قائمة الموقع

من ملفات القضاء.. برصاصة طائشة أزهق روح أخته

2011-03-29T17:19:00+02:00

الرسالة نت – مها شهوان

بحكم أنها آخر العنقود كان يتفنن إخوة الطفلة "ز"  سبعة اعوام في دلالها فحينما يدخل احدهم البيت قبل أن يهم بمناداتها تسرع بالقفز عليه بجسدها الصغير ليحملها على كتفه.

وفي مغرب أحد الأيام عاد الشاب "م" 24 عاما اكبر إخوة الطفلة من الصلاة للبيت حاملا كيس من الشوكولاتة المحببة لقلب أخته المدللة، وما أن نادى عليها ملوحا بما يحمله انتفضت من على سرير والديها أثناء كتابتها لواجبها المدرسي لتلقف ما جاءها به من حلويات محببة إليها حتى عادت أدراجها .

كانت الأم تتابع ابنتها في حل المسائل الرياضية وبعد أن عاد ابنها الكبير استغلت وجوده ليتابع أخته حتى تصلى ، همت الأم بصلاتها واطمأنت بوجود ابنها بجانب أخته ، لكن الأمور جاءت مغايرة حينما لمح الشاب قطعة سلاح تعود لأخيه المنتمي لأحد الفصائل .

سحب الشاب السلاح من مكانه وبدأ اللعب فيه إلى أن ضغط على الزناد بغير قصد وخرجت رصاصتان استقرت احداهما في رقبة أخته وأخرى في رأسها الأمر الذي جعل الأم تنتفض من صلاتها وسارع الشاب لاحتضان أخته ونقلها للمستشفى بصحبة والده وبعض الأقارب.

وفاة الطفلة

أدخلت الطفلة غرفة العمليات فور وصولها للمستشفى، فالكل كان قلقا لكن من ارتكب الجريمة كان في حالة يرثى لها فتارة يجلس أرضا وتارة يخبط رأسه بالحائط مرددا "أنا السبب" ، لم تمض لحظات حتى عاد الطبيب يجر أذيال الخيبة معلنا وفاة الطفلة حتى أغمى على أخيها من هول الصدمة .

أخبرت المستشفى الشرطة لإلقاء القبض على الشاب وإحالته للنيابة والقضاء ، إلا أن حالته النفسية لم تكن تسمح حتى حول إلى مصحة نفسية للعلاج وحينما تماثل بالشفاء فتح التحقيق معه وحولت قضيته للقضاء.

وحينما جاء يوم محاكمته اصطحبته والدته التي غطت جسدها بالأسود ووالده الملتحي الذي بقي طيلة الوقت يسند ابنه ويربت على كتفه تارة ويحتضنه تارة أخرى.

نادى القاضي على المتهم ذي اللحية الخفيفة والبشرة القمحية الذي تقدم بخطوات ثقيلة تدل على ندمه على فعلته ووقف عاجزا عن الكلام. سارع المحامي بالدفاع عنه  مقدما للمحكمة تنازل ولي دم الطفلة عن القضية ، لاسيما وان والدهما لا يريد خسارة اثنين من أولاده ، وقال المحامي:" موكلي نادم على فعلته وليس لديه دراية باستخدام السلاح وما حدث لا يدل على نزعة إجرامية "، مطالبا المحكمة بالرأفة والرحمة قبل إصدار الحكم.

أصدر الحكم بحق المتهم سنة مع وقف عقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات وتغريمه بألفي شيكل أو الحبس ستة اشهر وذلك عن التهم الموجهة إليه مع مصادرة السلاح المضبوط.

الحيطة والحذر

رئيس محكمة بداية غزة القاضي أشرف فارس عقب على الحكم قائلا:" يأخذ القضاء بعين الاعتبار صلة القرابة حين إقرار العقوبة للمحافظة على العلاقات الأسرية وصونها "، مضيفا أن المتهم أصيب بعد ارتكاب الجريمة بصدمة نفسية وأوصت المحكمة بإخضاعه للعلاج النفسي وعند تماثله للشفاء بتأكيد من لجنة مختصة يصدر العقاب المناسب.

وأوضح أن أولياء الدم يحق لهم التنازل عن القضية حينما يكون القاتل احد أفراد العائلة ، مشيرا إلى انه في اغلب الأحيان تسقط التهمة عن المدان لان الأسر لا تريد خسران شخص آخر من عائلتها.

ووصف القاضي فارس أن اغلب المتهمين بالقتل عن غير عمد حينما يمثلون أمام المحكمة تكون حالتهم النفسية سيئة ومنهارين خاصة في حال ارتكاب الجريمة بأحد أقاربهم .

وارجع القاضي وقوع عدة جرائم قتل غير متعمد في الآونة الأخيرة إلى جهل المواطنين باستخدام السلاح والياته ، داعيا الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر كي لا تقع الجريمة .

وعلى الصعيد النفسي ذكر الاخصائي د. درداح الشاعر أن القتل عن غير عمد داخل الاسرة يترك صدمة عصبية خاصة لفقدان اقرب الناس و ستحتاج وقتا كبيرا لتفادى الازمة .

وعن الحالة النفسية للشاب المتهم في ملفنا القضائي أوضح أن نفسيته ستكون مدمرة وشاعرا بالذنب والحزن في حال عدم احتضان اسرته له و التخفيف عنه وتقديم الدعم النفسي له ليقل شعوره بالذنب.

العقاب القضائي يكون صعبا على المتهم في مثل تلك الحالات وعن ذلك يقول الشاعر :" العقاب لا يخفف الصدمة بل يزيد تعاسة الاسرة لعدم تحملها لعقاب اخر لتكون المصيبة مصيبتان".

لذا عليك عزيزي المواطن بأخذ الحيطة عند استعمالك للسلاح كي لا تقع الجريمة وقت لا ينفع الندم وتزج في السجن على ذنب لم تكن تبغي ارتكابه.

اخبار ذات صلة