غزة -الرسالة نت
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرئيس المصري حسني مبارك نقل للادارة الأمريكية أهمية بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب وقت ممكن دون الوضع في الاعتبار تجميد إسرائيل للاستيطان، وهو ما اعتبرته المصادر تراجعا شديدا في الموقف المصري بعدما يقرب من عام من تشديد مصر على أهمية وقف الاستيطان لتهيئة الأجواء لاستئناف مسيرة السلام.
وكان الرئيس المصري قد استقبل امس الأربعاء بمقر رئاسة الجمهورية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث بحث معها سبل تحريك عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، بحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية، ومارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل وجيفرى فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى وديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الأوسط.
وتوقعت المصادر أن تمارس مصر ضغوطا مكثفة على السلطة الفلسطينية لإقناعها بعدم التمسك بشرط تجميد المستوطنات لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يضع السلطة في موقف لا تحسد عليه ويجبرها في النهاية للرضوخ للرؤية الإسرائيلية الرافضة لأي تجميد للمفاوضات.
وقال السفير طه الفرنواني مساعد وزير الخارجية المصري السابق إن التراجع في الموقف المصري بشأن وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات جاء في إطار اعتقاد القاهرة بأن استصدار قرار وقف الاستيطان من حكومة نتانياهو أمر شديد الصعوبة، وهو ما يهدد بتجميد المفاوضات لأعوام، وإعطائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ذريعة للإفلات من أي ضغوط أمريكية تسير في إطار ضرورة إحراز تقدم في عملية السلام.
ولم يستبعد الفرنواني في تعليق لـ "المصريون" أن يكون هناك علاقة بين الأوضاع الداخلية في مصر ورغبة البعض في انتزاع تأييد أمريكي لعدد من الخطوات التي يرغب النظام المصري في تمريرها.
وصرحت كلينتون في أعقاب اللقاء أن الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية الاستيطان الإسرائيلي لكنها تعتقد أن المحادثات هي أسرع الطرق لتحقيق التجميد، في إشارة إلى تخلي واشنطن عن شرطها بتجميد الاستيطان قبل استئناف عملية السلام.
وقالت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري: "أكدت للرئيس مبارك إن الرئيس الأمريكي أوباما والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط،، وأنا شخصيا ملتزمون تماما رسميا وبشكل شخصي بتحقيق حل الدولتين، والوصول إلى سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين وكل الدول العربية المجاورة"، وأضافت أن "هذا التزام نؤكده للمنطقة بشكل عام، ولمصر بشكل خاص".
والقاهرة هي المحطة الأخيرة في إطار جولة كلينتون للمنطقة إثر مؤشرات على أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تعد تدعم مطالب الفلسطينيين بأن توقف إسرائيل بناء المستوطنات على الفور في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية.
وقال أبو الغيط "الرؤية المصرية هي أننا يجب أن نركز على نهاية الطريق ويجب ألا نضيع الوقت في التمسك بهذا الأمر وذاك الأمر كبداية المفاوضات. نركز على نهاية الطريق ونستمع إلى موقف أمريكي واضح فيما يتعلق بنهاية الطريق ولا نضيع الوقت".