قائمة الموقع

إعلاميون:لا بد من تحديد الأولويات وجعل القدس قضية المقاومة الأولى

2009-11-05T12:58:00+02:00
ورشة عمل بعنوان القدس في وسائل الاعلام " تصوير مجدي قريقع - خاص "

 

غزة - رائد أبو جراد

 

أجمع إعلاميون ومختصون في شأن القدس بضرورة تحديد الأولويات وجعل القدس قضية المقاومة الأولى وإظهار صور الصمود التي يمثلها سكان المدينة المقدسة والتفكير في إنشاء مشروع حول جعل"القدس عاصمة للإعلام العربي"،واللجوء للوسائل الإعلامية المتطورة والمواكبة للعصر في إظهارها وإبرازها.

 

بكل قوة

 

ورأى هؤلاء خلال ورشة عمل نظمتها مؤسسة القدس الدولية بعنوان(القدس في وسائل الإعلام) عقدت صباح الخميس في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة، بأن الإعلام الفلسطيني يجب أن يتغير من صورته السياسية الحالية إلى الصورة المقاومة وضرورة تناوله لقضية القدس بكل قوة وعليه أن يعزز حالات الصمود التي يظهرها سكان القدس من خلال إبرازها وتوضيحها بشتى الوسائل والأساليب الإعلامية.

 

من جانبه، وخلال عرضه للورقة الأولى لهذه الورشة قال د.كمال ابو ندى من بنك القدس للثقافة والمعلومات :"اللوم ليس على وسائل الإعلام بل على ما تفعله والإعلام يعكس الموجود ولا يصنعه"، مشيراً بوجود وسائل إعلام مختلفة ومتنوعة تنقسم إلى رسمية وغير رسمية.

 

وأضاف:" يجب أن نبنى اعلاماً مقاوماً وليس إعلاماً وصفياً وعدم نقل قضية القدس عن طريق الندرة والموسمية فقط "، مستطردا:" القدس لم تعد في سلم الأولويات الإعلامية العربية والإسلامية والإعلام أصبح يتماشى بشكل كبير مع مواقف القادة السياسيين فقط واختصاره لقضية القدس بالحديث عن المسجد الأقصى فقط".

 

وكشف ابو ندى عن خوف بعض وسائل الإعلام المحلية أو العربية من السبق الصحفي خاصة في ملف مصادرة الاراضى وهدم البيوت من قبل الاحتلال الاسرائيلى، مشيراً في ذات السياق إلى حالات الصمود الفريدة التي يفتخر بها في المدينة المقدسة، مطالباً بضرورة جعل قضية القدس قضية المقاومة الأولى.

 

بتصور خاطئ

 

من جهته، أكد أشرف المشهراوى خلال عرضه لورقة بعنوان" القدس في وسائل الإعلام الغربية" بأن الصورة المرسومة في عناوين وسائل الإعلام الغربية تظهر بأن الأماكن المقدسة تعود لليهود وأن الأوضاع في مدينة القدس تختلف وتأخذ شكلاً آخراً.

 

ومضى يقول:"الإعلام الغربي يتعامل مع مدينة القدس كمدينة وعاصمة إسرائيلية"، مشيراً بأن مؤسسات اللوبي الإسرائيلية أصبحت تشكل ضغطاً على وسائل الإعلام الغربية لتحديد تغطيتها وتناولها لقضية القدس، مبيناً بأن هذا الإعلام يقوم بحصر المشكلة والخلاف في المدينة المقدسة بتصور خاطئ وان الخلاف يدور بين الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية في المدينة.

 

وأكد المشهراوى بأن ما يحدث في القدس يعد شيئاً وما ينقله الإعلام الغربي صورة أخرى، مشدداً على وجود ضعف اعلامى اسلامى وعربي واضح مقارنة بالبعد الاعلامى الغربي القوى، مشيراً إلى ندرة الأفلام الوثائقية التي تدعم قضية القدس في الإعلام العربي مقارنة بالأفلام الوثائقية الغربية القوية والمؤثرة.

 

عاصمة الإعلام العربي

 

بدوره ، قال أ.وسام عفيفة رئيس تحرير صحيفة الرسالة النصف أسبوعية:"نعتقد بأننا نخوض معركة إعلامية لا تختلف كثيراً عن معارك المقاومة والمعارك السياسية، مطالباً بضرورة جعل القدس صاحبة

 الدور المطلوب في الإعلام العربي.

 

ودعا عفيفة لفكرة مشروع جعل "القدس عاصمة الإعلام العربي "، مشيراً بأن تعامل الإعلاميين حالياً مع قضية القدس يتم فقط عبر ردات الفعل، مطالباً بضرورة اللجوء للوسائل الإعلامية التفاعلية والمتطورة والمواكبة للعصر.

 

وأضاف:" كان للاحتلال الاسرائيلى هدف واضح من خلال خلق حالة من البلادة الإعلامية لدى الشارع الفلسطيني"، مطالباً بضرورة تطرق خطة الإعلام الاستراتيجي للإعلام الموحد والمصطلحات الواحدة، وضرورة تطوير اللغة الإعلامية وتحديد الخطاب الذي يتناسب مع الشريحة التي يتم استهدافها من هذه الخطة،مطالباً بإصدار نشرات حول القدس بثلاث لغات رئيسية.

 

وتابع عفيفة حديثه مشيراً إلى احتياج الإعلام الناجح لإبراز قضية القدس لثلاث عناصر أساسية هي المال والمختص الاعلامى والأسلوب واللغة الجيدة الموحدة، مضيفاً:" هناك إشكالية في الإعلام المحلى والعربي تتمثل في عدم وجود دراسات حقيقية حول الاحتياجات للخطاب الاعلامى"، مستطرداً:" كل ما يجرى الآن هو مجرد اجتهادات دون الخروج لخطة إعلامية تعاونية موحدة".

 

وطالب عفيفة لضرورة إنشاء مجلة متخصصة وإذاعة متخصصة ونشرات دورية بلغات متعددة حول قضية وشؤون القدس وتخصيص زوايا ومساحات ثابتة في وسائل الإعلام لتفعيل قضية القدس،وضرورة التركيز على الانتهاء من ردات الفعل في التعامل الاعلامى لخطورته واصفاً إياه باللحظي والوقتي وعدم الحقيقي.

 

من جانب آخر أوضح كمال حمدان الباحث في الشؤون الإسرائيلية خلال ورقة عرضها بعنوان "القدس في الإستراتيجية الإعلامية الاسرائلية" بأن الاحتلال يسعى لاستغلال ثورة الفضائيات لترسيخ كيانه على ارض فلسطين، وترسيخ الإعلام الاسرائيلى لبعض المفاهيم والمصطلحات ذات الطابع اليهودي العنصري، مبيناً استخدام الاحتلال للكثير من الأسلحة الإعلامية التي تعمل على تزوير وتغيير الحقائق.

 

وأشار حمدان بأن الإعلام الاسرائيلى يحاول أن يظهر بصورة ومظهر الديمقراطية الكاملة، مستطرداً:" لكن هذه الديمقراطية الإعلامية وجدت نفسها عاجزة أمام ما تم تدميره في قطاع غزة"، مطالباً بضرورة إيجاد إستراتيجية للإعلام والانتباه كثيراً لما تبثه وسائل الإعلام العبرية.

 

تفعيل الجانب الدرامي.

 

وقام حمدان بعرض بعض النماذج المتمثلة في الإستراتيجية الإعلامية التي يتبعا الإعلام الاسرائيلى في تزوير الحقائق وانتهاج أسلوب الانتهاك بحق مدينة القدس عبر شاشة LCD.

 

كما قدم عدد من صحفي بعض وسائل الإعلام المحلية تجاربهم الإعلامية المحلية في التعامل مع ملف القدس وطالبوا بضرورة اتخاذ أشكال إعلامية لتوصيل قضية القدس للعالمين العربي والاسلامى وطرح قائمة وسلم أولويات لما تحتاجه هذه القضية وضرورة التعامل مع القدس كقضية مستمرة ودائمة.

 

ودعا هؤلاء الإعلاميين خلال عرضهم لتجاربهم إلى ضرورة إبراز المواقف البطولية لاهالى القدس وما يتعرضون له من محاولات ابتزاز وتهويد وانتهاكات من قبل الاحتلال الاسرائيلى ، مشيرين إلى أن التصريحات الإعلامية لوحدها لا تكفى في دعم قضية القدس مطالبين بضرورة تفعيل الجانب الدرامي وعمل مسلسلات عربية وإسلامية حول هذه المدينة وإبراز دورها، والعمل على نقل الرسالة التوعوية حول هذه القضية على صعد مختلفة.

 

وفى ختام هذه الورشة قدم عدد من الإعلاميين والأكاديميين المشاركين فيها عدة اقتراحات وتساؤلات حول قضية القدس،مطالبين بضرورة تفعيل دورها في وسائل الإعلام وجعلها على سلم الأولويات.

 

اخبار ذات صلة