قائمة الموقع

المصالحة تختنق بين أشواك ممارسات فتح

2011-03-26T21:30:00+02:00

رام الله-الرسالة نت

الاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني والاستفراد بالسلطة وإغلاق الجمعيات الخيرية وكبت المؤسسات الإعلامية وانتشار المربعات الأمنية والامتيازات الفتحاوية.. كل هذه الملفات ستنتهي بمجرد الذهاب للمصالحة التي انتظرها الشعب الفلسطيني على أحر من الجمر وهو ما يستبعد أن توافق حركة فتح عليه، لتكون الدعوة لإنهاء الانقسام شعارات رفعت ونوايا أخفيت.

توقيت الوحدة

تعتبر التحركات السياسية الداخلية الرامية إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة من أهم أولويات الشعب الفلسطيني المخلص لقضيته والرافض لوجود الاحتلال وأدواته، بيد أن التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية والعربية تجعل من توقيت الوحدة الوطنية محط تساؤل عن مدى جديته.

ويقول الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في مؤتمر صحفي فور انتهاء اجتماعه ووفد من حماس بمحمود عباس وشخصيات فتحاوية، إن الأجواء كانت إيجابية والاجتماع مهد لمراحل قادمة يسعى الجميع من خلالها لإنهاء الانقسام، مشيرا إلى تقديم نواب المجلس التشريعي عن حركة حماس مقترحات للدخول في تفاصيل ملفات عالقة منذ أربعة أعوام تتمثل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمعتقلين السياسيين والمؤسسات التي أغلقتها فتح والحرية السياسية وغيرها.

وكان حديث الدويك يعطي التفاؤل للمراحل القادمة للوحدة الوطنية، بيد أن عزام الأحمد وفي نفس المكان تحدث بلغة النافي لحدوث تقدم في الخطوات نحو المصالحة في أجواء رحب بها محمود عباس والدويك، وهذا ما يضع تساؤلا جديدا عن أهمية توقيت الوحدة والمصالحة لدى حركة فتح.

وتعتبر المرحلة الحالية محل تقييم لثورات الأمة العربية ضد حكام فاسدين وتأثيرها على القضية الفلسطينة، كما أنها تأتي في ظل ما خسرته فتح من مراهنات سياسية على الدور الأمريكي الذي أعطى الفيتو رافضا إدانة الاستيطان الصهيوني مع أنه داخل حدود الدولة الفلسطينية المتوقعة، في الوقت الذي فشلت فيه طريق التسوية وتصاعدت وتيرة الاستيطان وفقدت فتح أحد أهم حلفائها وهو نظام مبارك الذي خلعه الشعب المصري في ثورته المجيدة، على عكس حماس التي يتنامى يوما بعد يوم مشروع تحررها ومقاومتها وتتعاظم شعبيتها لدى الشعوب العربية.

كل هذه الإرهاصات تجعل من بحث فتح عن مخرج من المأزق السياسي الراهن هو الشغل الشاغل لها، فكان ملف المصالحة هو الغطاء الذي تتستر وراءه حتى يلوح في الأفق ما يعزز دورها، لتكون الوحدة والمصالحة رهينة مزاجية وتوقيت تحالفات رام الله.

زنازين النوايا الحسنة!

يقول الأسير المحرر من سجون فتح محمد صافي لـ" الرسالة نت" : "كنت في سجن الأمن الوقائي في بيتونيا لحظة انهيار نظام مبارك وفجأة توقف التعذيب والشبح وأفرج عن بعضنا على عكس ما كان يحدث معنا سابقا عندما يتم الحديث عن المصالحة فالتعذيب يزداد والتحقيق يتوسع وحملات الاعتقال تتواصل وهذا يقودنا إلى أن سلطة فتح تخاف من هبة الجماهير ولا تحترم المصالحة".

أما زميله في الأسر لدى جهاز الأمن الوقائي عماد الدين أبو سلامة فيقول لـ"الرسالة نت": " من يريد المصالحة لا يستمر في الاعتقال السياسي ولا يعمل على التنسيق الأمني مع العدو في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه إلى مقاومة ودعم لها، نجد أن من ينادي عبر الإعلام بالمصالحة وإنهاء الانقسام هو نفسه من يعتقل قادة الجهاد الإسلامي في جنين ويفتخر بأنه يعيد المستوطنين إلى المستوطنات عند دخولهم مدن الضفة ويطارد عناصر المقاومة الذين لقنوا العدو درسا في الخليل وطولكرم ورام الله".

وليس بعيدا عن هذه الأصوات، فهناك من يصف ما تقوم به أذرعة حركة فتح من دعوة لإنهاء الانقسام بأنه مجرد تخدير واحتواء لثورة في الضفة الغربية ضدها رفضا لسياط حكمها الذي يصنف الناس حسب المسح الأمني ويغلق مؤسسات الأيتام ويقمع الصحفيين وينشر الفساد بكل أنواعه في شوارع ضفة الشهداء والمقاومة.

ويقول في ذلك الشاب رامي خليل من أحد الأحزاب اليسارية في الضفة الغربية لـ"الرسالة نت":" لو كانت نية السلطة صادقة في المصالحة لأصدر محمود عباس قرارا بفتح المؤسسات وإطلاق الحريات ووقف الملاحقة والاعتقالات والإفراج عن الأسرى في سجون الأجهزة الأمنية، ولكن شيئا لم يحدث لتثبت فتح أنها مازالت تراوغ".

وتشير الممارسات بحق أهالي الضفة الغربية على يد أجهزة فتح إلى أن المصالحة بعيدة المنال واستخدام مصطلحها اقتصر على الإعلام وتسجيل المواقف السياسية ووضع كافة فصائل الشعب في سلة واحدة وميزان واحد، هو أن الانقسام فرقنا وحفلة صغيرة تجمعنا نشكل فيها حكومة وتبقى الملفات الأخرى عالقة لحين تذكرها.. أما آهات المعذبين في السجون التي شيدتها أمريكا والكيان الصهيوني على طول الضفة يحجبها السجان الفتحاوي عن سماء الوطن السليب.

 

اخبار ذات صلة