غزة- ولاء الجعبري
تحاول الثلاثينية أم محمد الكلولي من سكان شمال قطاع غزة أثناء التطريز على قطع القماش، نسيان همومها وتفريغ الكبت الموجود بداخلها .
وتعمل الكلولي وهي أم لـ 10 أبناء في مجال التطريز منذ خمسة شهور لتسد حاجاتها المادية ، وتساعدها في هذا العمل ابنتها الجامعية .
وتعمل عشرات النساء اللواتي فقدن المعيل لأطفالهن في جمعية تنمية الأسرة والمجتمع، التي تضم مشغلاً لحياكة الملابس والتطريز( الفلاحي )، ومعملاً لصناعة الحلويات والمعجنات بأنواعها، وحضانة اطفال، وصالونا للعناية بالبشرة.
هموم..
تقول أم نزار -متزوجة وأم لثلاثة أطفال- :" حياتي كانت معدومة قبل عملي في جمعية "تنمية الأسرة"، لعدم وجود مصدر دخل في عائلتي، اما الآن فانا بفضل الله استطيع توفير غالبية مستلزمات أسرتي".
وأوضحت_ تعمل آذنه في الجمعية -، أن زوجها قَبِلَ عملها بالعافية لسد حاجاتهم المادية ".
ولم يختلف الحال كثيراً عند أم ماجد عواجا التي تعيل بناتها الجامعيات في ظل عدم قدرة زوجها على العمل ، فتشير الى أنها تعمل على حياكة الأقمشة مقابل المال لتسد حاجتهم".
وتُجمع العاملات أن الجمعية أضافت لهن علاقات اجتماعية جديدة من خلال التواصل والزيارات فيما بينهن .
من جهتها، تؤكد أم محمد حجازي أمين سر جمعية تنمية الأسرة والمجتمع، أن جمعيتها تسعى إلى تأهيل وتثقيف المرأة والنهوض بمستوى الحياة لديها" من خلال ربط معطيات التدريب والتعليم بالتنمية .
وحسب حجازي فإن الجمعية تعمل على تنمية وتطوير قدرات الطفل من خلال انشاء حضانة تابعة للجمعية .
وانشأت الجمعية عام 2006م في شمال القطاع بإمكانيات بسيطة، تم تطويرها بجهود أعضاء الجمعية والدعم الخارجي للمؤسسة.
وتشكل مشاريع " الجمعية" الصغيرة والمتوسطة حسب الإحصاءات 99.5% موزعة على جميع الأنشطة الاقتصادية في غزة والضفة.
ووفق نتائج بحث أجراه الإحصاء المركزي الفلسطيني نهاية العام الماضي فإن نسبة المشاركين في القوى العاملة في القطاع 36.3%.
وأوضح أن معدلات البطالة مرتفعة بين النساء بمعدل زيادة 91% ، حيث يعيش ثلثي قطاع غزة تحت خط الفقر وليس لديهم امكانية الوصول للغذاء .
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة خلال السنوات العشر الماضية ، الا أنها ما زالت متدنية حيث بلغت 15% عام 2010م وبلغ معدل الأجر الحقيقي للمرأة 60 شيكل مقابل 73 شيكل للرجال .