قائمة الموقع

كيف تتعامل مع غضب الطفل المعاق ذهنياً

2011-03-21T08:43:00+02:00

 

(الجزء الأول)

عندما يصل عمر الطفل إلى ثلاث سنوات تخف حدة نوبات الغضب لديه، وذلك لأنه أصبح أكثر قدرة على التعبير عن نفسه بواسطة اللغة، وبدأت تنمو وتتطور قدراته، وأصبح أكثر انشغالاً بأمور حياتية تمنعه من تكرار هذه النوبات، إلا أن الأمر لا ينطبق تماماً على الطفل ذي الإعاقة الذهنية، حيث يبقى الجانب اللغوي أقل تطوراً وبالتالي فهو أقل قدرة في التعبير اللفظي عن ذاته ومشاعره.

إضافة إلى التأخر الحاصل لديه في مختلف الجوانب النمائية، مما يرفع من درجة تكرار هذه النوبات التي يعبر من خلالها عن الأمور الانفعالية والوجدانية الداخلية، حيث لا تزال القدرات العقلية ومهاراته التي تؤهله للتعامل مع المتغيرات المحيطة أقل تطوراً، وبالتالي فهو أقل قدرة عند مواجهتها والتكيف معها. ومن أجل التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الأطفال، لا بد للوالدين والقائمين على رعاية الطفل من مراعاة النقاط التالية:

بث التوقعات الايجابية

لا بد من إعطاء الطفل رسائل إيجابية واضحة حول الأمور التي نتوقعها منه، والتي ينبغي أن لا تكون أعلى من قدراته وطاقاته، إضافة إلى تعليمات ايجابية ومحددة أيضاً مثل: ( أنا أتوقع منك اليوم أن تتصرف أثناء الزيارة بشكل مؤدب، وأنت قادر على ذلك) .

حيث يكون لهذه التعليمات صداها الأوسع عند الطفل بدلاً من استخدام عبارة مثل:( لا أستطيع تحمل البكاء ونوبات الغضب، فلذلك كن مؤدباً ولا تثر غضبنا أثناء الزيارة)، فمن الصعب علينا إقناع الطفل ومراضاته، أثناء حدوث ثورة الغضب عنده، ولكننا نستطيع تهيئة الجو الملائم لعدم حدوث النوبة، وخلق التوقعات الايجابية تجاهه.

التنفيس الانفعالي :على الأم أن تتيح الفرصة لابنها كثير الغضب للتنفيس الانفعالي بين فترة وأخرى، وتعويده على أن يستخدم جسده بطريقة ايجابية بممارسة الأنشطة الحركية والهوايات خارج البيت أو داخله، وإتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة، وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الألوان التي يحب، مهما كانت هذه الرسومات عشوائية وبسيطة.

مراعاة قدرته على التقليد: يتعلم الأطفال من الكبار طريقة تعبيرهم عن الغضب، فهناك من الوالدين من يعكس غضبه على الجو الأسري بكامله ويتعامل بعنف مع أفراد الأسرة، وهناك من يفرغ غضبه عن طريق ضرب المخدة أو الاسترخاء أو الخروج في نزهة، وبالتالي فإن الآذان والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده، حتى لو كان الأطفال من مختلف مستويات الإعاقة الذهنية.

عدم التعزيز: بعض المعلمات والأمهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه، فيؤدي ذلك إلى أن يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على مبتغاه، فمثلاً الطفل الذي يأخذ قطعة الشوكولاتة من أمام طاولة المحاسب عند الخروج من محل التسوق، سيلجأ إلى هذا السلوك كل مرة إذا لم يواجه ردة فعل من قبل والديه.

وإذا أراد الأهل فعلاً إيقاف الطفل عن هذا السلوك فعليهم شرح الموقف له، وبأن عليه أن لا يأخذ الشوكولاتة عن الطاولة في المرة القادمة مع توضيح السبب، وتكليف الطفل بمساعدة الأم أثناء وضع المشتريات على شريط الحساب المتحرك حتى لا يشعر بالملل، أو تكليفه بتذكير الأم أن تشتري سلعة معينة للبيت أثناء جولة التسوق، فيشعر الطفل أنه طرف فاعل في عملية التسوق أو غيرها من النشاطات والزيارات وليس مجرد مستجيب للأوامر.

التجاهل

 قد يؤدي تجاهل ثورة الغضب إلى نتائج ايجابية خاصة عندما يرمي الطفل من خلالها لفت انتباه الآخرين، حينها ينصح بعدم الاهتمام بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل، وبذلك يدرك الطفل أن تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله، فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه.

وإذا تجاهلت الأم ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك أفضل، ولكن بعد إعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب، ولكن ما دام بهذه الحالة فلن تلبى له رغباته، وفي هذه اللحظات الهامة على الأم أو المعلمة أن تصبر وتتحلى بضبط النفس، لأن حدة غضب الطفل قد تزداد في اللحظات الأولى للتجاهل، لكن الغضب ما يلبث أن يهدأ بعد مرور فترة من الوقت.

اخبار ذات صلة