"
خبير: الهجوم لن يؤثر على مسلمي أمريكا
الرسالة نت-وكالات
أثار حادث إطلاق النار في قاعدة عسكرية في العالم ردود فعل متباينة، كما أثار تساؤلات كثيرة حول مدى تأثيره على مسلمي أمريكا خاصة أنه مسلم وأصله عربي، آخذين بعين الاعتبار النظرة السلبية للغرب وخاصة الأمريكيين للإسلام والمسلمين بصفة عامة والعرب بصفة خاصة.
وما زال مسلمو أمريكا يعانون من تبعات هجوم 11 سبتمبر برغم مرور 8 أعوام من محاولاتهم تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام في عقول الأمريكيين.
مدى تأثر مسلمي أمريكا
وفيما رأى خبير في الشأن الأمريكي أن الهجوم لن يؤثر بشكل كبير على المسلمين في الولايات المتحدة، عبر مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية (كير) عن تخوفه من ان تنقلب المأساة ضد المسلمين.
وكان (كير) وعدة منظمات إسلامية أمريكية قد استنكرت الهجوم الذي نفذه نضال مالك حسن (39 عاماً) وأدى لمقتل 13 شخصاً وإصابة 31 في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم.
كما أصدرت عائلة نضال بيانا قدمت فيه تعازيها لذوي القتلى والجرحى واعربت فيه عن اعتزازها بالانتماء للولايات المتحدة.
وقال باسم خفاجي، مدير المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب أن الهجوم الذي نفذه ضابط أمريكي من أصل فلسطيني يدعى نضال مالك حسن "لن يكون له تأثير يذكر على المسلمين في الولايات المتحدة لسببين؛ أولهما التعامل العقلاني لإدارة الرئيس باراك أوباما مع الهجوم، والذي يختلف تماما عن تعامل إدارة الرئيس السابق جورج بوش مع مثل هذه الحوادث مع الفارق بينها".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حث الأمريكيين على عدم القفز إلى نتائج بشأن الدافع وراء حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود، وقال "نحن لا نعرف كل الإجابات بعد، وأحذر من القفز إلى النتائج قبل أن يكون لدينا كل الحقائق".. واجتمع أوباما مع مسئولين من بينهم مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر.
ورأى خفاجي أن ثمة عاملا آخر مهما يحبط أي مسعى لتصوير الحادث على أنه إرهابي بدافع ديني، وهو "أن المعلومات المتوفرة حتى الآن لا تشير من قريب أو بعيد إلى أن هذا الهجوم يحمل دوافع دينية، فهو -بحسب أقرباء للضابط نضال- ذو دوافع فردية، فالضابط تعرض لضغوط كثيرة، من بينها رفضه تنفيذ أمر إرساله للعراق، وتعامله مع حالات عديدة لجنود أمريكيين تعرضوا لمشاكل نفسية حادة على خلفية خدمتهم في العراق، بحكم عمله كطبيب نفسي".
دوافع شخصية
ونقلت وكالة "رويترز" عن نادر حسن، ابن عم منفذ الهجوم أن ابن عمه نقل إلى "فورت هوود" في أبريل الماضي، وكان لا يريد تنفيذ أمر بإرساله إلى العراق الذي يشهد خسائر قوية للقوات الأمريكية منذ الغزو في 2003. وقال: "عرفنا خلال الأعوام الخمسة الماضية أن هذا كان أسوأ كابوس في حياته".
وأشار نادر حسن إلى أن نضال لم يكن عنيفا، وقال: "لم يكن شخصا يرغب في الذهاب إلى ساحة القتال".
كما لفت إلى أن مالك كان يتعرض للمضايقة من زملائه في الجيش بسبب أصوله الشرق أوسطية، مشيرا إلى أنه "عين محاميا عسكريا لمحاولة إيجاد حل للمشكلة والخروج من الخدمة العسكرية، لكنه استنفد كل السبل الممكنة، وقد عرف لتوه أنه سيرسل إلى أرض المعركة".
كما أكدت نويل حسن عمة نضال، ان نضال كان عرضة للمضايقة بسبب ديانته الاسلامية في اعقاب هجمات سبتمبر/ايلول 2001 وكان يرغب بترك صفوف الجيش.
ومن جانبها قالت السيناتور كاي بايلي هتشستون النائبة عن ولاية تكساس في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: إن نضال "كان سيتم إرساله إلى العراق، وكان غير سعيد بذلك على الإطلاق".
ولم يستبعد مراقبون أن يكون مالك قد تعرض لأزمة نفسية حادة جراء معالجته للجنود العائدين من العراق وأفغانستان.
استغلال اليمين للحادث
وحول محاولات اليمين في أمريكا، ربط الهجوم بالإسلام أو المسلمين والحديث عن إرهابيين في الداخل، قال خفاجي: إن "أمريكا يعيش فيها نحو 10 ملايين مسلم، وذلك العدد ليس بقليل، ومن الطبيعي أن تجد بينهم أو أية أقلية أخرى في أمريكا بحجمهم بعض المخالفين للقانون، ولكن هذا ليس معناه أن المسلمين جميعهم إرهابيون".
وتساءل خفاجي مستنكرا: لماذا يحاول البعض ربط أي حادث له علاقة بشخص مسلم -سواء أكان متهما أم مجرد شائعات- بالإسلام، وقال: "خلال الأعوام الماضية وقعت في أمريكا العديد من الحوادث العنيفة، من بينها قيام أشخاص بفتح النار على مدارس وقاعات جامعات راح ضحيتها العديد من الأشخاص، لماذا لم يحاولوا ربط دوافع منفذ الهجوم بدينه؟!".
وحول فرضية كون الهجوم عملا إرهابيا قال الجنرال الأمريكي بوب كون: "لا يمكنني استبعاد ذلك، لكن في نفس الوقت لا يوجد ما يؤكد ذلك".
ونقلت محطة "فوكس نيوز" الأمريكية عن "كول تيري لي"، وهو ضابط متقاعد من القاعدة العسكرية في تكساس، قوله إن نضال: "كان يدعو المسلمين للثورة على أمريكا بعد غزوها العراق، وكانت تحدث نقاشات ساخنة بينه وضباط آخرين حول هذه الآراء"، مضيفا: "كان ينتقد السياسة الخارجية الأمريكية ويقول إنه من حق المسلمين الوقوف ضدها".
وفيما أشار الضابط الأمريكي إلى أن "نضال اعتنق الإسلام لاحقا وكان يؤيد العمليات الانتحارية"، نفى ابن عمه نادر هذا الكلام، وأشار إلى أنه "مسلم مولود في الولايات المتحدة، وقام بعلاج العديد من الجنود الأمريكيين من صدماتهم عندما عادوا من الحروب".
مخاوف ومطالب حماية
وفيما قالت وزارة الأمن الداخلي أنه من المبكر تحديد دوافع إطلاق النار، كما حذر السناتور جون كورنين، النائب عن تكساس، من التسرع في تحديد الدوافع ومن بث "شائعات أو معلومات غير دقيقة" عن أسباب الهجوم، فإن اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز في بيان أنها تطالب مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) بتوفير حماية عاجلة للمساجد في الولايات المتحدة والمراكز المحلية والمدارس التي تتواجد في مناطق تعرف بالتواجد المكثف للعرب والمسلمين والسكان المنحدرين من مناطق جنوب آسيا.
وأعلنت أنها سجلت بالفعل ردات فعل سلبية تجاه مثل هذه الأهداف بعد وقت قصير من وقوع الهجوم، محذرة من توجيه اللوم "للأغلبية البريئة نتيجة لتصرفات عدد قليل من الأفراد".
وبالمثل أعرب قاسم علي العقدة، والذي عمل ضابطا في القوات البحرية لمدة 21 عاما قبل أن يصبح المدير التنفيذي في مجلس العسكريين والمحاربين القدماء المسلمين الأمريكيين، عن مخاوفه من أن يؤدي هذا الهجوم إلى تعرض المسلمين لما يشبه "مطاردة الساحرات الشريرات".
وبشكل خاص تنصب مخاوف العقدة على ما يمكن أن يتعرض له نحو 3.500 عسكري مسلم يعملون في الجيش الأمريكي من معاملة انتقامية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بيو" في سبتمبر أن التمييز العنصري الذي يواجهه المسلمون زاد حاليا حتى عن الشهور الصعبة التي تلت هجمات سبتمبر برغم نهج "التغيير" الذي تبنته إدارة أوباما، ويتنامى بمعدل أكبر مما تواجهه الأقليات الدينية والعرقية الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بحرية الملبس وممارسة العبادة في الأماكن العامة والاندماج في المجتمع.
ويتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة ما بين 6 إلى 7 ملايين نسمة من عدد السكان البالغ عددهم 300 مليون نسمة بحسب مصادر إسلامية هناك، فيما ذكر مركز "بيو" أن المسلمين يمثلون أقل من واحد في المائة.