قائمة الموقع

إسرائيل تتذرع بتطور صواريخ المقاومة لتسدد لكمتها

2009-11-10T11:19:00+02:00

 

غزة-محمد بلّور  " الرسالة نت "

كأنهم "كورال" منسجم في أغنية ما قبل الحرب ! , فمن يجمع  رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست زئيف بيوم ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين على خشبة العرض؟! .

 

لا يجمعهم بالطبع إلا غزة !! تلك التي حاولوا سحقها مرارا واستنزافها دائما .

 

وشهد الثلاثاء الماضي عدة تصريحات من قادة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تحدثت عن تنامي قدرة قذائف المقاومة المتوقع وصولها لتل أبيب.

** ضربة خاصة

وقال المحلل العسكري العميد متقاعد يوسف شرقاوي للرسالة أن إعلان إسرائيل أن لدى حماس قذائف يصل مداها إلى 60 كم يأتي لتبرير عدوان أو تصعيد متوقع في قطاع غزة مرجحا إقدام الجيش على تنفيذ عملية خاصة .

وحسب تحليل شرقاوي فإن الجيش ممثلا في وحدة النخبة مثل "جولاني أو جفعاتي" قد ينفذ عملية خاصة أو قصف مكثف يحقق من خلاله أهداف ترمم معنوياته المنهارة بغزة ولبنان ويستنزف حركة حماس القابعة في غزة .

 

أما المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم فقال للرسالة إن التصعيد المتوقع سيركز على أهداف منتقاة وأماكن مختارة تكون حركة حماس فيها هي الهدف الأساسي .

وأضاف:"سيقوموا بضربات وقائية لتفعيل عامل الاستنزاف فهم على قناعة أن تكسب الوقت وتتسلح كل يوم استعدادا لعدوان متوقع من الاحتلال" .

 

ويرى المهتم بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح أن سياسة الضربة الاستباقية تنبع من العقلية العسكرية الإسرائيلية مضيفا:"تلك سياسة تطورت طوال الحروب السابقة وطبيعة العدو أنه يتكيف بشكل كبير مع متغيرات الواقع" .

 

وتوقع مصلح في حديث مع الرسالة أنه حال بدء التصعيد سيقدم الجيش على تكثيف الاغتيالات وتفعيل الطيران وضرب مراكز الثقل التابعة لحماس كما دعا من قبل موفاز .

** تناغم إعلامي

 

وكأحجار الدومينو انهارت تصريحات قادة العدو مرتبة في مكانها فـرئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين قال في وقت سابق إن حركة حماس أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ يصل مداه إلى 60 كيلومترا باستطاعته الوصول إلى تل أبيب في مركز الأراضي المحتلة عام 1948.

 

ثم قام عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست زئيف بيوم ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين ليحذر من خطر استراتيجي لحماس حتى أضاء ليلة الثلاثاء تصريح رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي الممهد لتصعيد وعملية في قطاع غزة حين قال إن الجيش سيخوض عملية في القطاع .

وعندما أدلى أشكنازي بكلامه في حفل تخريج دورة جديدة في القوات البرية لم يملك جنوده اليائسون إلا أن يرفعوا قبعاتهم دون أن يعلموا أن يسحبهم قائدهم .

 

وقال أشكنازي في كلمته :"الجيش سيعود لمواجهة منصات إطلاق القذائف الصاروخية في المناطق السكانية الأشد كثافة في المعمورة، والقتال في القرى والمدن، والمساجد، والمشافي، ورياض الأطفال والمدارس، لأن الأعداء يريدون فرض هذا الأسلوب من القتال على إسرائيل" -على حد قوله.

 

** مأزق سياسي

وقال المحلل شرقاوي إن إسرائيل باتت تعاني من هزيمة معنوية عقب تقرير "جولدستون" وتقرير سرقة الأعضاء وتقرير سرقة المياه ما يدفعها للدفاع عن نفسها بالتلويح نحو تهديد المقاومة لأمنها .

أما المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم فرأى أن الحرب على غزة لم تحقق أي إنجاز غير قتل المدنيين مضيفا:"سببوا لأنفسهم بعد أن فشلوا أزمة دولية فهناك مأزق إسرائيلي فلم يعودوا يسيطروا على غزة عسكريا وفلتت من أيديهم والمفاوضات لم تجد نفعا".

 

ويرى قاسم أن حزب الله كخطر آخر يمتلك قدرات أكثر وأن إيران صمدت في تحديها ما يجعل غزة أكثر سهولة أمام ضربة خاصة قد ينفذها الجيش ويضمن سلامة جنوده المحلقين في الطائرات الحربية .

 

أما المهتم بالشأن الإسرائيلي فيرى أن إسرائيل لن تخوض حربا بسبب ما جنته من مردود سلبي أحرجها وهي ترتكب مجازر بحق المدنين أمام العالم مضيفا:"وضعها لا يسمح باقتحام كبير فلا زالت تصلح ما ترتب على جرائمها وتدفع ضريبة ذلك في تقرير غولدستون" .

** تل أبيب تحت النار

وأشار المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم أن إسرائيل تمتلك معلومات أن الأسلحة لازالت تصل إلى غزة وأن العاملون في تصنيع الأسلحة داخل القطاع لازالوا يمارسون عملهم .

 

وتعاني إسرائيل كما يقول المحلل قاسم من قضايا فساد أثّر على سمعتها الدولية ما قد يكون سببا في رغبتها عمل شيء أمام شعبها في ذات الوقت الذي تتردد فيه أمام فتح مواجهة مع حزب الله كخطر استراتيجي أكثر قوة من حماس .

 

واستبعد قاسم أن تكون أي ضربة قادمة لغزة تلغي وجود حماس الذي أصبح واقعا يؤرّق إسرائيل رغم استفادتها من الرغبة الأمريكية والعربية في التخلص من حماس .

أما المهتم بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح فقال إن الهدوء في الأشهر الماضية انعكس إيجابا على المقاومة الفلسطينية وساعدها على العمل والتطور.

 

وأضاف:"العدو لا يحتمل هذا التطور الذي يهدد عمقه وله حساسية فهم يعتمدون على أمن المستوطن وأي ردة فعل سيعقبها هجرة معاكسة تحدث إرباك لهم " .

 

لن تكون أي موجة تصعيد جديدة مستغربة على شوارع غزة التي ألفت الموت لكنها لم تألف الصبر على أن تقبل المجرم في باحة بيتها .

 

اخبار ذات صلة