باريس – الرسالة نت
رأت صحيفة لوموند الفرنسية أن يكون الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى (74 عاما) مرشح الجيش لانتخابات الرئاسية المقبلة بمصر، وأن يكون الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي (68 عاما) مرشح شباب الثورة، وهما من أعلنا نيتهما للترشح.
وذكرت الصحيفة أن استطلاعات الرأي تميل إلى صف عمرو موسى، لكن البرادعي تعرض لحملة شرسة من الإعلام المصري شككت في صدقيته، وكل منهما يعرف الآخر منذ مدة طويلة، لكنهما يسلكان طريقين مختلفتين.
وأوردت الصحيفة أن موسى الذي ظل وزيرا لخارجية مصر مدة عشر سنوات في عهد مبارك (1991-2001) انتهت بإبعاده بسبب خطابه المتشدد تجاه إسرائيل، وأمضى عشر سنوات على رأس الجامعة العربية، عرف كيف يعيد إطلاق مسيرته مع مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني حيث أسرع بتسميتها "ثورة"، وظهر مرات في ميدان التحرير وأعلن نيته الترشح للرئاسة، فلقي تأييدا فوريا.
وبما أن مهمته على رأس الجامعة العربية ستنتهي في مايو/أيار المقبل، سيجد وقتا للتفرغ للحملة الرئاسية التي ستبدأ بعد ذلك، وله شخصية كارزمية وصداقات دولية كثيرة، ويتميز بخطاب حذر ونجح في تقديم خطاب إصلاحي وطمأنة الجيش والخارج بخصوص موقفه من معاهدة كامب ديفيد، حسب الصحيفة.
أما محمد البرادعي الذي ينتمي لأسرة وفدية عارضت حكم عبد الناصر، فقد أصبح موظفا دوليا، حيث تولى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومثل مصر، وحصل على جائزة نوبل للسلام في العام 2005، بسبب محاولته منع الحرب على العراق وأصبح خصما للإدارة الأميركية في عهد جورج بوش الابن.
وإذا كان معروفا لدى الشعب المصري -حسب لوموند- فبصفة واحدة وهي "رجل الأميركيين" والمسؤول عن الحرب على العراق، وهذا ما يكشف قوة الإعلام في عهد مبارك.
وأضافت صحيفة لوموند أن هذه الحملة التي تركز على تشويه الحقائق لم تترك شيئا بهدف الإضرار به، فصورت زوجته على أنها أجنبية أو حتى يهودية، وهذا بمجرد عودته إلى البلاد عام 2010، بعدما أعلن من فيينا نيته العمل من أجل التغيير في مصر.
كلمته وبرنامجه انتشرا وسط المصريين جميعا، وبلغ الأمر بكثيرين اعتباره "الأب الروحي للثورة"، لكن رغم كونه مرتاحا في القاهرة وسط الجموع، فإنه يجد صعوبة في مسح الصورة التي صورها الإعلام عنه، فالثورة لم تنجح كثيرا في تغيير الإعلام.