قائمة الموقع

توقعات بلجوء الاحتلال لاغتيال مقاومين فاعلين

2011-04-04T07:02:00+03:00

رامي خريس

شقت الصواريخ طريقها باتجاه السيارة البيضاء التي تسير على طريق صلاح الدين لتحولها إلى كرة ملتهبة، ولم تفلح محاولات مواطنين هبوا لإطفائها إلا بعد أن أتت على السيارة بالكامل وحولت من بداخلها الى جثث متفحمة جعلت من الصعب التعرف على هوياتهم.

عمل استخباري

الاشخاص في السيارة كانوا ثلاثة ، إسماعيل لبد وشقيقه عبد الله ومحمد الداية ، ومع أن تلك الاسماء لم تكن معروفة عند كثير من الناس أو بالأحرى لم تكن ذات صيت واسع أو شهرة إلا أن مخابرات الاحتلال كانت على ما يبدو توليهم اهتماماً كبيراً وتحديداً اسماعيل لبد الذي يعد من الشخصيات التي لها باع طويل في العمل العسكري وقد تعرض سابقاً لإصابة خلال مهمة تصنيع فقد على إثرها احدى عينيه فضلاً عن اعتقاله لعدة سنوات في السجون المصرية زمن النظام السابق على خلفية نشاطه العسكري.

وتؤكد عملية الاستهداف أن النشاط الاستخباري الاسرائيلي لا يهدأ في ظل التهدئة لاسيما أن مصادر اسرائيلية تحدثت عن تعقبها للمجموعة زاعمة أنها تخطط لعملية اختطاف اسرائيليين ، وبغض النظر عن صدق المعلومات التي يحاولون ترويجها أو كذبها إلا أن استهدافهم لهذا "الصيد الثمين" بحسب وصفهم يشير إلى أن عمليات استخبارية معقدة تستهدف قطاع غزة سواءً كانت على أرضه أو انطلاقاً من سمائه.

معطيات ونوايا

وجاءت عملية الاغتيال لقادة القسام بعد أيام من الهدوء بعد موجة من التصعيد شهده قطاع غزة قبل أسبوع ، وكان من الممكن أن تستمر فترة الهدوء أكثر لولا أن الاحتلال لديه أهداف يريد أن يحققها وهنا لا يستطيع أن يؤكد أحد طبيعتها أو السيناريوهات التي يرسمها لتعامله مع غزة ومقاومتها خلال الفترة المقبلة مع وجود بعض التكهنات أو الاحتمالات فضلاً عن بعض المعطيات التي تتحدث عن نوايا اسرائيلية لتوجيه ضربة إلى القطاع أو حتى تنفيذ عملية واسعة جديدة.

وهناك من يذهب الى أن حكومة الاحتلال وجيشها يسعيان لتغيير قواعد اللعبة بحيث يتمكن جيش الاحتلال من توجيه ضربات مركزة للمقاومة وقادتها بمساندة قوته الرادعة التي تؤدي الى بث الرعب في نفوس الفلسطينيين ومقاومتهم في القطاع فيستمروا في تهدئتهم خوفاً من حرب اسرائيلية طاحنة أو على الاقل عملية واسعة.

هذا ما يبدو أنهم يحاولون فرضه بيد أن هناك من يرى أن الاسرائيليين يريدون استباق استكمال عملية التغيير التي تشهدها المنطقة العربية وتوجيه ضربة قوية لقطاع غزة قبل أن تتعاظم قوة المقاومة فيه بفعل المد الثوري الذي تشهده الدول المحيطة ولاسيما مصر الجديدة.

ولا يبدو أن الاحتمالات المختلفة متناقضة بل إن هناك شيئاً قد يجمعها فقد يكون بالفعل هناك سيناريو اسرائيلي لإضعاف المقاومة في غزة وقطع الطريق على أي تقدم قد تصل له أو أي تطور قد ينشأ لصالحها بفعل التطورات في المنطقة وذلك بتوجيه ضربات مركزة ضد قيادات فاعلة أو أهداف حساسة بدون اللجوء الى عمليات واسعة تثير ضجيج كبير يؤثر سلباً على صورتها الخارجية أو أن يؤدي الى نسف التهدئة بالكلية ، لكن هذا كله لعب بالنار غير مأمون العواقب .

    

اخبار ذات صلة