القدس المحتلة-الرسالة نت
إقراراً منه بعدم شعبيته في أوساط النخبة الصحافية الإسرائيلية، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نقل معاركه وحملاته الإعلامية إلى مواقع أكثر حيوية وشباباً تتيح له محاورة الجمهور بصورة مباشرة من دون الحاجة إلى وسطاء، وتأثراً بنجاح الحملات الفيسبوكية في الثورات العربية، على ما يبدو.
وخصصت صحيفة "هآرتس" حيزاً لهذا الموضوع في ملحقها السياسي الأسبوعي، وكتب مراسلها السياسي، يوسي فرتر: "تأكد نتنياهو، الأسبوع الحالي، أنه غير قادر على بيع وسائل الإعلام أي شيء؛ لا خطاب سياسي قيد التبلور، ولا خطته الإصلاحية لحل مشكلة الإسكان، وحتى سيارة مستعملة".
وأضاف أن نتنياهو على قناعة تامة بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية عدا صحيفته (المقربة منه)، «يسرائيل هيوم» تعاديه وعازمة على إسقاطه، من خلال اهانته وتحقيره يومياً.
ويعتقد نتنياهو أن إضافة للميول السياسية اليسارية في الصحف الكبرى، هناك «خطيئة» أخرى لن تغفر له الصحف الكبرى المهيمنة عليها، وهي إنشاء صحيفة «يسرائيل هيوم» اليومية المجانية التي يمولها ملياردير يهودي أميركي مقرب منه، والتي تمكنت خلال عامين أن تصبح الصحيفة اليومية الأكثر انتشارا، وكسرت هيمنة صحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«معاريف».
وتابع فرتر أن نتنياهو سلّم بهذه الحقيقة وأستسلم عملياً، خصوصاً بعد الإستهتار اللافت من قبل الصحف الرئيسية بخطته الإصلاحية في مجال الإسكان، إلا إنه سيواصل التعامل مع هذه الصحف، لكنه يعمل في الآونة الأخيرة بالتعاون مع طاقم مستشارين إستراتيجيين على «تعبيد» مسار التفافي لوسائل الإعلام التقليدية صوب الجمهور الإسرائيلي، عبر المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، التي يرى فيها وسائل اتصال القرن 21، وأجرى مطلع الأسبوع الماضي اختبارا أستمر ساعتين تحاور خلالها مع مواطنين «منتقين» عبر موقع فيسبوك.
وقال فرتر إن نتنياهو "خرج سعيداً" من الاختبار، إذ لم يقاطعه أي معلق أو ولم يفسر كلامه أي محلل سياسي، بل تحدث من دون انقطاع مع المواطنين.
ويستعد نتنياهو لإجراء عدة حوارات في الفترة القريبة مع المشتركين بصفحته عبر فيسبوك لتختار الصحف ما تشاء من تصريحاته، كما يعتزم توسيع دائرة «نشاطه الفيسبوكي» إلى خارج "إسرائيل" ومحاورة مواطنين أجانب، إلى جانب إنشاء حساب في موقع يوتيوب لتبادل مقاطع الفيديو.
وخلص التقرير إلى أن نتنياهو يرى أن تطوير هذا المجال لا يقل أهمية عن خطابه السياسي المرتقب.