قائمة الموقع

كيف أغضبت "كيلنتون" السعوديين؟

2011-03-26T08:25:00+02:00

واشنطن/الرياض-وكالات-الرسالة نت

أعادت تصريحات كلينتون المترددة، بشأن التدخل السعودي - الخليجي، في أزمة البحرين، إلى عقول السعوديين عقدتهم القديمة من الحكومات الديموقراطية، التي تتولى شؤون قصر الحكم الأبيض، في واشنطن دي سي؛ تلك المدينة المملة التي سميت باسم القائد العسكري للثورة الأميركية، ورئيس أميركا الأول: جورج واشنطن.

وكانت هيلاري كلينتون قد قالت في واحد من تصريحاتها المزعجة، عن التدخل العسكري الخليجي في أحداث البحرين: "أوضحنا في شكل تام لشركائنا في الخليج الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم الحكومة البحرينية. انهم يتبعون مسارا خاطئا".

تصريحات الوزيرة الأميركية، التي انتقدت الموقف السعودي ضمنياً، واصفة إياه بأنه "مسار خاطئ"، وضعت العلاقة بين الحليفين على حافة الهاوية، ما حرّك أسلاك الهواتف، وأحبار الرسائل، والرسل بين العاصمتين، بغية الوصول إلى صيغة مشتركة للتعامل مع الموقف في الخليج، وهذا ما حدث بعد شد وجذب.

وفي غضون ذلك، تقول متحدثة باسم الخارجية الأميركية، كاثرين فان دي فاتي:" تعتقد الولايات المتحدة أن الموقف في البحرين بحاجة لأن يتم تسويته من قِبل الشعب البحريني والحكومة البحرينية. ونحث جميع الأطراف أن يحجموا عن العنف واستخدام القوة بأي شكل من الأشكال، وأن ينخرطوا في الحوار الدبلوماسي اللازم للتعامل من خلاله مع رغبات ومظالم شعب البحرين".

ومن أسرار الأيام القلقة لأزمة البحرين، بين الرياض وواشنطن، أن القصر الملكي غضب بشدة من تصريحات كلينتون، التي حركت هواجس صنّاع القرار القديمة من واشنطن الديموقراطيين، ما دفع الملك إلى إعلان الحد الأقصى من التأهب، خصوصاً وأن دخان الحرائق السياسية كاد أن يصل إلى سماء الرياض.

وتمثلت حالة التأهب في عدة تحركات، كان من أهمها انعقاد مجلس الأمن الوطني بشكل طارئ، لأول مرة منذ تأسيسه، وبحضور كافة الأعضاء، الذين تناولوا أحداث المنطقة باستفاضة، خصوصا البحرين، واليمن، وما بعدهما من ملفات غامضة، ومعلنة، تستهدف الحفاظ على الاستقرار السعودي، وإعادة بعث الجهود الدبلوماسية التي هدأت في الأشهر الأخيرة.

وبعد اتصالات مكثفة غيرت كلينتون لهجتها إزاء الأحداث في البحرين بعد أن قال السعوديون بوضوح لنظرائهم أن "البحرين خط أحمر وعلى واشنطن أن لا تجبرنا على اتخاذ مواقف قد تغضبها لأن الأمر يتعلق باستراتيجيتنا العليا ولا مجال للمساومة عليها مهما يكن"، حسب ما قاله سياسي مطلع على شؤون الحكم في المملكة

وكانت واشنطن تريد من الرياض أن تدفع المنامة للتجاوب مع مطالب المعارضة، وزيادة نسبة الحرية السياسية في المملكة الصغيرة ، وما إلى ذلك من الخطوات التي كانت ستعطي الطائفة الشيعية تفوقاً نوعياً علاوة على تفوقها العددي، حيث يشكلون أكثر من خمسين في المائة من نسبة السكان.

ويبدو أن أميركا تحتاج لمراجعة ملفات المنطقة من جديد كي تستوعب ما يحدث.

اخبار ذات صلة