قائمة الموقع

هل سقط المجلس العسكري في فخ الدعاية الصهيونية؟

2011-04-05T14:16:00+03:00

الرسالة نت - كمال عليان

بمجرد أن سقط النظام المصري السابق حتى استنفر صانعو القرار في الكيان الصهيوني عن بكرة أبيهم للتهيؤ لمستقبل الوضع الجديد في ضوء المستجدات غير المتوقعة التي عصفت بأركان النظام المصري.

ومن بين سلسلة السيناريوهات التي عكفت "إسرائيل" على تنفيذها لم تغب حركة حماس وقطاع غزة أو إيران عن خريطة الدعايات الصهيونية، إذ سرعان ما أبدت مصادر إسرائيلية تخوفها من تحول مصر -الحليف القوي لـ"إسرائيل"- إلى دولة متطرفة مثل إيران -وفق وصفها- أو أن تنضم لمحور المقاومة.

معالجات متسرعة

المحلل السياسي مؤمن بسيسو أكد أن الوضع المصري الداخلي ما زال مرتبكا في ظل المعالجات المتسرعة في بعض الأحيان وخصوصا في الفترة الأخيرة.

وقال بسيسو في تصريح لـ"الرسالة نت": "المجلس العسكري تسرع في بعض تصريحاته وكان الأفضل له ألا يدلي بها من وجهة نظري"، موضحا أن المجلس لا يريد الاصطدام مع أي من دول المنطقة ريثما يتم ترتيب وتهيئة الوضع الداخلي.

وتجدر الإشارة إلى أن الدعاية الصهيونية روجت في الآونة الأخيرة لإمكانية تحول مصر إلى إيران وغزة، وأن الإخوان المسلمين سيسيطرون لاحقاً على الدولة، بما يعزز سيطرة الإسلاميين في المنطقة، على حد زعم القادة الصهاينة.

وأثار انهيار نظام الرئيس المصري المخلوع تعاطي "إسرائيل" مع الأمر بهلع وقررت على الفور زيادة ميزانيتها الأمنية بمبلغ مائتي مليون دولار، وأرسلت أيهود باراك وعوزى أراد إلى واشنطن واستقبلت الجنرال مايكل مولن في تل الربيع المحتلة لبحث إمكانية سيطرة الإخوان المسلمين على مصر.

إستراتيجية صهيونية

من جهته، أكد المحلل والمتخصص بالشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة أن محاولة "إسرائيل" الدائمة للزج بحركة حماس وإيران فيما يحصل في مصر تندرج ضمن إستراتيجية صهيونية باتت مكشوفة حيث أنها تقوم على تأليب كل الأطراف ضد الفلسطينيين وقطاع غزة.

وقال لـ"الرسالة نت": "الاتهامات الإسرائيلية المستمرة لحماس وغيرها من فصائل المقاومة في غزة بوجود نشاطات لها في سيناء والمدن المصرية دون إبراز أي دليل على ذلك، يأتي لإظهار القطاع على أنه بيئة خصبة للإرهاب المعدي الذي ينتقل بسرعة للإضرار بمصر".

استثارة ضد الحكومة

وحاولت دولة الاحتلال استثارة المجلس العسكري الحاكم على حكومة عصام شرف بعد توضيح وزير خارجية مصر نبيل العربي موقف الأخيرة من إيران وقطاع غزة, حيث شنت صحيفة "هآرتس" هجوماً عنيفاً عليه, مشيرة إلى أن العربي بات "عنصرا معاديا لها".

وكتب المحلل السياسي في "هآرتس" تسيبي برئيل: "إن العربي لم يتورع عن تحذير "إسرائيل "مؤخرا من مغبة مهاجمة قطاع غزة، كما أنه بدأ العمل على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس"، مشيراً إلى أن العربي تحدث أيضا عن حزب الله وعمله تحت إطار سياسي، مما يشير إلى فتح صحيفة جديدة بين القاهرة وحزب الله.

ومن جهة ثانية، هاجمت الصحف الأمريكية الموالية للوبي الصهيوني العالمي رئيس المخابرات المصري اللواء مراد موافي، حيث زعمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق حياله بعد زيارته لسوريا.

ويشير المراقبون إلى أن هذه التصريحات والهجوم الذي شنه الصهاينة واللوبي التابع لهم في الولايات المتحدة الأمريكية دفع المجلس العسكري للخروج بتصريحات متعجلة ضد قطاع غزة وإيران.

واتفق المحللون على ضرورة أن يعمل المجلس العسكري المصري وفق سياسة معتدلة تختلف عن سياسة النظام السابق في التعامل مع القضية الفلسطينية خاصة في حصار قطاع غزة, مؤكدين أن "إسرائيل" تحاول استثارة المجلس العسكري ضد حكومته التي أعلنت موقفها من إيران وغزة.

ورأى المحللون أن انسياق المجلس العسكري المصري وراء التصريحات الإسرائيلية يحتاج لمزيد من المراجعة, مؤكدين أن دولة الاحتلال تحاول استباق الأحداث للضغط على المصريين أمام المجتمع الدولي.

اخبار ذات صلة