قائد الطوفان قائد الطوفان

إنهاء الانقسام: كلمة حق تريد "فتح" بها باطل

الضفة المحتلة – الرسالة نت "خاص"

ليس بعيداً عن أي ذي عقل يفكر أو صاحب عيون ترى ما شهدته أراضي الضفة اليوم الخامس عشر من آذار من مسيرات طغى على مظهرها شعار إنهاء الانقسام، بينما انغرس في مظهرها شعار إنهاء حكم حماس في قطاع غزة.

وليست مستغربة تلك الصورة المفتعلة لشبان فتح وهم يرتدون كوفيتهم البيضاء ويحملون لافتات كتب عليها "غزة بداية الانتصار.. وعودتها بداية الشرعية"، وبالطبع لا يجهل أحد معنى عودة غزة، أي إلى عصر الفساد والعمالة والخيانة الوطنية الساطعة، وإلى عهد فتح القاتم الذي فتح أحضانه لجنود الاحتلال على حساب دماء أبناء الأرض.

"فتح تريد إنهاء حماس"

في البداية كان الانتشار الأمني المكثف، ذاك الذي تركز على مداخل المدن الفلسطينية في الضفة المحتلة لسببين لا ثالث لهما، الأول هو منع أي مسيرة من الخروج من مراكز المدن والوصول إلى حواجز الاحتلال خوفاً من الاشتباك مع الجنود القتلة.

أما السبب الآخر فهو مراقبة وتفحص المشاركين في المسيرات والاطمئنان بأنهم لا يحملون إلا لوناً واحداً من ألوان الطيف الفلسطيني، إضافة إلى الانتشار المكثف بين المتظاهرين بلباس مدني كي يراقبوا الشعارات والهتافات التي لا يجب إلا أن تصب في بوق فتح الأعمى.

وإلى داخل المسيرات، لا يجذب النظر إلا ذاك اللون الأصفر المزعج فوق رؤوس المتظاهرين، وهي أعلام حركة فتح الموالية للاحتلال يحملها أولئك ممن قادوا حركة الشبيبة الطلابية في مختلف الجامعات، في حين يرفع البعض لافتات وصور للرئيس الراحل ياسر عرفات وحوله صور لا تكاد ترى لقادة الفصائل الأخرى وبالطبع كانت أغنيتهم المعروفة "علي الكوفية" تصدح في مكبرات الصوت، الأمر الذي يذكرنا بالدعاية الانتخابية للشبيبة في الجامعات.

ولا بد لها أن تنفضح، تلك فتح التي خرج أنصارها يطالبون بإنهاء الانقسام في حركة تمثيلية بامتياز، حمل بعضهم الشعارات المناوئة لما وصفوه "بالانقلاب في غزة".. وما شأن الحسم المقاوم يا هؤلاء بمطالب إنهاء الانقسام؟!

استياء عام

أما الأدهى من كل ذلك فالحشد الذي جمعته قوى اليسار الفلسطيني بجانب مسيرة المنارة وسط رام الله، الذي هتفوا فيه بإنهاء التنسيق الأمني وإعادة انتخاب مجلس وطني يضمن الحقوق الفلسطينية، وعلى الفور تم إسكاتهم أو محاولة ذلك على أساس أن "المسيرات موحدة وتطلب إنهاء الانقسام".

وعن موقفه من تلك المسيرة يقول الصحفي محمد سليمان لـ"الرسالة نت":" المسيرة كانت كلمة حق يراد بها باطل، بعدما تعرض له فريق أوسلو من تعرية بتسريب وثائق الجزيرة وما قبلها من ويكيليكس وما بينها من فشل مفاوضات ومروراً بصفعة الأمريكان عبر الفيتو لهذا الفريق، وليس انتهاء بخلع موجههم السياسي محمد حسني مبارك من مصر، كل هذه الصفعات والضربات الواحدة تلو الاخرى جعل هذا الفريق يبحث منشغلاً عن وسيلة لإلهاء الساحة السياسية بها وذلك عبر ركوب موجة من الموجات العفوية كالمسيرات التي تخرج لمحاولات إنهاء الانقسام، ويجعلون منها في غزة مدخلاً لإراقة الدماء لأن هذا الفريق أصبح يستحلي صور أبناء حركة فتح في غزة وهم يعودون إلى طبيعتهم من بلطجة وفوضى".

وتزيد على ذلك آلاء المصري التي كانت متواجدة هناك لـ"الرسالة نت":" كنت أظن أن فتح فهمت وأخيراً أنها يجب أن تنهي الانقسام، ولكنني خذلت للأسف عندما رأيت أن المسيرات مسيسة وقوامها أبناء فتح فقط الذين ينظمون هذا الحراك بطرق خفية، ويمنعون بعناصرهم الأمنية أي تواجد لصوت آخر".

أما الشاب خليل إسماعيل لـ"الرسالة نت":" على السلطة أن تقف أمام الحقيقة التي رسمتها ثورات التغيير في العالم العربي وخاصة خلع من هو موالٍ للسياستين الأمريكية والإسرائيلية وبالتالي الأجدر أن تركز على الذهاب تجاه حماية المواطنين من المستوطنين والاحتلال الذي ينتهك المدن والقرى يومياً بدلا من صرف ميزانيات على تطبيع العلاقات والارتماء في أحضان الصهاينة وعدم حرف البوصلة فهم في مأزق سياسي".

"عينك عينك"

ولا شك أن ذاك العنوان الذي أوردته وكالة وفا التابعة للسلطة وزمرة عباس "ع الكتيبة يا شباب.. بدنا ننهي الانقلاب" يلخص كل ما نريد توضيحه من خطة مسيسة لفتح بالتسلل عبر ثنايا دعوات إنهاء الانقسام من أجل السيطرة على قطاع غزة والانقلاب على حكم حماس المقاوم واستبداله بنظام مخزٍ يريد الخيانة نهجاً.

من جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي أن ما قامت به فتح في الضفة من حشد عناصرها ضمن المسيرات كان واضحاً للغاية خاصة تصرفات الأجهزة الأمنية.

وقال النائب إن عناصر الأجهزة انتشروا وكثفوا تواجدهم بشكل واسع في شوارع المدن الرئيسية من أجل الاطمئنان بأن المسيرات فتحاوية بامتياز، مبيناً أنه وخلال المسيرات تم التعميم على الوسائل الإعلامية بعدم الحديث إلى نواب حماس أو مقابلتهم.

وأضاف:" لم تكن هناك سوى كلمة للنائب منصة منصور في مدينة نابلس بينما تم التكلم من أكثر من شخص من قيادات فتح ونوابها، كما أن الانتشار المكثف للأجهزة الأمنية كان واضحاً لمنع أي خروج عن المسيرات، وذاك يعني إظهار مشاركة حماس فيها".

واعتبر القرعاوي أن قمع أجهزة فتح لمسيرة واعتصام أهالي الأسرى والمختطفين في مدينة الخليل يكشف وبشكل كبير مدى المخطط الذي وضعته الحركة لقمع أي فعالية غير فتحاوية.

البث المباشر