قائمة الموقع

مجبر غزي يعالج الكسور بالمر والليمون

2011-03-16T11:21:00+02:00

مجبر غزي يعالج الكسور بالمر والليمون

خان يونس _ صلاح أبو شمالة                                         

مجبر فلسطيني يمتاز ببراعة الطب العربي البديل، يخلط مجموعة من الأعشاب الخاصة، ويمزج ما يسمى "المر" مع عصير الليمون ليزيد الجبيرة صلابة ثم يضعها على الطرف المكسور، ويغطيها بالشاش الطبي, وذلك بعد تشخيص نوع الكسر وعمل التدليك اللازم، لمدة تتراوح من عشرة أيام لأسبوعين.

انه المجبر يوسف دحلان "أبو أشرف" الذي بلغت شهرته لحد ارتياد معظم المصابين بالكسور في العظام ومن جميع أنحاء قطاع غزة بيته المتواضع في خانيونس ، مبتغاهم الاستشارة أو العلاج .

البداية

 "الرسالة نت" زارت بيت المُجبر دحلان المقام في حي الأمل بمدينة خانيونس، فوجدت قطعا خشبية قديمة، بجانبها صندوق خشبي يحوي أدوات المُجبر حيث المقص والقطن والشاش ومادة المر مع قليل من الليمون.

ويحدثنا ابو أشرف بوسامة وجه الحكيم ورصانة الكريم قائلا:"  تعلمت علاج الكسور وتجبيرها من والدي الذي توفي قبل عقد من الزمان، ووالدي تعلمها من أجداده، فهذه المهنة متواترة منذ مئات السنيين".

وعن بدايته في العمل استرسل قائلا " كنت ملازما لوالدي، فتعلمت منه الكثير، واستطعت بعد عشر سنوات مداوة أول حالة مصابة بكسور وبحمد الله تم شفائها".

ويشير المُجبر إلى أن خبرته في مجال الكسور تشمل معالجة كسر يد أو ساق أو "ملع" أو فك مفصل أو تدليك وتأهيل بسيط وايضا الرضّة.

ويلفت أبو أشرف إلى حالة عَجزَ بعض الأطباء عن علاجها وكانت نسبة النجاح أقل من10%، يقول" جاءني ذات يوم رجل من رفح، رزق بتوأمين إحداهما أصيب بخلع ولادة في اليد اليسرى، وطلب مني مداوة ابنه بعد ان فشل الأطباء في علاجه، فما كان مني إلا أن شخصت الحالة وقمت بوضع علاج عربي ثم لففت الشاش الطبي على الفتي، وكل يوم أجري تدليك له بزيت الزيتون بحيث يلائم الخَلع، وبفضل الله عز أصبح الطفل يحرك يديه في كلا الاتجاهات".

ويضيف الحاج أبو اشرف "سر نجاحي أن ضميري صادق وأعالج الحالات وكأنها ولدٌ من أولادي بل أكثر وأحب أن يخرج المريض من بيتي وهو في غاية الاطمئنان والشفاء.

إشادة بعلماء العرب

 وأشاد المُجبر دحلان بعلماء العرب في علاج الكسور، مؤكداً أنهم هم أول من علّم العالم التجبير.

والجدير بالذكر أن العرب أول من برع في علاج الكسور، فقد  لمع منهم أبو بكر الرازي الذي ألّف في فروع الطب جميعها، ومن جملتها الكسور والخلع.

ثم أتى من بعده ابن سينا وهو العالم الموسوعي الذي اهتم بصناعة الطب، وألّف كتابه (القانون في الطب) الذي ظلّ يدرّس في جامعات أوروبا حتى القرون المتأخرة من العصر الوسيط.

أبوأ شرف الطبيب

وعن كيفية تعرفه على حالات الكسر، يقول أبو أشرف:" في معظم الحالات يصاحب الطرف المكسور لدي الانسان، ورم بسيط مع عَرق متواصل"، مضيفا:" عندما أتأكد من تلك الاعراض أطلب صورة أشعة لأبدأ العلاج فورا".

ويشاركنا في الحديث ابن المُجبر عبد قائلاً" يأتي لوالدي يوميا من ثلاث إلى خمس حالات، إن لم يكن أكثر، يعالجهم وغايته الوحيدة أن يخرج الناس من بيته سعداء".

وعاد المجبر للحديث ليشير إلى أن الحصار أثر بشكل سلبي على مهنته، فقد كانت تأتيه حالات من الضفة ومن فلسطين المحتلة، ولكن الاغلاق انهى هذه القصة.

واستطرد:" كنت اتي بالأعشاب وخاصة المر منها بسهولة قبل الحصار، ولكن اليوم يجب أن توصي العطار بأيام ليأتيك بما تريد.

ويظل الطب العربي البديل حاضرا في قطاع غزة كما يحضر التراث، لا سيما بعدما ثبت مؤخرا أنه أنجع في علاج معظم الأمراض الحديثة والقديمة، ويبقى السؤال هنا هل من واجبنا الحفاظ على هذا التراث العربي الفلسطيني الأصيل؟.

             

اخبار ذات صلة