غزة - رامي خريس " الرسالة نت "
أشغل الفتحاويون أنفسهم هذه الأيام في توجيه الشتائم إلى وزيرة الخارجية الأمريكية الشقراء هيلاري كلينتون ، وقدحوها بأفظع الألفاظ حتى استحضر أحدهم المثل القائل "لا حصيدة حصدت ولا رجعت .." ، وألصقه بها ، وكأنه ورفاقه من قادة فتح وسلطة رام الله كانوا يظنون أن كلينتون والإدارة الأمريكية برمتها تحصد لصالحهم مع أن الحصاد ونتائجه يكون دائماً من أجل (إسرائيل).
وبقدرة قادر تحولت الوزيرة الجميلة كما وصفها أحد المواقع الإعلامية القريبة من حركة فتح إلى ذات أنياب بحسب تصريحات أطلقها عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد الذي قال:" إن أميركا تمارس النفاق السياسي، وان كلينتون بتصريحاتها الأخيرة "كشرت عن أنيابها الحقيقية".
** هزة
ويبدو أن المتمسكين بسراب السلام تعرضوا لهزة عنيفة بعد تصريحات كلينتون بعدما اعتقدوا أو تمنوا أن يكون هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة التي جرى تبديل وزيرة خارجيتها فقط من ذات البشرة السمراء إلى الشقراء ولكن مع ذلك فإن السياسة الأمريكية لها أبجديات من المبكر تغييرها طالما استمر تحكم اللوبي الصهيوني فيها.
ومع ذلك كان رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس متفائلاً أو بالأحرى مراهناً على أن تضغط الولايات المتحدة ولو قليلاً على حكومة الاحتلال ، ولكن بعض المصادر الإعلامية قالت مؤخراً بأن عباس وفريقه في رام الله أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، في أعقاب تصريحات كلينتون في (تل أبيب)، خاصة بعد أن كانت إدارة أوباما بعثت له ولعدد من الزعماء العرب برسائل مشجعة أكدت خلالها على ضرورة وقف النشاط الاستيطاني قبل انطلاق محادثات التسوية.
وبحسب المصادر فان آخر وعود إدارة أوباما لعباس بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف النشاط الاستيطاني، كانت قبيل اللقاء الثلاثي في أميركا الذي جمع اوباما وعباس ونتنياهو، حيث تعهد خلاله أوباما لأبي مازن بالضغط على نتنياهو لوقف الاستيطان قبل انطلاق محادثات التسوية.
** رهان خاسر
وكعادتها تخلت الإدارة الأمريكية عن وكلائها في المنطقة لصالح حلفائها الاستراتيجيين ، وهو ما سيؤدي بحسب المراقبين إلى انكشاف سلطة عباس أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي.
ويرون أن إجراءات حكومة الاحتلال في القدس ومحيطها والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى فضلاً عن زيادة وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية ومواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة ستؤديان إلى إضعاف موقع عباس وجعله يتردد أكثر من أي وقت مضى في استئناف المفاوضات مع حكومة الاحتلال.
أما البديل أمام عباس فهو الهروب الذي سيلجأ إليه بعدما تيقن أن رهانه خاسر ، وقد يفكر الآن في الطريقة المثلى لتحقيق ذلك ، فهل يقدم استقالته ؟ أم أن مسرحية الانتخابات هي وسيلته لتحقيق ذلك بحيث يمضي في محاولته إجرائها في الضفة ، بدون أن يرشح نفسه لولاية ثانية ، ومع ذلك فإن تمسكه بالرئاسة التي انتهت مدتها لا زالت واردة إلى الساعة الأخيرة.