قائد الطوفان قائد الطوفان

هربوا من ليبيا بشق الأنفس

فلسطينيون يروون بعض جرائم القذافي

رفح – إيمان جمعة- الرسالة نت

روى عدد من الفلسطينيين العائدين من أراضي الجماهيرية الليبية قصص مؤلمة لجرائم قتل وقعت أمام أعينهم على يد كتائب العقيد القذافي الذي يسعى لإخماد الثورة الشعبية ضد حكمه الممتد منذ أربع عقود.

وسجد محمد مطر في العقد الثاني من العمر بعدما وصل إلى معبر رفح البري على الحدود مع مصر حمد لله أن نجا من نيران المعارك الدائرة في ليبيا.

ومطر عائد برفقة عائلته ونحو أربعين فلسطيني إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مساء أمس الاثنين.

وقالت الهيئة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة، في بيان لها إن 45 فلسطينياً قادماً من ليبيا عبر الأراضي المصرية، دخلوا معبر رفح باتجاه قطاع غزة.

وأضافت أن هناك 74 فلسطينياً آخرين وصلوا من ليبيا، وهم موجودون في الجانب المصري للمعبر بانتظار عمل الإجراءات اللازمة لهم لدخولهم إلى غزة.

وكان مطر الذي بدت على ملامحة علامات الاعياء والتعب يقطن في منطقة ابو عطني في مدينة بنغازي الليبية التي تعد منبع الثورة الليبية التي تحولت لحربٍ أهلية ما بين المواليين لنظام الرئيس معمر القذافي وبين الثوار.

يقول محمد بحرقة " كانوا (كتائب القذافي) يقتلوا كل ما في طريقهم .. هؤلاء ليست ليبيون إنهم مجرمون لا يعرفون إلا سفك دماء الأبرياء".

ووالد محمد في ليبيا بعد أن غادر والدة محمود مطر بلدة بيت لاهيا إلى الجماهيرية ليبيا قبل 23عاماً.

في الليلة الأخيرة التي قضاها الحاج محمود مطر في منزله وابنه في بنغازي, كانت الطائرات الليبية التابعة لنظام القذافي تضرب محيط المنطقة, وبينما هو ينظر من نافذة بيته إذ هبطت عمارة جاره المكونة من ثلاثة طوابق ويسكنها أكثر من ست عائلات, لتصبح ركاماً ولم يخرج من ساكنيها حياً واحداً.

يقول الحاج محمود (53 عاماً): "كيف لنا أن نحاكم (إسرائيل) على حربها ضدنا, إن هي سألتنا لماذا وقفتم صامتين على حرب القذافي على شعبه".

ويستذكر الحاج مطر مشاهدة لحرب غزة والتي لا تشبه ولو جزءاً بسيطاً مما رآه في بنغازي, ويضيف: "لم يكن أمامي سوى الرجوع لغزة لأموت على ترابها, فليس على الفلسطيني أن يموت في سبيل وطن غير وطنه, خاصةً إن مات بأيدي الخائنين وليس الأعداء".

أما الحاجة أم صلاح 64عاماً العائدة من ليبيا فقالت بانفعالٍ شديد "إنها حرب, أكبر من حرب (إسرائيل) على غزة .. إنه رجل مجنون يقتل في أبناء شعبه, ولا أحد يسمع صوتهم".

وقالت أم صلاح, وهي من سكان مدينة خانيونس, ومقيمة في بلدة أجدابيا غرب بنغازي منذ أكثر من 30عاماً: "انتظرنا حتى هدأ القصف لنستطيع الانتقال من منطقة لأخرى, وحين وصلنا إلى معبر السلوم لندخل إلى مصر, رفض المصريين إلا أن نعود أدراجنا".

واستذكرت المسنة الفلسطينية "كيف لهم أن يطلبوا منهم العودة؟، وتقول: "كيف يريدون أن نرجع إلى الحرب.. إلى الموت .. الحمد لله انني رجعت إلى غزة قبل أن أموت هناك".

بينما يشير الحاج عبد القادر 67عاماً إلى أن أصعب المعوقات هم المصريين, وقال "ارادوا أن يرجعوني إلى ليبيا لأنني لا أملك وثيقة سفر فلسطينية, خرجت من الحرب لم أحمل معي شيئاً حتى الملابس".

من جانبه علق الشاب محمود مسلم 28عاماً, على ما يجري في ليبيا بالقول هذه "ليست قضيتنا"، مضيفاً: "الاسلحة مع كل الناس, لم اكن اعرف من مع القذافي ومن ضده, الموت يحاصرنا من كل اتجاه, كل الفلسطينيون في ليبيا يناشدون العالم يريدون الرجوع إلى غزة, إلى فلسطين, إلى أرضهم".

 

البث المباشر