الضفة الغربية- لمراسلنا
عُذِّب حتى الموت.. رأى الموت بعينيه في اليوم مئة مرة.. لكن هذه المرة كان الموت أقرب إليه من كل شيء، رحل عن الدنيا وهو بعيد عن أهله وبيته ووالديه.. رحل تاركا خلفه مئات المعتقلين في سجون السلطة يعانون أشد أنواع التعذيب التي لا تخطر على بال بشر.
رحل فادي حسني حمادنة "28 عاما"، لينضم إلى قائمة العز من الشهداء الذين سبقوه إلى جنان الفردوس بعد أن عذبوا حتى الموت على أيدي أبناء جلدتهم
ففي صبيحة يوم الاثنين 10-8 كانت عائلة حمادنة من قرية عصيرة الشمالية، على موعد مع خبر استشهاد ابنها فادي، حيث وقع عليهم نبأ استشهاده كالصاعقة، وما كان منهم إلا أن توجهوا مباشرة إلى سجن الجنيد.
وتجمعت عائلة حمادنة أمام السجن مطالبين برؤية جثة فلذة كبدهم، فما كان من عناصر جهاز المخابرات إلا أن اعتدوا على عائلة الشهيد بالضرب بالهروات وإطلاق النار باتجاههم، مما أدى إلى إصابة والد الشهيد وشقيقه بجراح متوسطة، نقلا على إثرها إلى المستشفى، ورفضوا إدخال عائلته إلى السجن لرؤية ابنهم الشهيد.
حيث أصيب والد الشهيد في كسر بالجمجمة وأصيب شقيق الشهيد بكسر في ذراعه، وشقيقه الآخر بكدمات في كتفه.
وكان الشهيد حمادنة قد اعتقل بتاريخ 15-6 على يد جهاز المخابرات العامة، حيث تم نقله إلى سجن الجنيد ليلقى هناك شتى أشكال التعذيب الوحشي على أيدي المحققين.
وأكد معتقلون أفرج عنهم مؤخرا من سجن الجنيد في نابلس نبأ استشهاد "فادي حمادنة" نتيجة التعذيب الشديد والشبح لعدة أيام متواصلة، وذكر أحد المعتقلين الذين كانوا بجانب غرفة "حمادنة"، أنه تعرض للضرب المبرح على صدره ورأسه كما تعرض للضرب "بالفلقة" مرات عديدة على قدميه وجميع أنحاء جسمه.
شُبح ليلة استشهاده
كما أكد المعتقل:"أن الشهيد فادي أخرج للشبح ليلة استشهاده الساعة الثامنة مساءً رغم وضعه الصحي المتردي، حيث بقي مشبوحا حتى الساعة الثانية فجرا، حينها انقطع نفسه، واستشهد على الفور".
وهي الرواية التي تتقاطع مع رواية أقارب الشهيد للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حيث أفاد محمد حمادنة شقيق الشهيد فادي لباحث المركز بأنه شاهد الجزء العلوي من جثة شقيقه وعليها آثار كدمات زرقاء على صدره وكتفيه و(حزوز) على رقبته.
من جانبها نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية، وقالت في بيان وصل "الرسالة نت" نسخة عنه:" إننا وإذ ننعى شهيدنا البطل الذي التحق بكوكبة من شهداء القمع والتعذيب والإجرام لدى أمن عباس لنستذكر كوكبة أخرى من الشهداء الذين قضوا على ذات الطريق أمثال مجد البرغوثي ومحمد الحاج وهيثم عمرو وكمال أبو طعيمة، لتتحول دماؤهم إلى لعنة تلاحق كل من شارك في تعذيبهم خدمة للاحتلال وطلبا لدعمه ، والذين لن يطول حسابهم بإذن الله.
وأكدت الحركة "إن مزاعم أمن السلطة وما أوردته من روايات واتهامات حول انتحاره شنقا هي محض أكاذيب واسطوانة مشروخة سمعناها عقب قيامهم بقتل كل شهيد مختطف لديهم علما أن الشهيد فادي حمادنة معروف على مستوى البلدة بتدينه وتقواه وأدبه".
وحملت حماس كلا من الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس شخصيا وحركة فتح التي ينتمي لها والأجهزة الأمنية التابعة لها المسئولية الكاملة عن إعدام الشهيد حمادنة، وطالبت كافة القوى والفصائل الفلسطينية بإعلان موقف واضح من استهتار فتح وأجهزتها الأمنية وقادتها بحياة المجاهدين.
وأكدت حركة حماس أن الشهيد فادي حمادنة اعتقل في سجون أمن عباس بتاريخ 1562009 بتهمة الانتماء لحركة حماس وخضع لتحقيق عنيف حول نشاطاته في الحركة.
يذكر أن الشهيد فادي حمادنة أعزب، وهو أسير سابق اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال، كما حرمته أجهزة عباس من زيارة عائلته طيلة فترة اعتقاله وفرضت على ظروف اعتقاله تعتيما إعلاميا، واعتقلت اثنين من أفراد أسرته هما " شقيقه وزوج شقيقته" بهدف الضغط عليه.