قائمة الموقع

في (إسرائيل) .. الإعلام في خدمة الأمن والعسكر

2011-03-30T17:11:00+02:00

الرسالة نت - محمد بلّور

 اكتمل نصاب "الجوقة" فصحيفتا "معاريف وهآرتس" كتبتا اللحن و"جيت ساهل-إذاعة الجيش" تغنيه في عرض مستمر على "القناة الإسرائيلية العاشرة".

هكذا تعودنا منذ قامت دولة الاحتلال, الموجات الإعلامية كلها تتوحد خلف المؤسسة الأمنية والعسكرية لتبرير عدوان ما أو تصدير آخر فالكل في طابور الصباح يؤدي التحية ويمضي لممارسة المهمة المتفق عليها.

ويرى خبراء وباحثون في الشئون الإسرائيلية أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ترتبط بشكل وثيق بالمؤسسات الأمنية والعسكرية التي تسوق من خلالها برامجها وإجراءاتها .

ورغم دعوة كافة وسائل الإعلام نحو التصعيد العسكري على غزة تأسيا بما قاله قادة العدو إلا أنها بدأت في اليومين الأخيرين تقلل من جدوى حرب جديدة وفعالية القبة الحديدية لاعتراض قذائف غزة. 

وتكاد تكون عناوين معظم الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت الأزمات والتصعيد موحدة المعنى والمضمون ما يعني الاتفاق التام على خطاب وسياسة إعلامية موحدة .

دور نقدي

في مطبخ الأخبار داخل الصحف الإسرائيلية يرشون البهارات بسخاء فوق الأعداد الصادرة هذه الأيام مبررين قصف غزة المتواصل ومضخمين من قدرات المقاومة في المخيمات وقرب الحدود.

ويرى الباحث في الشئون الإسرائيلية عدنان أبو عامر أن هناك توجها إسرائيليا بتسديد ضربة محدودة ومركزة دون توسيع دائرة الاستهداف في ضوء تغييرات إقليمية لا تساعد على رد كبير قد يجرّ (إسرائيل) للأسوأ .

وأضاف: "لعب الإعلام الإسرائيلي هذه المرة دورا نقديا ضد الجيش فوجه له أصابع الاتهام لأنه اخطأ في طبيعة الرد على صواريخ غزة" .

القيادة السياسية أوعزت للجيش بالرد ولكن ليس بهذه القوة فسقوط الصواريخ على النقب والجنوب ليس جديدا فهل يستدعي توجيه كل الفوهات النارية نحو غزة؟!

وأشار أبو عامر إلى أن قيادة الجيش فهمت كلام قيادتها السياسية خطأ وبشكل مبالغ ففتحت جبهة هي في غنى عنها ما دفع الإعلاميين الإسرائيليين للحديث والمطالبة بلجم الجيش وضباط الجبهة الجنوبية .

أما الباحث في الشئون الإسرائيلية ناجي البطة فقال إن اللافت في وسائل الإعلام مؤخرا هو تبنيها لوجهة نظر غير مألوفة وهي عدم حشد الرأي العام نحو استهداف غزة.

وأضاف: "يديعوت ومعاريف وهآرتس تحددان دائما معالم الرأي العام والجمهور الإسرائيلي قارئ والصحف الثلاثة تهيئ الجمهور بألا ردا عسكريا أو سحريا على صواريخ غزة" .

وبحسب استطلاع لمركز هرتسوغ للإعلام والمجتمع والسياسة صدر مؤخرا, فإن (40%) من الإسرائيليين يقرؤون صحيفة يومية و(65%) يشاهدون الأخبار في التلفزيون يوميا و(40%) يستمعون للأخبار في الإذاعة . 

أما المختص في الشأن الإسرائيلي د. سعيد زيداني فأكد أن حالة الانسجام بين ما تقوله الحكومة ووسائل الإعلام لازالت مستمرة، مضيفا أن وسائل الإعلام نشرت وقدمت لتهديدات رد الحكومة القاسي وركزت على مسألة الصواريخ وتنامي قدرات المقاومة".

تضخيم قدرات غزة

بعد أسبوع من إطلاق التصريحات الإعلامية الساخنة على لسان "سيلفان شالوم ومتان فلنائي وتسيبي ليفني وآخرين الداعية لسحق غزة بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسكب الماء على النار لإخماد وهجها رويدا رويدا.

وقال المحلل أبو عامر أن مسألة تهويل قدرات المقاومة في وسائل الإعلام ليس جديدا بل إنها تصور قدرات المقاومة على أنها ترسانة أسلحة وان لديها أسلحة نوعية تحقق توازنا ميدانيا. 

وتابع: "تكثر الصحافة من الحديث عن مشاكل تواجه الطائرات في التحليق على بعض الارتفاعات واستهداف المدرعات قرب الحدود" .

وأوضح أن الاعلامين الإسرائيليين يتكلمون عن مواجهة قادمة لا محالة لكنهم ينتقدون المبالغة في الرد ويدعون القيادة لتحضير نفسها جيدا .

وقال البطة إن قادة الكيان بدء من "نتنياهو وليبرمان وباراك وحتى أعضاء الكنيست" يحملون حماس مسئولية الوضع الميداني في غزة . 

وأكد أنهم يرون أن حماس تحكم غزة وأن أي تصرف من قبل تنظيمات صغيرة قد يعرض المشهد الفلسطيني لمشاكل .

أما زيداني فألمح إلى أن وسائل الإعلام تركز على خشية إسرائيل من وصول الصواريخ لمناطق في العمق مثل تل أبيب ما سيضع مئات الآلاف في بؤرة الاستهداف .

وتابع: "تنشر كل وسائل الإعلام عن خطر استمرار الصواريخ والرد عليها وكذلك منظومة القبة الحديدية لاعتراضها والتي ثبت عدم كفاءتها".

توجه للتهدئة

تناغم وسائل الإعلام من القيادة الإسرائيلية تماما كنبات "عبّاد الشمس" أينما اتجهت قيادته كانت لها وجها مقابلا.

تاريخيا، هناك 3 دوائر إعلامية مرتبطة بالمؤسسة الرسمية الإسرائيلية وهي "هيئة رؤساء التحرير-المراسلون العسكريون-المراسلون السياسيون" ولدى كل دائرة درجة تأثير وكمية معلومات تنشر حسب المصلحة العليا . 

إعلان حالة النفير وقرع الطبول في الجيش مؤخرا يساندها زخم إعلامي قد لا يعني بالضرورة أن ساعة الصفر ستحل بعد قليل.

وقال المحلل أبو عامر إن الرأي العام الإسرائيلي أصبح مقتنعا بكافة التحضيرات الميدانية والعسكرية والإعلامية.

وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي جاهز للتفاعل مع تصعيد قد يحدث حتى نهاية العام الجاري أو مطلع العام القادم منوّها لمتغيرات الانتخابات السياسية التي ستحل أواسط سنة 2012 .

أما البطة فأبدى استغرابه مما وصفه "لغة التهدئة" غير المعتادة بدليل ما افتتحت به صحيفة هآرتس نسختها اليوم بعنوان "لن يكون هناك رصاص مصبوب2 في غزة" .

ويساور (إسرائيل) القلق من تضرر سمعتها الدولية التي اجتهدت دائما أن تجسّد منها "الضحية" خاصة بعد حرب غزة وجريمة أسطول الحرية وتقرير جولدستون. 

ويرى المحلل البطة أن هناك أصابع اتهام لإسرائيل أنها احد أسباب تعرض الأنظمة العربية للخطر.

وتصل وسائل الإعلام الإسرائيلية "ايماءات" من جهاز "الشاباك وأمان" لتوجيه البوصلة نحو هدف ما هو أقرب ما يكون حاليا إلى الهدوء دون الحرب .

وخاضت حماس و(إسرائيل) في الأيام الماضية حربا إعلامية دعا فيها كل طرف الآخر للالتزام بالهدوء.

وأكد البطة أن الحرب الإعلامية كانت فاعلة بل وركز الاحتلال على تصريحات لقادة حماس وبثوا مقاطع منها وحللوها بالتفصيل.

أما زيداني فقال إن فشل (إسرائيل) في حب غزة إعلاميا وعسكريا يدفعها للتفكير في طريقة دبلوماسية تكرّس الهدوء .

وتابع: "هناك إشارات أن (إسرائيل) وحماس معنيتان بالهدوء وان حماس قد تسمح لبعض التنظيمات إطلاق القذائف لإحباط محاولة عباس رمي الكرة في ملعب حماس".

وتضخ وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأيام تقارير عن خطر غزة المستقبلي إذا بقيت حماس تحكم سيطرتها عليه وتجهّز نفسها بالأسلحة تقديما لأي إجراء عسكري يرافقه قرار دون أن تأتي ساعة الصفر المناسبة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00