طرابلس – الرسالة نت ووكالات
قال مقاتلون من المعارضة الليبية إن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي انسحبت من المنطقة السكنية في وسط مدينة راس لانوف في شرق البلاد يوم الجمعة بعد معارك عنيفة.
من جانبه أعلن وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم مساء الجمعة في طرابلس ان نظام القذافي يسيطر على "85% من الاراضي الليبية"، مؤكدا ان الجيش الليبي استخدم القوة "بالحد الادنى وعند الضرورة فقط".
وقال كعيم ان "الدولة في ليبيا تسطير على 85% من الاراضي الليبية والاوضاع في البيضاء ودرنة (شرق) هي اوضاع موقتة". ودعا المسؤول الليبي المراسلين الاجانب الى ان يزوروا السبت مدينة راس لانوف.
ونفى كعيم ان تكون قوات القذافي استخدمت القوة المفرطة في قتال الثوار في مدينة الزاوية (40 كلم غرب طرابلس). وقال للصحافيين "انتم زرتم الزاوية ولم يكن هناك تدمير شامل، لقد تركنا الاوضاع كما هي وتعاملنا مع المسلحين بالحد الادنى من القوة وبشكل محدود ووقت الضرورة فقط".
هذا، وقال المقاتل محمد أبو الحسن لوكالة رويترز "دار قتال عنيف مع قوات القذافي. انسحبوا من المنطقة السكنية إلى الغرب. نقوم الآن بتمشيط المنطقة". كما قال معارضون ليبيون إن قصفا جويا قامت به قوات القذافي أصابت صهاريج تخزين تابعة لشركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز "راسكو" الحكومية إلا أن الحكومة نفت ذلك.
ورد الثوار على هذه الغارات بالمضادات الارضية وعلى القصف البري باطلاق صواريخ الكاتيوشا، وانتشر العديد من الثوار ببطاريات مضادة للطيران، وقد عمدوا الى اشعال اطارات السيارات قربهم لحجب الرؤية عنهم.
وكانت قوات القذافي قصفت الجمعة من البر والبحر والجو منطقة يتمركز فيها الثوار قرب مدينة راس لانوف التي احكمت سيطرتها عليها، في حين قتل في المعارك ما لا يقل عن خمسة من الثوار الذين اسروا بدورهم ثلاثة جنود، كما افادت وكالة الانباء الفرنسية.
وقال طبيب في مستشفى اجدابيا (160 كلم غرب بنغازي كبرى مدن شرق ليبيا) لوكالة الأنباء الفرنسية إن المستشفى تلقى خمسة قتلى و13 جريحا بينهم مدني وتسعة من الثوار وثلاثة من جنود القذافي اسرهم الثوار خلال معركة دارت عند مداخل راس لانوف على بعد سبعة كيلومترات من المدينة النفطية.
وقال الطبيب محمد عبد الكريم "وصل اليوم 13 جريحا من راس لانوف بينهم ثلاثة جنود من كتيبة الساعدي القذافي اسروا خلال المعركة، وتسعة من الثوار ومدني واحد". واوضح الطبيب ان احد الاسرى الثلاثة نقل الى مستشفى الجلاء في بنغازي وان الاثنين الباقيين سيلحقان به لانه "لا يمكن ابقاؤهم في المستشفى خوفا من انتقام السكان ولذا سينقلون الى مستشفى الجلاء في بنغازي حيث سيكونون في امان".
وفي البريقة (240 كلم غرب بنغازي) قال الطبيب عز الدين إن عيادته الميدانية تلقت 13 جريحا وثلاثة قتلى نقلوا الى اجدابيا. واكد ان "عدد الجرحى (13) الذين سقطوا الجمعة قليل مقارنة بالامس حيث سقط 46 معظمهم اصيبوا بجروح بليغة وحروق وربما توفي بعضهم".
واضاف ان "القصف بدأ الجمعة في الساعة التاسعة من جهة البحر وسقطت قذيفتان مع الظهر، الاولى دمرت منزلا وسقطت الثانية على جدار العيادة الميدانية الخلفي، فنقلنا المستشفى اثناء القصف الى محلة البريقة المرسى".
وتابع "نحن نعاني من نقص في سيارات الاسعاف، حتى ان المدنيين نقلوا بعضهم الجرحى، كما نعاني نقصا في الامدادات الطبية". واكد ان "حرب شوارع دارت امس في مدينة راس لانوف التي ما زال فيها مدنيون، لكن المصفاة بين ايدي الثوار". واضاف ان صحافيين اجنبيين اصيبا بجروح طفيفة، احدهما ايطالي والثاني برازيلي.
وفي اجدابيا اقام الامام سالم رحيل صلاة الجمعة في ساحة "التحرير" امام نحو سبعة الاف مصل في الهواء الطلق وسط اجواء من الخشوع والدعاء والابتهال والبكاء على قتلى راس لانوف ومصراته والزاوية.
وقد دعا المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي اسسه الثوار لادارة المرحلة الانتقالية في مناطقهم الخميس الى تظاهرات واعتصامات "مليونية" في مختلف مدن الشرق الليبي التي سقط فيها نظام القذافي اثر انتفاضة السابع عشر من شباط/فبراير.
وتجمع حشد غفير في اجدابيا التي تعد 120 الف نسمة، وغصت الساحة والشوارع المحيطة بها بالمصلين الذين اجهش العديد منهم بالبكاء عندما تطرق الامام الى معاناة سكان مصراته والزاوية، فانقطع صوته من شدة التأثر وبكى امام مكبر الصوت فردد الحاضرون مرارا "الله اكبر".
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السويدي كارل بلدت الجمعة إنه لم يعد يعتبر السفارة الليبية في ستوكهولم ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وصرح الجمعة في رسالة على موقعه الرسمي على تويتر "لم نعد نعتبر السفارة الليبية في ستوكهولم ممثلة لأي شيء".
وردا على سؤال حول ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اندرس غويرل "نظرا للوضع غير الواضح في ليبيا، لا نعلم من يمثل ليبيا في السويد". وأضاف أنه تم إبلاغ الوزارة أن المبعوث الليبي في ستوكهولم لم يعد مخولا من قبل الزعيم الليبي معمر القذافي القيام بمهامه.
وبعد أن اعترفت فرنسا رسميا بالثوار المعارضين للزعيم الليبي، قال بلدت على توتير "السويد تعترف بدول وليس بأنظمة، تماما كما تفعل دول الاتحاد الأوروبي". وكانت السفارة الليبية في ستوكهولم قد رفعت في 22 فبراير/شباط علم الاستقلال الليبي، وهو علم ليبيا قبل الثورة التي قام بها القذافي في 1969 والذي يستخدمه الثوار رمزا للانتفاضة المستمرة في ليبيا.