طرابلس – الرسالة نت
كتبت صحيفة التايمز أمس تحقيقا ميدانيا لمراسلها في بنغازي انتوني لويد عن الضحايا المدنيين لاسيما الاطفال في ليبيا تحت عنوان "وما يزال النظام يقول انه لا يطلق النار على الاطفال"، فيما تردد أنباء عن قصف ميليشيا القذافي لمستشفى مصراتة.
وينطلق المراسل في تحقيقه من قصة راكان بو رغيد البالغ من العمر 5 سنوات والذي اصيب بينما كان يسير مع والده في احد شوارع بنغازي برصاصة قناص في كتفه الأيسر اخترقت صدره لتتوقف في مكان قرب قلبه.
واجريت لراكان عملية جراحية عاجلة لانقاذ حياته وهو الآن يجلس في مركز بنغازي الطبي على كرسي متحرك صامتا وذاهلا من الصدمة ولا يجيب على أي اسئلة.
وبعد أن يتساءل المراسل: هل يريد القذافي دليلا أوضح من هذا على ان قواته تستهدف المدنيين والاطفال؟ ينطلق في بحثه عن الضحايا المدنيين الاخرين.
وينقل عن الدكتور فتحي شيباني مدير مركز بنغازي الطبي وهو واحد من ثلاثة مستشفيات في المدينة قوله "لقد عالجنا حوالي ألف جريح في المستشفى منذ 17 فبراير (شباط)". ويضيف "في الايام الأربعة الاولى للثورة فقط كان هناك 500 جريح هنا، ولم يكن أي منهم يحمل سلاحا في يده". ويوضح شيباني "معظم القتلى والجرحى تتراوح اعمارهم بين 23 و27 عاما وهؤلاء يمكن ان يكونوا مقاتلين، ولكن أنظر إلى اعمار بعض هؤلاء الجرحى 1 و2 و93 و8 سنوات هل هؤلاء مقاتلون ايضا؟".
ويوثق المراسل بالصور والاحاديث عددا من الاصابات بين المدنيين الراقدين في هذا المستشفى واحاديثهم وتجاربهم.
من ناحية أخرى قصفت القوات الحكومية الليبية مساء الاربعاء مستشفى مصراتة، ثالث مدينة ليبية تبعد 200 كلم شرق طرابلس، اضافة الى منازل، كما قال شاهد خلال اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس.
وقال احد سكان المدينة لوكالة فرانس برس "ان قوات (الزعيم الليبي معمر) القذافي تقصف مستشفى مصراتة الرئيسي". واعلن متحدث باسم الثوار في المدينة "ان الوضع سيء للغاية وخطير جدا هنا في مصراتة. ان الدبابات تقصف المستشفى ومنازل".
وتاتي عمليات القصف هذه في حين شن التحالف الاربعاء ضربات ضد قوات القذافي على الارض وخصوصا في مصراتة حيث قتل، بحسب طبيب، 17 شخصا بينهم خمسة اطفال الثلاثاء الماضي بيد قناصة وقذائف القوات الحكومية. لكن مساعد وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم نفى حصول اية عملية عسكرية في المدينة مكررا بان النظام يحترم وقف اطلاق النار الذي فرضه قرار مجلس الامن الدولي.
وقال خلال مؤتمر صحافي ليل الاربعاء الخميس " يجب ان تحترم الاطراف الاخرى، متمردون وتحالف، وقف اطلاق النار". وأكدت شركات الماء والكهرباء والاتصالات ان شبكاتها تضررت في مصراته بعد "اعمال التخريب" وغارات التحالف نافية حصول اي انقطاع متعمد.
وقال المسؤولون عن هذه الشركات خلال المؤتمر الصحافي ان التقنيين التابعين لشركاتهم لم يتمكنوا من الوصول الى المدينة لاصلاح الاعطال بسبب "انعدام الأمن".
وحرم سكان مدينة مصراته البالغ عددهم حوالي نصف مليون نسمة من الماء والكهرباء والاتصالات منذ اسبوع. ويتهم السكان السلطات بانها تعمدت قطع هذه الخدمات لمعاقبة المدينة.