غزة/ أمينة زيارة
لم يتوقف الحلم والإبداع رغم الأشواك، وطلاب قطاع غزة كانوا مثالاً للمبدعين الذين قدموا اكبر المشاريع رغم الحصار والعوائق.
الحصار لن يكون عقبة في طريق الإبداع، هذا ما أثبتته الطالبتان منى صبح وشيرين أسبيته اللتين عملتا ليلا ونهارا، لإنجاز مشروع "رسم خرائط الكترونية باستخدام GPS" فكان الرد العملي الذي تقدمت به الطالبتان للمنافسة في مسابقة صنع في فلسطين وتبوأتا المرتبة الثالثة.
"الرسالة" اطلعت عن قرب على هذا المشروع والعوائق التي واجهت انجازه.
رسم خرائط دقيقة
وقفتا شامختين بين جموع الجماهير الذين قدموا لمشاهدة معرض "اكسبوتك للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" تعرضان مشروعهما ضمن بحث تخرج من الجامعة الإسلامية في تخصص هندسة حاسوب والذي حمل عنوان "رسم خرائط إلكترونية باستخدام GPS".
وتشرح الطالبة منى صبيح فكرة المشروع فقالت أنه تحديد لأي موقع في العالم عن طريق الأقمار الصناعية، وإنتاج الخرائط الالكترونية بدقة عالية وسرعة كبيرة.
وتضيف: يتم التقاط الإشارات من الأقمار الصناعية ويستقبلها جهاز GPS Server الذي يقوم باستقبال الإشارات وتحليلها وتقطيعها لنأخذ الإحداثيات ومن ثم نقوم بإسقاطها على الخرائط وتحديد مكان المستقبل على سطح الكرة الأرضية.
وعن آلية تشغيل البرنامج تقول: يعمل البرنامج بعد إيصال قطعة GPS بجهاز الكمبيوتر وتشغيل برنامج GPS Server ومن ثم يرسل البرنامج الإشارات التي تصدر من القطعة ويقوم البرنامج برسمها وتحديدها على الخرائط ومعرفة مكانها بشكل دقيق.
وتضيف الطالبة صبيح أن أهداف المشروع تسهيل عملية رسم الخرائط الإلكترونية وتخزينها وخصوصا خرائط قطاع غزة مع العلم أن الخرائط الموجودة على الانترنت غير دقيقة وغير شاملة لكافة المناطق، مضيفة: يستخدم المشروع في عملية مسح الأراضي والمناطق وإنتاج الخرائط الإلكترونية الصحيحة وعمل خرائط للمدن والتجمعات السياحية وتزويد السياح بها مما يسهل انتقالهم ومعرفتهم لهذه الأماكن ويعتبر كقاعدة بيانات للخرائط ومشاهدتها للجميع.
انقطاع التيار الكهربائي
ولكل انجاز معوقات، فقد أكدت الطالبة صبيح على المعوقات التي واجهتهما أتناء إعداد المشروع وهي عدم توفر الخرائط الصحيحة والمفصلة لقطاع غزة للعمل عليها وعندما تم توفيرها وجدنا فيها خطأ في إزاحة 20 مترا في الخريطة وغير متوافقة الإحداثيات مع GPS Server المستخدم في المشروع .
وتواصل حديثها: بدأنا بالعمل على تصحيح هذه الإحداثيات على الخرائط الموجودة وهذا استغرق وقتاً كبيراً مما أدى إلى تأخرنا شهرين في انجاز المشروع، وكذلك انقطاع التيار الكهربي المتكرر على قطاع غزة الذي أثر بشكل كبير على سير المشروع حيث كنا ننتقل بمشروعنا من بيتي لبيت زميلتي لتوفر الكهرباء، وكان لقصف مبنى المختبرات في الجامعة الإسلامية اثر كبير فقد ضاع إنتاجنا في السنة الأولى للمشروع أسفل الركام.
انتزاع المرتبة الثالثة
وعن الاشتراك في مسابقة "صنع في فلسطين" تشير إلى تشجيع د. محمد عبد العاطي لهن للاشتراك في المسابقة عبر الجامعة الإسلامية وبالفعل ناقشن المشروع وحصلن على المرتبة الثالثة على مستوى فلسطين، إلا أن الفرحة لم تكتمل، وتتابع: حُرمنا من التكريم في الضفة الغربية حيث لم يسمح لنا بالمشاركة ومناقشة البحث كغيرنا من الطلاب خارج غزة.
وتضيف: ناقشنا المشروع عن طريق الفيديو كونفرنس الذي اظهر رداءة في الصوت والعرض وقلل من شأن المشروع إلا أننا وبحمد الله استطعنا أن ننتزع المرتبة الثالثة وهذا اكبر شرف لنا.
وتقول بأسى: بعد تأهلنا في مسابقة "صنع في فلسطين" نتمنى أن نشارك في "صنع في الوطن العربي" إلا أن أزمة المعابر حالت دون خروجنا للمشاركة وتم رفضنا من قبل المصريين ولم نستطع الوصول للمسابقة ولم يفز أي طالب رغم أن المرتبة الأولى والثالثة من غزة.
وتمنت الطالبة صبيح أن يتم احتضان المشروع في قطاع غزة من قبل المؤسسات المتخصصة في هذا المجال والعمل على تطويره والمساعدة في استخدام المشروع في الاتجاه الصحيح ووضع خرائط إلكترونية صحيحة لقطاع غزة تساعد الباحثين والمهتمين في استخدامها.