الضفة الغربية-الرسالة نت
أنهى الأسير القيادي عباس السيد مساء أمس الأربعاء إضرابه عن الطعام، بعد (23) يوما من خوضه معركة الأمعاء الخاوية، احتاجا على ظروف احتجاز الأسرى المعزولين.
وأكد الباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان احمد البيتاوي في بيان وصل "الرسالة نت" نسخة عنه، أن السيد اتخذ هذا القرار بعد مفاوضات مع قيادة الاستخبارات في مصلحة السجون الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية، حيث تمت الموافقة على غالبية مطالبه الإنسانية والمشروعة.
وذكر البيتاوي ان القيادي السيد كان قد أعلن قبل (23) يوما إضرابه عن المفتوح عن الطعام، احتجاجا على سياسة مدير سجن رامون التي وصفها (السيد) بالسياسة الاذلالية والمتغطرسة وخاصة مع الأسرى المعزولين هناك، وبعد ان فرضت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عقوبة عليه بسبب إدلاءه بتصريحات صحفية لفضائية الجزيرة خلال محكمته الأخيرة.
الحقوق تنزع ولا توهب
وفي ذات الإطار، أكدت أم عبد الله زوجة الأسير السيد، على ان إدارة السجون استجابت لغالبية مطالب زوجها والمتمثلة في رفع جميع العقوبات التي فُرضت عليه بشكل تراكمي، حيث تم إبلاغه ان كل هذه العقوبات رفعت عنه وبإمكانه العودة لحياته الطبيعية، كما تم إعادة الغرامات المالية التي فرضت عليه.
وأشارت أم عبد الله إلى ان زوجها طالب الإدارة بان لا يبقى أي أسير في جميع سجون معاقبا على خلفية تضامنه معه، وقد تم إعلامه بأنه لن يتم فرض أي عقوبة على السجون التي تضامنت معه.
ولفتت أم عبد الله إلى زوجها طالب أيضا بإعادته إلى سجن رامون وبحث كل التجاوزات والانتهاكات القانونية التي مارسها مدير السجن بحقه، وقد تمت الموافقة على ذلك، حيث سيتم نقله من سجن مستشفى الرملة إلى رامون خلال اليومين القادمين.
وسردت أم عبد الله بقية الطلبات التي تمت الموافقة عليها كالسماح له بإكمال كورسات تعليمية في عزل رامون وهو أمر كان مستحيلا قبل الإضراب، والسماح بزيارة ابنه عبد الله (11) عاما الذي كان ممنوعا من الزيارة في السابق.
مطالب قانونية
وفي ذات السياق، أكد القيادي عباس السيد لمحامي التضامن الدولي على ان الإضراب الذي خاضه كان إضرابا فرديا اضطراريا حفاظا على الكرامة وانتزاعا للحقوق، وان جميع مطالبه قانونية وغير مبالغ فيها وهي مدعومة بالنصوص واللوائح الاعتقالية التي وضعها الاحتلال بالأساس.
وشدد السيد على ان الاتفاق تم مع من هم أعلى رتبة من مدير سجن رامون، وفي ذلك رسالة بليغة لكل متغطرس متكبر، وطالب وسائل الإعلام والشعب الفلسطيني بمتابعة الأسرى المعزولين إعلاميا وعمليا حتى يتم إنهاء معاناتهم واستثمار ما حدث معه واعتباره مؤشرا لمدى تأثير أي جهد جماعي منظم.
وأضاف السيد: "العزل الانفرادي لا يليق بالحركة الأسيرة ولا بالشعب الفلسطيني والاستفراد بالمعزولين وهضم حقوقهم هو عار على جبين كل حر، كما لا ننسى قضية الأسرى المرضى والأسيرات والأشبال، مع ضرورة ان تكون فعاليات يوم الأسير القادمة مركزة بشكل كبير على هذه الملفات".
وشكر السيد لكل من وقف معه ومع قضية الأسرى المعزولين، من وسائل إعلام وأسرى وجهات رسمية وشعبية ومتضامنين، وطالبهم بالاستمرار في دعم وإثارة موضوع الأسرى المعزولين.
ووجه السيد التحية لإخوانه الأسرى المعزولين، وهم: حسن سلامة، جمال أبو الهيجا، إبراهيم حامد، عبد الله البرغوثي، محمود عيسى، محمود المغربي، احمد سعدات، عاهد غلمة، وتمنى ان يلتقي بهم خارج أسوار السجون بعد تنسمهم الحرية في القريب العاجل.
يشار إلى أن الأسير عباس السيد من مدينة طولكرم يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، كان قد اعتقل في العام 2002 في عملية السور الواقي، وحُكم عليه بالسجن (36) مؤبدا على خلفية مقاومته للاحتلال، ويعتبر احد قادة الحركة الاسيرة.