غزة / ديانا طبيل
باءت توقعات تجارة الملابس بأن تشهد الأسواق حركة نشطة و إقبالا واسعا على شراء الملبوسات الشتوية بعد نزول الرواتب التي غالبت لأكثر من 45 يوما بالفشل ، خاصة وان الموسم الشتوي قد دق أبوابه مما يعنى أن موعد الكسوة السنوية قد حان.
وكان هذا الوقت من العام يشهد حركة نشطة في محلات بيع الألبسة حيث يعكف الكثير من سكان القطاع إلى شراء الملابس الضرورية فقط بسبب غلاء الأسعار الفاحش الذي امتد ليصل الملبوسات أيضا بسبب دخولها عبر الأنفاق.
ضعف الإقبال
المواطنة أم عمر حمادة "35 عاما" تقول لـ "الرسالة " أنها كانت تنوى أن تشترى بعضا من ملابس الشتاء لأبنائها مع نزول الراتب لكن أسعار الملابس مخيفة جدا ونوعيتها رديئة للغاية.
وتضيف: تعودنا على أفضل صناعات الملابس والآن مضطرون إلى شراء الملابس المتواجدة بالسوق رغم غلاء أسعارها فالقطعة "الحريمى " الواحدة تكلف من100 شيكل إلى 200 شيكل ، أما ملابس الأطفال فهي أعلى نسبياً فقد ذهبت لشراء " جاكيت" لابني ابن التسعة أعوام لأتفاجأ بالبائع يطلب 150 شيكلا مضيفةً أنها في كل موسم قبل الحصار كانت تشترى لكل من أطفالها من ثلاث إلى خمس قطع أما الآن فلا تقدر على شراء أكثر من قطعة واحدة في الموسم .
في حين يقول وائل علوان "26 عاماً" أن شراء الملابس كان احد هواياته المفضلة وكان يخصص له 600 شيكل شهريا أما الآن فغلاء الملابس وارتفاع تكلفة المعيشة جعلني لا استطيع ممارسة حياتي بالشكل الطبيعي.
ويضيف: لم اشتر ملابس منذ الشتاء الماضي بسبب الحصار وغلاء الأسعار الجنوني، كما أن قطع الملابس الموجودة في السوق رديئة جدا ولا تصلح لان تدفع فيها أية نقود وخاصة ملابس الرجال والتي غابت جودتها وموديلاتها .
فيما يسيطر الإحباط على البائع حسام أبو سلطان " 45عاما " صاحب أحد محال الملبوسات بمخيم جباليا ، جراء ضعف الإقبال على شراء على الملابس رغم دخول فصل الشتاء معرباً عن أسفه في أنفاق عشرات آلاف الشواكل لشراء الملبوسات الشتوية عبر الأنفاق، ومن تجار آخرين أملاً في حركة بيع نشطة بعد دخول موسم الشتاء .
وأضاف أن الحركة الشرائية للمواطنين في هذا الوقت من العام مقارنة مع الأعوام الماضية تكاد تكون معدومة ، مؤكدا أن شهر أكتوبر ونوفمبر من أفضل الأوقات طوال العام تقريبا التي يشهد فيها السوق رواج للملبوسات حيث يستغل الناس موسم التنزيلات الصيفية وبداية موسم الشتاء للتبضع بما يلزمهم من ملابس ، متوقعاً ألا تصل نسبة المبيعات إلى ما كان يأمله، معرباً عن أمله إن يكون ضعف الحركة اليوم مرتبط بنشاطها قبيل عيد الأضحى المبارك .
بشائر المطر
وفى حين يشير البائع تحسين عبدو " 30عاما" إلى أن البيع يقتصر على بعض القطع الخفيفة للطبقات التي تساير الموضة دون الاهتمام للخامات ومكان التصنيع والأسعار المطلوبة أما بقية الحركة الشرائية للملابس الشباب تعانى انكماشا غير مسبوق ، فالأغلبية العظمى الآن لا يشترون إلا الحد الأدنى من الملابس بعكس سنوات ما قبل الحصار والتي كانوا يشترون فيها دون أية حسابات يتبعون الموضة في كل جديد.
ويتابع: رداءة الخامات القادمة إلينا لا تشجع على الشراء فأنا كصاحب محل لبيع الملابس الرجالي يدخل إليه يوميا مئات الشبان بهدف إيجاد قطع جيدة النوعية ويشاهدون البضائع ولا يقبلون على الشراء ، مؤكدا أن المحلات الرجالي تعانى من تقشف في موديلات الجاكيت الرجالي بأنواعه المختلفة إضافة إلى قطع الملابس المصنوعة من الصوف التركي أو المستورد علاوة على غياب القطع الجلدية على اختلاف درجات جودتها و التي كانت تأتى عبر المعابر الإسرائيلية من أماكن عدة في العالم .
ومن جهته يصف لؤى الحمارنة "33عاما " صاحب أحد المحال التجارية الموسم الشتوي بالموسم المضروب " فالمكتوب يعرف من عنوانه " ، خاصة في ظل صعوبة الأوضاع بصفة عامة فموسم الصيف كان رديئاً للغاية وتكبدنا فيه خسائر لا تحصى وبالنهاية اضطررنا لبيع البضائع المكدسة عبر التنزيلات الهائلة ويبدو أن موسم الشتاء لن يكون أفضل حالاً فبشائر المطر قد حلت لكن بشائر الزبائن لم تأت رغم بقاء قرابة ثلاثة أسابيع على عيد الأضحى المبارك .
ويتابع: ما نجنيه الآن لا يكاد يغطي أجرة المحل السنوية أما ما أحققه من أرباح لا يكاد يغطي مصاريف حياتي اليومية فأنا كغيري من المواطنين أعانى من غلاء المعيشة الفاحش معرباً عن خشيته من التعرض لخسائر فادحة خلال موسم الشتاء إذا لم تتحسن القدرة الشرائية للمواطنين خلال الأيام القادمة أو قبيل العيد .