الرسالة نت - وكالات
ذكرت وكالة أنباء عالمية اليوم الأحد، أن قوات معمر القذافي تتقدم إلى معقل الثورة في شرق ليبيا بعدما استعادت مدناً جديدة مستخدمة المدفعية والطيران، بينما ما زالت منطقة الحظر الجوي موضع نقاش.
وتقدم خط الجبهة باتجاه الشرق بينما تسقط مدينة تلو الأخرى بأيدي قوات نظام الذي أكد تصميمه على القضاء على الثورة على الرغم من الاحتجاجات والعقوبات الدولية.
وبعد العقيلة على الطريق الساحلية، أصبحت قرية البشر شرقا تحت سيطرة الموالين للقذافي الذين كانوا يقصفون البريقة التي تبعد حوالي 240 كلم عن بنغازي مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم المعارضة، حسبما ذكر صحفي من وكالة الأنباء الفرنسية.
وانسحب عدد كبير من الثوار بآلياتهم الأحد من البريقة.
وقالت الوكالة: إن "عشرات الثوار ينسحبون من بوابة البريقة باتجاه أجدابيا في سيارات مكشوفة تحمل بطاريات مضادة للطيران وتنسحب الواحدة تلو الأخرى".
وأعلن التلفزيون الليبي بعيد ذلك أن القوات الليبية قامت بـ"تطهير" البريقة. وقال التلفزيون نقلا عن "مصدر عسكري" انه "تم تطهير مدينة البريقة من العصابات المسلحة".
وتقع البريقة على بعد ثمانين كيلومترا غرب اجدابيا، وشاهد مراسلون عشرات السيارات والشاحنات تغادر منطقة البريقة باتجاه اجدابيا على الطريق الساحلي.
وعند بوابة البريقة، تجمع خمسة شبان في العشرينات من العمر عند نقطة تفتيش.
وقال أحدهم احمد مختار أبو حجر (28 سنة) خريج المحاسبة لوكالة الأنبياء الفرنسية: إنه "غير مسلح". لكنه أكد انه يملك قنبلة يدوية وسيفجر نفسه إذا تم أسره.
أما حسين بن رحيل الذي يبلغ من العمر 25 عاما فهو طالب في كلية طب الأسنان في بريطانيا وصل قبل ثلاثة أيام وتوجه إلى بوابة البريقة.
وأوضح الثوار أن "خط المواجهة أصبح وراء قرية البشر" باتجاه الشرق بينما أكد أحدهم أن قصف قرية البشر أدى مساء السبت إلى جرح شخصين احدهما طفل.
وقالت مصادر إعلامية: إن "الثوار يهتفون الله اكبر عند مرور كل سيارة" خلال هذا التراجع.
ولم تقصف القوات الليبية في البداية الثوار الذين كانوا يطلقون النار خلال انسحابهم. لكن وتيرة الانسحاب تسارعت بعد ذلك اثر قصف جوي عنيف شنته قوات القذافي على مواقعهم عند المدخل الغربي للمدينة.
وكان الثوار فروا السبت من العقيلة التي سقطت بأيدي الموالين للقذافي، وانتقلوا إلى البريقة.
وفي بنغازي قطعت اتصالات الهواتف النقالة الأحد، ولم تكن الاتصالات في شركتي ليبيانا والمدار تعمل كما لم يعرف إلى متى سيستمر هذا القطع.
وفي الطريق إلى اجدابيا سادت الفوضى عملية الانسحاب التي شملت سيارات تنقل مدنيين. وهرعت مئات السيارات المكشوفة المحملة بالأسلحة والشاحنات بسرعة فائقة لمغادرة المكان.
وتوقفت معظم الآليات على الطريق ولم تدخل إلى اجدابيا التي تمركزت دبابة للثوار عند مدخلها وجرافة تمهد الأرض لإعداد مواقع دفاعية وأكياس من الرمل.
وتأتي هذه التطورات قبل جولة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي ستسعى لإيجاد سبل لمساعدة المعارضة الليبية على إسقاط ثالث زعيم عربي والحفاظ على زخم الثورات المطالبة بالديمقراطية.
وتبدأ الوزيرة الأمريكية جولتها في باريس لإجراء لقاءات مباشرة مع المعارضة الليبية قبل التوجه إلى تونس ومصر لتكون أول مسئول أمريكي رفيع المستوى يزور هذين البلدين منذ تنحي رئيسيهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك.
وتقوم كلينتون بجولتها بينما قرر وزراء خارجية جامعة الدول العربية في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة في القاهرة أن يطلبوا من مجلس الأمن الدولي إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا وأعلنوا أنهم سيتواصلوا مع المجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة في طرابلس.
ورحبت واشنطن بطلب الجامعة العربية فرض منطقة حظر جوي الذي رأت انه "يعزز الضغط الدولي على القذافي"، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي "متحد" في دعوته إلى وقف أعمال العنف.
كما أشادت الحكومة البريطانية بالموقف الذي اتخذته جامعة الدول العربية وقالت إنها ستعمل مع فرنسا على مشروع قرار تنويان عرضه على مجلس الأمن ويتضمن تأييدًا لفكرة إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وهذا الخيار لا يحظى على ما يبدو بتأييد الصين وروسيا حتى الآن.
وقد توعد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي بخوض الحرب "حتى النهاية"، معربا عن ثقته في أن القوات الحكومية ستنتصر.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلامية: إن بين 500 و700 لاجئ غاني فارين من الفوضى في ليبيا ومعظمهم لا يملكون هويات، وصلوا منذ السبت إلى الحدود بين ليبيا وتونس.