قائمة الموقع

في يومها الموعود.. غزة تصرّ على إنهاء الانقسام

2011-03-11T13:18:00+02:00

الرسالة نت – أحمد الكومي

بيض صنائعنا ... خضر مرابعنا ... سود وقائعنا ... حمر مواضينا.. هي ألوان العلم الفلسطيني الذي رُفرف في الأعالي صباح اليوم الجمعة، ليعلن من جديد عن سيادة أبناءه في قطاع غزة، الذين خرجوا هذه المرة ليعبروا عن سخطهم من طول مدة الانتظار وإغفال عقبة الانقسام.

دقت ساعة الصفر، ولاحت بشائر الفرج، اجتمع الإخوة "الفصائل الفلسطينية" وتدارسوا قضيتهم، وقرروا الخروج للشارع وإعلاء صوتهم، لكن اللافت في الأمر كان غياب الأخ الأكبر "حركة فتح" التي مازالت مصرة على البقاء محنّطة في تابوت الماضي بدل أن تنهض إلى الحياة في بحر الوطن المنتشي بالتفاعلات.

الساحة الفلسطينية شهدت في الأيام القليلة الماضية تحركات واسعة على كافة الصُعد، تمثلت في صورة دعوات شعبية ورسمية عبر المسيرات والمواقع الإلكترونية للمطالبة بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترسو بالمواطن الفلسطيني إلى بر الأمان وتجنّبه داء الفرقة والانقسام.

وعلى الفور رتبت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أوراقها ووضعتها على طاولة النقاش وخرجت بحلول جذرية، تعنونت بعرض الطرف الأقوى "حركة حماس" لعدد من النقاط كعناصر وعناوين تنوي تقديمها في مبادرتها وأهمها، ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة مؤقتة وصولاً للانتخابات، كانت أشبه بسفينة نوح التي ستنجي الجميع من الغرق ..!!

وبعد نقاش دام سويعات قليلة، اتفق المجتمعون على تنظيم مسيرة حاشدة من أجل تجسيد الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات؛ يرفع فيها العلم الفلسطيني فقط، تكون مقدمة عملية لبدء فعاليات إنهاء الانقسام وطرد الاحتلال.

وبالفعل، تحركت الجموع البشرية بُعيد صلاة الجمعة في مسيرات مشتركة انطلقت من ميدان فلسطين إلى المجلس التشريعي، ولوحظ غياب الرايات والشعارات الحزبية، وحُمل فيها العلم الفلسطيني في مشهد عظيم، كان أولى به أن يحرك مشاعر من يتغنون بالديمقراطية في السلطة الفلسطينية.

مسيرة حاشدة هي ليست حدثاً طارئاً، إنما ميلاد كبير، بُذلت من أجلها الجهود المخلصة، فالجميع خرج هذه المرة من مواقع الرتابة، والخمول، ونزلوا إلى الميدان، لأنهم أرادوا للزمن أن يتغير وبالقوة، لينهوا حقبة زمنية سوداء جثمت على صدورهم لفترات ممتدة.

الفصائل الفلسطينية قالت كلمتها في المسيرة، وأجمعت على ضرورة إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على احترام الثوابت والعمل على التحرر الفوري من الاحتلال الصهيوني.

ورفعت شخصيات سياسية وشبابية ومستقلة ولجان شعبية مشاركة، شعارات تطالب بتغليب المصلحة الوطنية، والبدء بالحوار والاستماع لخيار الشعب، والتوجه نحو انتخابات شرعية وديمقراطية لتجديد النظام السياسي وخلق استراتيجيات موحدة.

وطالب الدكتور خليل الحية القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، الكل الفلسطيني أحزاباً وتنظيمات بإنهاء الانقسام وعلى وجه السرعة, واحترام رغبات الشعب الفلسطيني في التحرر والعيش في حياة كريمة، تكون مقدمة لثورة فلسطينية ترفع شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين".

وشدد الحية على ضرورة توحيد شقي الوطن بشعبه وقياداته، لتجاوز الأزمة الداخلية، والانتقال إلى التخطيط لنمو اجتماعي وثقافي واقتصادي، من شأنه تحقيق الاستقرار وإنهاء الاحتلال.

ووافقه الرأي والمطلب الناطق باسم الحركة فوزي برهوم،  الذي شدد على ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية من خلال الحراك الشعبي الحاصل على الساحة الفلسطينية.

وقال برهوم في حديث خاص لمراسل "الرسالة نت"، إن غياب حركة فتح عن اجتماع الفصائل يؤكد وبشكل قاطع على أنها غير معنية بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، موضحاً أن حركة فتح عزلت نفسها عن الساحة الفلسطينية وذابت في السلطة الفلسطينية واتفاقياتها الأمنية والسياسية مع المحتل الصهيوني.

وأضاف الناطق باسم الحركة:" حركة فتح ما زالت بعيدة عن المربع الوطني والأجندة الوطنية، وعلى الفصائل الفلسطينية في هذه الأيام أن تعمل جاهدة لأن تجتذب فتح للعمل الوطني من جديد"، مطالباً فتح بأن تعيد حساباتها من جديد، بعد أن فشل برنامجها السياسي فشلاً ذريعاً ألقى بظلاله على القضية الفلسطينية.

أما حركة الجهاد الإسلامي فطالبت هي الأخرى على لسان القيادي فيها خالد البطش، حركة فتح بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني بالوحدة الوطنية واستعادة الديمقراطية لدحر الاحتلال وتحقيق حرية الشعب واستقراره.

 وتوجّه البطش إلى جميع القوى والفصائل والأحزاب، بأخذ خطوات فعلية نحو الحوار وإنهاء الانقسام، داعياً إلى الاستماع الجاد للخيار الشعبي ومطالبه، بإنهاء الانقسام الذي تسبب بخلق شرخ بين شقي الوطن، وقدّم للاحتلال الإسرائيلي فرصة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا، وفرض الحصار على قطاع غزة، مشدداً على أن خيار الشعب لا يجوز تجاهله أو المراهنة عليه.

وفي السياق ذاته؛ طالبت حركة الأحرار الفلسطينية بالاستجابة لنداء الشعب وإعلاء المصالحة الوطنية فوق كل الاعتبارات.

 وحمّل الأمين العام للحركة خالد أبو هلال حركة فتح والسلطة بالضفة الغربية مسؤولية الانقسام واللهث وراء السيد الصهيوني، دون أن تولي اهتمامها لمطالب الشعب الفلسطيني.

وتمني أبو هلال في حديث خاص لمراسل "الرسالة نت"، أن يكون الحراك الوطني الحاصل مقدمة فعلية لإنهاء الانقسام، وكسر الحصار والتمسك بالمقدسات الدينية والإسلامية، مضيفاً:" نحن في هذه اللحظة نستغل الفرصة لتوجيه رسالة للسلطة بالضفة وحركة فتح بضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي كان بمثابة طعنات غادرة في صميم الوحدة الوطنية".

ومن بين جموع المشاركين التقت "الرسالة نت" بعدد من شباب ائتلاف 15 آذار المطالب بإنهاء الانقسام وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، الذين حملوا لافتات عدة تطالب بوقف التبعية العمياء والتوجه الفوري لطاولة الحوار من جديد.

وقال الناطق الإعلامي باسم الائتلاف محمد عاشور لـ "الرسالة نت"، :" إننا ندعم جهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وعلى الجميع ترك مواقع الخمول والنزول للشارع والهتاف بأعلى صوتهم "الشعب يريد إنهاء الانقسام"".

وأكد عاشور بأن الائتلاف بصدد تنظيم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية على صعيد قطاع غزة والضفة الغربية تستهدف فئة الشباب، كونهم الشريحة الأوسع والأكثر قدرة على إحداث تغيير، وذلك من خلال تجمعات شبابية في مختلف قطاع غزة تطالب بإنهاء الانقسام".

ورداً على ادعاءات حركة فتح بقمع الحكومة في قطاع غزة للمسيرات المطالبة بإنهاء الانقسام، شدد المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية على أن الحكومة الفلسطينية تساند وتدعم كل ما يهدف إلى إنهاء الانقسام.

وقال الغصين في تصريح خاص لـ "الرسالة نت"، إن قطاع غزة شهد الأسبوع الماضي ما لا يقل عن عشر فعاليات لكافة شرائح المجتمع، طالبت كلها بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، مضيفاً:" قطاع غزة يشهد حرية تعبير كاملة على مختلف الأصعدة، والكاميرا والصورة فضحت مؤامرات فتح وأسكتت إعلامهم الزائف".

ونوه إلى أن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد المزيد من الفعاليات والمسيرات الحاشدة المطالبة برفع الحصار وحماية الثوابت الوطنية ودعم المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد العدو الصهيوني.

وهكذا تبدو الصورة واضحة للعالم أجمع، الشعب في قطاع غزة يريد إنهاء الانقسام، والفصائل الفلسطينية تسعى جاهدة لكسب ود الشعب واحترامه من خلال الاستجابة لمطالبه، في حين تبقى حركة فتح ممزقة بين ولائها لرئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس، وبين رفضها ونكرانها واستيائها من الكثيرين الذين يختبئون تحت فرائه الثمين، ويستظلون بقبته المقدسة.

اخبار ذات صلة
مقال: اليوم الموعود!
2015-12-17T07:41:00+02:00
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00