قائمة الموقع

اغتال سفيرة البراءة .. الاعدام لـ"الوحش"

2011-04-04T16:48:00+03:00

الرسالة نت - فاطمة عماد دياب

في احدى ليالي الشتاء القارص، سارت طفلة لم تكمل عامها العاشر بعد على قدميها الصغيرتين تتلمس طريق العودة إلى بيتها الكائن في أحد أحياء شمال قطاع غزة - فقد أنساها اللعب مرور الوقت- ولكنها لم تكن تعلم ما يخبا القدر لها، فمن وسط الظلام ظهر شاب وقام باختطافها.. وبعد ساعات من العملية -التي يدينها كل مسلم- اغتال الشاب الملقب بالوحش براءة طفولتها ودفنها في "بيارة" قرب منزلها.

هذه الجريمة من القضايا التي تعج بها أروقة المحاكم الشرعية وتؤرق أمن المجتمع وتماسكه.

"الرسالة نت" سلطت الضوء على ملف القضية وحاولت معرفة حيثياتها والحكم الصادر بحق الجاني.

كما تدين تدان

في قاعة المحكمة وقف المتهم خلف قضبان حديدية, تبدو على قسمات وجه علامات اللامبالاة, منتظرا أن يقول القضاء كلمته, ما هي إلا لحظات حتي نطق القاضي بالحكم بعد سماع مرافعات وكيل النيابة الذي طالب بإيقاع أقصى عقوبة على المتهم لفعلته الشنيعة، و محامي الجاني الذي ناشد بتخفيف العقوبة نظرا لأن وكيله يعاني اضطرابا ذهنيا وهوسا نفسيا على حسب تعبيره.

المحكمة قضت بإعدام المتهم شنقا ، لتنزل هذه الكلمات بردا وسلاما على قلوب عائلة المغدورة.

يشار إلى أن المتهم "س" البالغ من العمر 27 عاما، أوقف على خلفية قتله الطفلة "ص" بعد اختطافها من منطقة سكناها والاعتداء عليها.

عدالة القضاء

لتبرير الحكم توجهت "الرسالة نت" لرئيس محكمة بداية غزة أشرف فارس، الذي اكد أن التقرير الطبي أثبت أن المجني مدرك ومميز لأفعاله وعواقبها وليس كما ادعى محاميه بانه غير عاقل، لذا صدر الحكم بإعدامه.

واستطرد:" لو اثبت التقرير وجود مشاكل لدي المتهم، لصدر الحكم بوضعه في مصحة نفسية, إذ أن المسئولية الجنائية تخص المتهم المدرك لطبيعة أفعاله" .

وأضاف فارس، أن حكم المحكمة هو عنوان الحقيقة الذي لا نقاش فيه ، لأنها تتطلع على كافة البيانات المرفقة بالملف, وبعد أن تستجلي الحقائق تصدر الحكم وفقا للقانون .

ولفت القاضي إلى أنه إذا تمت المصالحة بين عائلة الجاني والضحية يخفف الحكم على المتهم وجوبا، حيث أن المجلس التشريعي الفلسطيني أقر مادة معدلة في قانون العقوبات تقضي بتخفيف العقوبة على الجاني في حال تم المصالحة ودفع الدية، مشيرا إلى أنه في هذه الواقعة لم يتم إرضاء أهل المجني عليها.

مبررات غير مشروعة

تختلف الدوافع وراء ارتكاب جرائم القتل، فالبعض يقتل بحجة الفقر أو بسبب ضعف الوازع الديني أو على خلفية شرف، لذا فالأسباب متعدد والنتيجة واحدة.. ناس تقتل.. والقاتل" اعدام او سجن".

" لأنني غير متعلم وعاطل عن العمل, جميع الناس ضدي حتى الصغار يرمونني بالحجارة , وعندما كنت طفلا كانوا يضربونني دائما ويطلقون على لقب " الوحش " .. عبارات قالها الجاني أثناء التحقيق معه .

وفي تعقيب على ما سبق قال رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة الإسلامية د. وليد شبير،:" هذه القضايا هي ظواهر غريبة عن مجتمعنا الفلسطيني، فمعظم من يرتكب الجرائم يكون فاقداً للوازع الديني والأخلاقي , وتسيطر عليه الغريزة الجنسية بشكل سلبي "

وأوضح أن أوقات الفراغ والبطالة ورفقاء السوء، من العوامل التي تساعد على انحراف الشباب وجعلهم قنبلة موقوتة في وجه المجتمع.

ودعا شبير إلى توعية الشباب وتقوية الوازع الديني لديهم من خلال المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة كسبيل لحل هذه المشاكل , اضافة إلى توعية الأسرة بأهمية الاهتمام بأبنائها ومتابعتهم جيدا في كافة مراحلهم العمرية.

ترويع الآمنين

وحول رأي الشرع في القضية، قال د. ماهر السوس نائب عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية،:" الإسلام شرع كثير من الأحكام التي تحافظ على حياة الإنسان وتماسك المجتمعات, فالخطف جريمة محرمة في ديننا، لأن فيها ترويع للآمنين".

وأضاف " القتل العمد يعد من أكبر الجرائم وأشدها خطورة على المجتمع، وما فعلة الجاني يعد من اخطر الجرائم لأنه قتل طفلة صغيرة.

وبحسب السوسي فإن البطالة والفقر لا تعد مبررات على الإطلاق لارتكاب الفواحش، وبالتالي ينبغي أن تحارب تلك المبررات بشدة ولا يلتفت إليها أحد .

ويري نائب عميد كلية الشريعة، أن فقدان الوازع الديني وسوء التربية وانتشار تعاطي المخدرات وغيرها تعد من الدوافع المسببة للجريمة".

وبين أن جريمة القتل فيها حقين، حق للمجني عليه والآخر للمجتمع، فإن تنازل أهل المغدور عن حقهم في القصاص مقابل الدية , فللقاضي تخفيف الحكم على الجاني و معاقبته عقوبة رادعة لترويعه أمن المجتمع .

وفي ختام حديثه طالب السوسي أولياء الأمور والقائمين على المجتمع، بالاهتمام بالشباب وتوفير فرص عمل لهم،  من اجل القضاء على أوقات فراغهم بما هو مفيد، وفي ذات الوقت تطبيق العقوبات على المخالفين.

اخبار ذات صلة