قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل التصعيد الإسرائيلي

هل تحتاج الفصائل لغرفة عمليات مشتركة؟

الرسالة نت -  لميس الهمص

اختلف محللون وفصائل فلسطينية حول ضرورة وجود غرفة عمليات مشتركة تجمع فصائل المقاومة لتحديد طبيعة مستوى الرد الجماعي على جرائم دولة الاحتلال.

ففي حين رأى البعض أن وجود غرفة عمليات مشتركة ضرورة لتحديد المواقف وإدارة الميدان ، اعتقد البعض الآخر أن مصطلح غرفة عمليات يعد نظريا وان ما يجري على الأرض من تنسيق بين الفصائل يتضمن هذا المعنى ، مبينين أن الاختراق الذي تعاني منه بعض الفصائل قد يؤثر سلبيا في حال شكلت تلك الغرفة.

نحتاج لتنسيق

ويرى مراقبون أنّ إسرائيل تهدف من خلال التصعيد على غزة، لكشف قدرات المقاومة، وطبيعة الموقف المصري، خاصة بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم.

من جانبه، قال محلل الشؤون الأمنية اللواء يوسف الشرقاوي إن التنسيق بين الفصائل حتى اللحظة يعد مقبولا إلا انه غير كاف فلابد أن يرتقي في المستقبل لتحديد كيفية توجيه النار على دولة الاحتلال وفي أي الأوقات.

ورفض الشرقاوي فكرة وجود غرفة عمليات مشتركة للفصائل كونها تحتاج لتوازن في الإمكانيات مع دولة الاحتلال، مبينا أن الاختراق الأمني الذي تعاني منه بعض الفصائل قد يؤثر سلبيا على المقاومة في حال تشكيل تلك الغرفة ، مفضلا التنسيق الميداني.

في حين ذكر أكرم عطا الله، المحلل السياسي في تصريح له، إنّ الحرب مع تل أبيب بحاجة إلى تشكيل غرفة عمليات واسعة من فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف عطا الله، أنّه لا يُعقَل أن ينفرد فصيل واحد في غزة بالتصعيد مع إسرائيل، كون الفصائل المقاومة تدفع فاتورة الدم، ويجب أن تشترك هي الأخرى بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تحدد وقت التصعيد ومستوى الرد جماعيا وليس فردياً.

أسباب تمنعها

من جانبه طالب أبو مجاهد الناطق الإعلامي لألوية الناصر صلاح الدين، الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية بالإسراع في تشكيل غرفة عمليات مشتركة، للتنسيق بينها للرد على عدوان الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

 وقال:"لطالما نادينا الفصائل الفلسطينية بضرورة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق للرد على جرائم الاحتلال لكنها حتى اللحظة غير موجودة على أرض الواقع حتى اللحظة كونها تحتاج لجهد".

وبين أن هناك تنسيقا اجتهاديا ميدانيا لكنه لا يرتقي لحد غرفة العمليات المشتركة، مشيرا إلى أن هناك ثقة متبادلة بين فصائل المقاومة تسمح بوجود تلك الغرفة دون أي مشاكل على الأرض.

ورفض أبو مجاهد في تصريح خاص "بالرسالة" الخوض في الأسباب الفعلية التي تمنع تشكيل غرفة العمليات المشتركة ، مكتفيا بالقول بأنها أسباب كثيرة.

وأشار إلى أن وحدة الفصائل في ضرب الاحتلال ستكون له آثار إيجابية.

في حين ذكر أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس أن التنسيق بين الفصائل مستمر منذ فترة طويلة، معتبرا أن مصطلح غرفة عمليات مشتركة يعد نظريا فالميدان يشهد تنسيقا مستمرا والغرفة قد تضر أكثر مما تنفع في بسبب اختلاف وجهات النظر.

ولفت أبو أحمد "للرسالة نت" إلى أن فصائل المقاومة تنسق في كافة الخطوط العريضة والتفصيلة في إدارة الميدان ، مبينا أن الفصائل اتفقت منذ يومين على التهدئة لكن الاحتلال هو من لم يلتزم بذلك واستمر في التصعيد لذلك وجب الدفاع عن النفس.

وأوضح أن الفصائل تفوض حكومة غزة في التنسيق مع الدول المجاورة والتوافق على التهدئة أو التصعيد.

ويرى أبو أحمد أن الأمور الميدانية في القطاع تتجه نحو التهدئة كون الاحتلال أدرك أن المقاومة قادرة على الرد فجاء تصريح بارك بأنهم جاهزون للتهدئة في حال أوقفت الفصائل التصعيد مما يجعل الكرة في ملعب دولة الاحتلال.

وفي ذات السياق دعا جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فصائل المقاومة الفلسطينية لتشكيل غرفة عمليات مشتركة في إطار جبهة مقاومة موحدة للرد الشامل على الاحتلال الذي يواصل عدوانه على القطاع.

وقال مزهر في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي للجبهة أن كل الخيارات متاحة ومفتوحة في مواجهة هذا العدوان، ولا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا بالتوحد والتصدي لهذا الاحتلال، ومن حق المقاومة الرد باعتبارها حق مكفول بموجب القانون الدولي، وباعتبار أن الشعب الفلسطيني ما زال يرزح تحت الاحتلال.

 

البث المباشر