أبو ظبي – الرسالة نت
انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ21. ويراهن المنظمون على تقديم نشاط ثقافي عالمي، وبدا ذلك واضحا في طبيعة الأنشطة التي تخرج عن كونها مجرد عروض تقليدية للكتاب كما يشيع في معارض أخرى تنظم في البلدان العربية.
ورعى حفل الافتتاح الرسمي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. وتنظم المعرض هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عبر شركة (كتاب).
واستقطب المعرض أكثر من 875 ناشرا من 58 دولة من مختلف أنحاء العالم، وضمت أجنحته أكثر من نصف مليون عنوان بلغات مختلفة، وتقام في المعرض نحو 200 فعالية وحدث ثقافي مختلف، تتوزع على محاضرات لنخبة من المثقفين والكتاب من مختلف أرجاء العالم.
كما تشمل الفعاليات التي تستمر حتى 20 من الشهر الجاري حلقات نقاش أدبية وفكرية ومنتدى شعريا وعروضا تقديمية وعروضا فنية، بالإضافة إلى فعاليات عديدة موجهة للأطفال، وحفلات توقيع كتب لعدد من مشاهير المؤلفين.
ثقافات الشعوب
وسعيا من المنظمين إلى تقديم تظاهرة ثقافية تخرج عن النمط التقليدي، نظمت في اليوم الأول ندوات تبحث في ثقافات الشعوب من خلال الاحتفال بالثقافتين الفرنسية والكورية، مما يتيح للكتاب والجمهور إجراء حوار حضاري يتجاوز الصور النمطية.
وسيتاح في هذه المناسبة للكتاب العرب لقاء نظرائهم من الشرق الأقصى، حيث يتم تسليط الضوء على صناعة الكتاب الكورية.
وتستضيف دورة هذا العام عروضا تقديمية للكتاب الكوريين الحائزين على جوائز والذين ألفوا كتبا تعد من الأكثر مبيعا، كما ستكون فرنسا موضع "التركيز الثقافي" في نسخة هذا العام من المعرض، وسوف تنظم عروض تقديمية من شخصيات فرنسية بارزة في عالم الثقافة والأدب والفن.
كما يسعى المعرض إلى سد الفجوة بين الأسواق العربية والدولية في صناعة النشر والكتب، ففيما يضم البرنامج الثقافي 70 فعالية يشارك فيها 125 مختصا، فإن البرنامج المهني للناشرين والمختصين يضم 30 فعالية بمشاركة 60 مختصا بعالم النشر.
أما البرنامج التعليمي فيضم 12 فعالية يشارك فيها 18 مختصا في هذا المجال، فضلا عن تخصيص المعرض لركن لإبداع للناشئة، سيشهد 25 فعالية مختلفة يشارك فيها 41 ضيفا، وهناك ركن آخر للنشر الرقمي يقيم 7 فعاليات لخمسة مشاركين، وحتى الطهي خصص ركن يومي له سيشهد 12 فعالية لـ13 مشاركا، فضلاً عن ركن لتوقيع الكتب، حيث من المقرر أن يوقع 40 كتابا جديدا لـ50 مؤلفا.
ويستضيف المعرض في هذه الدورة عددا غير مسبوق من الضيوف من الأدباء والمؤلفين والناشرين والإعلاميين، يبلغ عددهم وفق إدارة المعرض أكثر من 1250 ضيفا، فيما يشارك في أجنحة البيع والعرض التي تبلغ مساحتها نحو 22 ألف متر مربع 545 دار نشر من 17 دولة عربية، و330 دار نشر من 41 دولة أجنبية.
ويشهد المعرض من خلال مركز الأعمال وحقوق النشر ظاهرة قد تعد جديدة في العالم العربي، حيث يجري بحث تفاصيل وشروط عمليات شراء حقوق النشر وبيعها في إطار صناعة الكتاب العالمية.
قضايا مهنية
ويعنى البرنامج المهني بتناول قضايا حرية النشر وحماية الحقوق الفكرية وحقوق الترجمة ومكافحة القرصنة وحرية النشر وكسر حواجز الاتصالات في الشرق الأوسط من خلال المدونات، فضلا عن قضايا تخصصية كالتسويق وفرص التعاون الأكاديمي في العالم العربي وتصميم المواقع والنشر وأساسيات الكتاب الإلكتروني ومكانة الفن في كتب الأطفال، والقرصنة على الإنترنت في العالم العربي.
وكان المدير العام لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي قد أكد في مؤتمر صحفي قبل يومين أن المعرض على أن التواصل الثقافي من خلال الندوات واللقاءات التي تعقد على هامش المعرض لا تقل أهمية عن اقتناء الكتاب ومطالعته، حسب تعبيره.
فيما شدد جمعة القبيسي، مدير المعرض ونائب مدير الهيئة على أن المعرض "يرسخ تجربة مختلفة في التعاطي مع الكتاب وسوق الكتاب وآليات صناعته ونشره وتوزيعه".
ووصفت المدير العام لشركة (كتاب) مونيكا كراوس المعرض بأنه "أكبر مكتبة يمكن للزائر أن يتخيلها"، مشيرة إلى أنه "يحول ثقافة المطالعة إلى تجربة ممتعة".