غزة - الرسالة نت
يتكئ على فراش مهترئ.. حاول أن يستند مرارا لاستقبال (ألم وأمل )ولكن مرضه كبل أطراف جسده الهزيل فظل مائلا .. الآه نطقتها تجاعيد وجهه المصفر قبل أن يرددها لسانه اللاهج بحمد الله.
الخمسيني أبو باسل يعاني من كسر في العمود الفقري منذ أكثر من ثلاثة عقود بعدما سقط من سطح احدى المنازل أثناء عمله , مما أفقده المقدرة على الحركة بسهولة أو القيام بأي عمل حتى لو كان بسيطا .
تنقل أبو باسل في بيوت للإيجار, ولكنه بعد الحادثة التي تعرض لها وعدم وجود مصدر رزق لعائلته عاد لنفس الغرفة التي تزوج فيها في بيت أهله ولكن بأسرة مكونة من 8 أفراد .
لا بيت ..ولا عمل ..ولا مال , ولكنه يردد "الحمد لله على كل حال" (...)" أحلم بفرشة طبية وعكازيين" .
مرض أبو باسل جعله منعزلا عن الآخرين .. قليل الكلام ..لا يغادر غرفته الا لقضاء الحاجة وفرشته المهترئة تستغيث وتطلب النجدة.
تتقاسم أسرة أبو باسل لقمة الطعام مع عائلة أخيه التي تقطن في نفس البيت المكون من 3 غرف تغطيها ألواح (الزينقو) وباحة تغطيها السماء, إضافة إلى والدته العجوز التي تعاني من فقدان جزئي للذاكرة بعد تعرضها لنوبة صحية.
أما ابنته الكبرى صابرين كان لها من اسمها نصيب , فلم تيأس من وضع عائلتها متحدية الصعاب.. فتفوقها كان شفيعا لها بالالتحاق بالجامعة الإسلامية ومازالت تسطر قصص الإبداع والصمود من بين أوجاع عائلتها.
ومازال أبو باسل يعاني من تراكم ديون إيجار منزله القديم وكأنه جبل يطبق على أنفاسه المتقطعة .
أما عن حالته الصحية قال أبو باسل بعد تنهيدة طويلة :"أتلقى العلاج والمسكنات من المستوصفات الحكومية , وذكر بأن الأطباء لم ينصحوه بإجراء عملية جراحية لأن نسبة نجاحها ضئيلة , ووضعه الصحي لا يسمح .
وبعد تنهيدة قال أبو باسل :" بحلم بعيشة كريمة .. ويخلصوا ولادي دراستهم ويتخرجوا " .
هي أحلام بسيطة للخمسيني أبو باسل يرسلها عبر (ألم وأمل) لربما يجد لها من يضمد جراحه ويحقق أمنياته المتواضعة .