وكالات-الرسالة نت
قال الثوار في مدينة بنغازي في شرق ليبيا اليوم الاربعاء "ان قواتهم عادت لتخوض قتالاً ضارياً على بلدة بن جواد"، لكن بعض المقاتلين قالوا "ان مصيرها غير واضح".
وأعلن الثوار عبر مكبرات للصوت في وسط بنغازي "أن قواتهم تسيطر حاليا على بن جواد القريبة من خط المواجهة بين قوات المعارضة وقوات معمر القذافي على بعد حوالي 550 كيلومترا الى الشرق من طرابلس. وهللت حشود في بنغازي".
وقال مراسل لرويترز تحدث الى الثوار عند خط المواجهة "ان مقاتليهم تقدموا باتجاه بن جواد انطلاقا من راس لانوف بعد تبادل كثيف لإطلاق النار"، لكن أحد مقاتلي الثوار كان عائدا من خط المواجهة قال "انهم لم يصلوا الى بن جواد".
وقال مقاتل من الثورة الليبية وأحد السكان اليوم الاربعاء "ان دبابات تابعة لقوات معمر القذافي تضيق الخناق على الميدان الرئيسي الذي يسيطر عليه المعارضون بمدينة الزاوية في غرب البلاد وان قناصة تابعين له يطلقون النار على كل شيء يتحرك".
وأضاف "أن هناك جثثا لم يتم انتشالها من تحت أنقاض كثير من المباني التي دمرت في الغارات الجوية في وقت سابق هذا الاسبوع وان شوارع وسط المدينة التي يسكنها 290 ألفا خالية من المارة".
وقال المقاتل لرويترز بالهاتف من داخل المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس "يمكننا رؤية الدبابات و الدبابات في كل مكان ".
وتابع المقاتل ويدعى ابراهيم قوله "ان القوات الموالية للقذافي تسيطر على الطريق الرئيسي وضواحي الزاوية التي أصبحت في الأيام الثلاثة الماضية نقطة محورية في حرب تدور على جبهتين يسعى خلالها المعارضون لانهاء حكم القذافي الذي بدأ قبل 41 عاما".
وأضاف "أن قوات المعارضين مازالت تسيطر على الميدان الذي يقع في وسط المدينة وأن العدو يبعد مسافة نحو 1500 متر". وقال ابراهيم "ان قناصة تابعين للجيش يتمركزون فوق أغلب المباني ويطلقون النار على كل من يجرؤ على مغادرة منزله".
ويسيطر الثوار على المنطقة الشرقية النفطية وبعض بلدات الغرب بينما تخضع منطقة طرابلس والمنطقة القريبة منها للموالين للقذافي.
واغارت طائرة حربية ليبية على موقع يبعد كيلومترا عن المصفاة النفطية في مدينة راس لانوف، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وحلقت الطائرة على علو منخفض قبل ان تطلق قنبلة بين المصفاة والساحل المتوسطي، ولم يتسن لمراسل فرانس برس من حيث كان ان يحدد على الفور اذا اوقعت الغارة خسائر مادية او بشرية.
كما افاد مراسل فرانس برس ان عددا كبيرا من الثوار الليبيين الذين احتشدوا في عشرات الاليات، انكفأوا اليوم الاربعاء الى مدينة راس لانوف النفطية على اثر تعرضهم لقصف مدفعي وغارات جوية بعد ان كانوا يتمركزون على بعد خمسة كلم غرب هذه المدينة.
وسقطت القذائف على بعد 300 متر من الموقع الذي يقع على طريق بلدة بن جواد التي خسرها الثوار الاحد الماضي.
وعمت حالة من الفوضى بين المقاتلين الذين اخذ بعضهم يركض ويصرخ وسط شظايا القذائف.
ورد المقاتلون باطلاق نحو اربعين صاروخ كاتيوشا محمولة على شاحنتين وصاروخين مضادين للطائرات، احدهما سقط على هوائي للربط الهاتفي على بعد نحو 2 كلم، في وقت تواصلت الضربات المدفعية بكثافة بحسب مراسلي فرانس برس في المكان.
وعلى بعد نحو 10 كلم الى الغرب، تصاعدت سحابتان سوداوان ضخمتان، ما يشير على ما يبدو الى ان الثوار نجحوا في اصابة احد الاهداف.
وحلقت طائرات ايضا في اجواء المنطقة من دون ان تشن غارات.
وقبل ذلك اكد احد القياديين الميدانيين قال انه العقيد مسعود محمد للمراسلين في ذلك الموقع ان حوالى مئتين من عناصر الثوار منتشرون في محيط الموقع.
واضاف "اليوم تقدمنا قليلا واقمنا مواقع دفاعية خلافا لامس (الثلاثاء) عندما اضطررنا الى التراجع بعد ان تقدمنا نحو بن جواد بسبب كثافة القصف".
واوضح ان "قوات القذافي في بن جواد تحتل الجامع والمدرسة لكنها اليوم لم تشن هجوما".
وتحدث عن وقوع اربع غارات جوية قرب بن جواد صباح الاربعاء ما ادى الى اصابة بعض الثوار بجروح، بدون ان يضيف مزيدا من التفاصيل.
وأمس الثلاثاء، تركزت الغارات الجوية على قطاع موجود على بعد نحو 13 كلم غرب راس لانوف على طريق بن جواد.
وغرب طرابلس تسيطر المعارضة على زنتان لكن المدينة محاصرة من قبل قوات القذافي، كما ذكر شاهد فرنسي.
وفي الوقت نفسه، شنت القوات الموالية للقذافي هجوما على الزاوية اقرب معقل للثوار الى العاصمة، كما قال المسؤول الليبي السابق مراد هميمة الذي انشق عن القذافي.
واكد في اتصال هاتفي اجرته وكالة فرانس برس في القاهرة ان "القذافي يريد (السيطرة على) الزاوية قبل الاربعاء وعلى الاسرة الدولية التحرك".
وقال موقع للمعارضة ان "هجوما واسعا يستهدف الزاوية"، موضحا ان "المدنيين يتعرضون لهجمات مباشرة". الا ان الحكومة نفت قصف الزاوية.
وقال متحدث باسم الحكومة في طرابلس ان قواتها تسيطر على معظم أجزاء الزاوية ولم يعد بالمدينة سوى عدد قليل من المقاتلين. وأضاف: "ربما 30 أو 40 شخصا .. مختبئون في الشوارع وفي المقبرة. انهم يائسون." اعتبرت الزاوية لفترة وجيزة معقلا للمعارضة المسلحة في الانتفاضة التي اندلعت الشهر الماضي الا أنها ربما باتت على شفا السقوط في يد الموالين للزعيم الليبي.
وقال أحد سكان الزاوية في اتصال هاتفي "الوضع ليس جيدا". وأضاف "لا أحد يمكنه الخروج من بيته لان القناصة منتشرون في كل مكان."
وقال تونسي عبر الحدود عبر الطريق من طرابلس الى مدينة تونس عصرا ان الزاوية محاصرة وانه يمكن سماع أصوات انفجارات. وأضاف "كان الطريق على ما يرام الى أن اقتربنا من الزاوية. لقد طوقوا المدينة وحفروا الطريق المؤدي اليها حتى لا يستطيع أحد الدخول اليها أو الخروج منها."
وبدا واضحا أن اخرين فارين الى تونس يحجمون عن التحدث مع الصحافيين بشأن الاوضاع. وقال بعضهم انهم تم تحذيرهم عند نقاط التفتيش التابعة للجيش بأن أصدقاءهم أو أقاربهم اللذين لا يزالون في البلاد ربما يواجهون عواقب اذا تحدثوا هم عما يحدث.
وقال ابراهيم المقاتل في الزاوية: "الوضع مخيف للغاية. هناك الكثير من القناصة.
وتابع قوله: "الكثير من القتلى سقطوا ولم يتسن حتى دفنهم. الزاوية باتت مهجورة ولا احد في الشوارع ولا حتى الحيوانات ولا طيور في السماء."
وقال مسؤول بمصفاة الزاوية الليبية اليوم الاربعاء ان معارك ضارية أدت لاغلاق المصفاة وهي واحدة من أكبر المصافي الليبية وتقع على اطراف مدينة الزاوية.
وقال المسؤول لرويترز: "تم اطلاق الاسلحة الثقيلة في منطقة قريبة ولا يمكننا تشغيل المصفاة في هذه الظروف."
وتابع أن قوات المعارضين قتلت ضابطا كبيرا من أقارب القذافي في القتال في وقت سابق هذا الاسبوع "لذلك يقصف المدينة. انهم يريدون استعادة جثته وقد فعلوا."
وأضاف أن نحو 60 من مقاتلي الثورة خرجوا من المدينة لمهاجمة قاعدة عسكرية تبعد 20 كيلومترا عن الزاوية أمس الثلاثاء. وقال "لم يعد أحد ولا نعرف ما اذا كانوا أحياء ام قتلوا. لم نسمع شيئا عنهم."
وفي هذه الاثناء يواصل الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دراسة وسائل وقف القمع الدموي للثورة وخصوصا من خلال فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وسيلتقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو لمحاولة تجاوز الخلافات اذ لا تزال روسيا متحفظة على فرض منطقة لحظر الطيران بينما تتضاعف النداءات في واشنطن لتقديم دعم عسكري الى الثوار.
من جهته، طالب البرلمان الاوروبي اليوم الاتحاد الاوروبي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة للعقيد معمر القذافي ودعم اقامة منطقة حظر جوي.
وابدى قادة اكبر كتل سياسية في البرلمان الاوروبي تأييدهم لهذا الطلب لكن بعضهم ابدى تحفظا خلال نقاش للوضع الانساني في ليبيا بحضور وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون قبل يومين على قمة لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل.
الا ان اشتون رفضت طلب ابرز كتل في البرلمان الاوروبي الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة للعقيد معمر القذافي في ليبيا.
وقالت في ختام نقاش في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ "يعود امر اتخاذ هذا القرار لمجلس رؤساء دول وحكومات الاتحاد"، فيما كانت ابرز المجموعات السياسية طالبت بهذا الاعتراف.
وقد اعطى القذافي الذي اقسم على قمع التمرد الذي بدأ في 15 شباط/فبراير، مقابلتين لوسائل اعلام اجنبية والقى كلمة ليل الثلاثاء الاربعاء.
وفي مقابلة مع التلفزيون التركي "تي ار تي"، اكد ان الفوضى ستعم المنطقة باسرها وصولا الى اسرائيل اذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا
وحمل من جديد تنظيم القاعدة مسؤولية العصيان في ليبيا. وقال "اذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فان المنطقة باسرها حتى اسرائيل ستقع فريسة للفوضى".
واكد ان "الاسرة الدولية بدأت تفهم الآن اننا نمنع اسامة بن لادن من السيطرة على ليبيا وافريقيا".
وقال للتلفزيون الليبي ان "الدول الاستعمارية تحيك مؤامرة لاهانة الشعب الليبي واستعباده والسيطرة على النفط"، داعيا سكان بنغازي الى "تحرير" المدينة.