافة والقراءة عند أغلبهم بالإضافة إلى ضعف درجة الحساسية والمسئولية عندهم وعدم تقديرهم لمدى خطورة مهنتهم والميل إلى الصحافة المكتبية دون النزول إلى الميدان " .
وطالب عفيفة طلاب الصحافة وخريجيها أن يكون لديهم الشجاعة -بعد أن يمضوا وقتا في التدريب- للوقوف مع أنفسهم لاتخاذ القرار المناسب إما بالاستمرار في هذه المهنة أو تركها .
استثمار مستقبلي
بدوره ،اعتبر المحاضر بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية أ.محسن الإفرنجي أن التدريب استثمار للمستقبل حيث انه يصنع أجيالا مؤهلة لخوض غمار التجربة بمهنية ، معتبرا أن الصحافة مهنة المهارات فهي لا تتقيد بعلم ولا دراسة حيث لا تكفي الدراسة الأكاديمية بل بد من التدريب .
وأشار إلى أن أهم المشاكل أمام التدريب هي الاعتماد على أساليب تدريب تقليدية ووجود فجوة بين الأكاديمية والمهنية وضعف العلاقة بين الجامعة والمؤسسات الإعلامية واستغلال بعض المؤسسات للطلبة وعدم وجود أقسام للتدريب بالمؤسسات الصحفية .
ونوه إلى أن القسم بصدد افتتاح قسم للتدريب للطلاب والخريجين ، مبينا أهمية أن يتدرب طالب الصحافة والإعلام من النواحي :المهنية والأكاديمية والقانونية والثقافية والمجتمعية .
الأساس ..الثقة بالنفس
أما الصحفية والمحررة بصحيفة فلسطين هديل عطا الله فقالت إنها عانت في بداية التحاقها بالتدريب من عنصر الخجل الذي كان حاجزا أمام قدرتها على التعامل مع مختلف الفئات ، مشيرة إلى أنها استغرقت فترة طويلة لاكتساب المهارات الاجتماعية ، ملفتة إلى أن اهتمامها بالقراءة الأدبية كونّ لديها حصيلةً لغوية ساعدتها في أن تؤسسّ لنفسها قاعدةً مهمة في مستقبلها الصحفي وهي الاتجاه لفن القصة الصحفية.
ووجهت حديثها للطلاب والطالبات قائلة :" المهم أن تكونوا واثقين –خلال التدريب -بأن لديكم قاعدةً من القدرات وعلى أساسها إما أن تنطلقوا أو تغيروا الطريق (..) وعليكم أن تجتهدوا قدر الإمكان في اكتساب المهارات ولكن ألا تستعجلوا في الوصول إلى القمة في وقت قياسي وان تعرفوا مواطن القوة لديكم لتستثمروها ".
وأشارت إلى أنها واجهتها الكثير من الصعوبات خلال التدريب منها اضطرارها للكتابة في مجالات لا تحبها ، ملفتة إلى أنها في الوقت ذاته استفادت من التدريب بشكل كبير وكونت شبكة علاقات عامة واسعة ، مشيرة إلى أنها شقت لنفسها –بعد سنوات من التدريب –طريقا مميزا يعتمد على القصص الإنسانية .
المتميزون قلة
من جانبها ، أوضحت مديرة مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام فداء المدهون أن الجميع بين العلم والتدريب مهم جدا ، مشيرة إلى أن الإعلام ليس نظريا فقط لذلك فلا بد أن ينخرط الطالب في التدريب ويلتحق بالدورات التدريبية .
وأكدت بان التدريب الإعلامي والتطوير المستمر للقدرات يؤهلان الكوادر الشابة للالتحاق بسوق العمل ، منوهة إلى أن المتدربين ينقسمون إلى ثلاث فئات هي من يريدون اكتساب التجربة والخبرة ومن يبحثون عن فرصة عمل ومن يريدون شهادة خبرة يضعونها في السيرة الذاتية لهم عن التقدم لوظيفة .
وأوضحت أن عدد المتدربين المميزين قليل جدا بالنسبة لحجم سوق العمل والأعداد الكبيرة التي تخرجها الجامعات ، مشيرة إلى أن المؤسسات الإعلامية تحاول استيعابهم داخلها سواء بالتدريب أو من خلال الدورات التدريبية .