قائد الطوفان قائد الطوفان

مصراتة وأجدابيا تتأهبان وهدوء ببنغازي

طرابلس - وكالات

تستعد الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي لشن هجوم كبير على مصراتة غربي ليبيا لاستعادة المدينة من أيدي الثوار.

 كما حشدت الكتائب قوات ضخمة ودبابات وراجمات صواريخ في محاولة للسيطرة على مدينة أجدابيا، في حين يسود هدوء حذر مدينة بنغازي بعد انتهاء مهلة حددتها الكتائب لسكان المدينة لمغادرة المناطق التي يسيطر عليها الثوار.

وقال القذافي في كلمة بثها التلفزيون الليبي إن قواته ستخوض ما وصفها بمعركة حاسمة في مصراتة اليوم الخميس، ودعا أنصاره لعدم ترك هذه المدينة بيد من وصفهم بحفنة من المجانين.

وكان الثوار قد تمكنوا أمس من صد هجوم عنيف لكتائب القذافي على مصراتة (الواقعة على بعد 208 كلم شرق العاصمة طرابلس) انطلق من ثلاث جهات، وألحقوا بها خسائر في الأرواح والمعدات.

وقالت مصادر طبية إن كتائب القذافي تكبدت نحو ثمانين قتيلا إضافة إلى عشرات الجرحى خلال هجمات أمس على المدينة. وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير عبد الباسط أبو مزيريق للجزيرة إن الهجوم الذي تعرضت له المدينة أسفر عن مقتل 18 شخصا بينهم امرأتان.

وأشار أبو مزيريق إلى أن كتائب القذافي قد تعمد إلى تدمير المناطق القريبة من البحر، وأن الثوار يتوقعون استخدام زوارق بحرية لضرب المدينة، لكنه شدد على أنهم مستعدون للدفاع عن مصراتة ومقارعة الكتائب وأنه "على يقين من هزيمتهم".

وقد أظهرت صور من مدينة مصراتة استهداف الكتائب الأمنية عددا من مساجد المدينة ومساكنها وبناية صندوق التقاعد فيها.

الجبل الغربي

وفي مدينة الزنتان -التي تقع على بعد نحو 160 جنوب العاصمة طرابلس- قال الشاهد عادل الزنتاني للجزيرة نت إن شباب ثورة 17 فبراير بالزنتان بادروا بالهجوم على كتائب القذافي ظهر أمس وعمدوا إلى قطع الإمدادات العسكرية المتوجهة إليهم من مخازن الزنتان التي توجد على بعد نحو 40 كلم جنوب المدينة

.وقال إن تلك المخازن أصبحت جزءا من عملية تطويق واسعة تنفذها الكتائب حول المدينة وما جاورها من مدن الجبل الغربي المحررة، حيث تم رصد أرتال تحمل السلاح والمعدات من المخازن إلى الجيوش الموجودة خارج المدينة.

وتحدث عن هجوم نفذه الثوار على أحد الأرتال الكبيرة والاشتباك معها، مما دفع راجمات الصواريخ والدبابات إلى المسارعة في الخروج من المخازن ومحاولة إسناد الرتل، "فقام الثوار بالالتفاف عليهم واغتنام دبابتين"، مشيرا إلى أن المعارك لا تزال جارية

أجدابيا

يأتي ذلك في وقت ما زالت فيه المعارك مستمرة بين الثوار وكتائب القذافي التي تحاول السيطرة على مدينة أجدابيا الواقعة على خليج سرت على بعد 150 كلم جنوب غربي بنغازي.

وكان الثوار صدوا أمس هجوما لقوات القذافي حول أجدابيا معرقلين تقدمها صوب بنغازي.

 

وقال مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن مستشفى المدينة استقبل أربع جثث أمس من قتلى الثوار، مشيرا إلى 22 جثة معظمها لمدنيين قتلوا الثلاثاء في القصف المدفعي أو الجوي الذي نفذته كتائب القذافي.

وفي نيويورك أبلغ إبراهيم الدباشي نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة الصحفيين أن المجتمع الدولي أمامه 10 ساعات للتحرك ضد قوات القذافي، وحذر من وقوع إبادة جماعية حقيقية في أجدابيا إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة ويمنع القذافي من مهاجمة المدينة بقوات كبيرة.

ويحتشد المئات من عناصر كتائب القذافي مجهزين بالدبابات والأسلحة الثقيلة عند البوابات الغربية لأجدابيا استعدادا لشن هجوم حاسم على المدينة.

بنغازي

في غضون ذلك يسود الهدوء الحذر مدينة بنغازي بعد ساعات على انتهاء تهديد نظام القذافي للثوار لترك المواقع التي يسيطرون عليها والمواقع التي توجد بها مخازن للذخيرة.وجاء في نص بثته قناة الليبية التلفزيونية موجه إلى سكان المدينة الواقعة في شرق ليبيا، أن الجيش قادم لنصرتكم وتطهير مدينتكم ممن وصفهم بالشراذم المسلحة.

وقال المتحدث باسم الثوار مصطفى غرياني إن غالبية سكان بنغازي مسلحون وهم مستعدون لصد أي هجوم تشنه كتائب القذافي على المدينة.

من جهته قال عضو لجنة الدفاع عن بنغازي العقيد عادل البرعصي للجزيرة إن الثوار مزودون بأسلحة مضادة للطيران والدبابات وهم مستعدون للدفاع عن المدينة.

وعلى وقع هذه التطورات أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سحبت أمس العاملين لديها من مدينة بنغازي الموجودين فيها منذ عشرين يوما ونقلتهم إلى طبرق في أقصى الشرق.

وعزت اللجنة هذا الإجراء إلى تصاعد المخاوف الأمنية بعد أنباء عن هجوم وشيك لكتائب القذافي على المدينة، مؤكدة أنهم سيعودون إلى بنغازي متى تحسنت الأوضاع الأمنية مجددا.

 

البث المباشر