تونس- الرسالة نت
كشفت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر اليوم الاثنين، النقاب عن تعرض أربعة شبان فلسطينيين لاجئين إلى تونس من ليبيا إلى الضرب داخل سفارة فلسطين في العاصمة تونس على خلفية نقاش سياسي ودبلوماسي حاد تدخلت فيه عدة جهات دولية وله علاقة مباشرة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين الهاربين إلى تونس من ليبيا.
ووثقت في إدارة الأمن التونسية أحداث الاعتداء بالضرب على أربعة شبان توجهوا لمقر السفارة للمطالبة بتغطية نفقات إقامتهم في تونس حتى يتسنى لهم السفر إما لقطاع غزة أو للجزائر تنفيذا لتعليمات رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس.
وحسب شهود عيان قام موظفون عاملون في مكتب السفير الفلسطيني بالاعتداء على الشبان الأربعة الذين أصيبوا بكدمات وجروح بعدما رفضت الشرطة التونسية دخول مقر السفارة إثر استدعائها لاحتواء المشكلة.
وحظي الشبان الأربعة، وهم رامز أبو جبل ورفعت القنا وحسين بلاطة إضافة لشاب رابع يدعى احمد، بتغطية لنفقات الإقامة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية تنفيذا لأوامر الرئيس عباس الذي وضع مخصصات لرعاية وتأمين إقامة جميع الفلسطينيين الهاربين من ليبيا إلى تونس.
وبقرار من السفير الفلسطيني سلمان الهرفي توقف صرف نفقات التغطية فاحتج الشبان الأربعة وانتهى الأمر بأزمة دبلوماسية تدخلت بها عدة اطراف بما فيها المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين ووزارة الخارجية التونسية والسلطة الفلسطينية في رام الله.
وعلى هامش نفس المشكلة التي حصلت يوم الرابع من الشهر الجاري، تعرض أحد الشبان الأربعة لحادثة طعن وهو يتجول ظهرا قرب سكن اللاجئين المؤقت في أحد أحياء العاصمة تونس حيث طعنه مجهول ملثم نزل من سيارة يقودها شخص آخر، حسب شاهد عيان تحدث لـ’القدس العربي’.
وقال الشاهد ان الجريح وهو رفعت القنا أصيب بالسكين بجرح غائر جدا في الكتف، مضيفا ان مرافق المعتدي في هذا الاعتداء كان يتحدث بلكنة فلسطينية وقال للشاب الجريح عند الاعتداء ’حتى لا تزاود على أسيادك’.
وحضرت الشرطة التونسية إلى مكان وقوع الحادث ورفعت تقريرها بالواقعة وحولته إلى وزارة الخارجية التونسية التي خاطبت بدورها سفارة فلسطين بعد نقل الجريح إلى مستشفى الفارابي.
وسرعان ما تحولت قضية الشبان الأربعة والشاب الجريح إلى قضية رأي عام في تونس العاصمة تتداولها وتتحدث عنها وسائل الإعلام التونسية التي أعلنت السبت ان 13 فلسطينيا أعادتهم السلطات المحلية إلى ليبيا بطلب من السفارة الفلسطينية في تونس حيث شوهد السفير الفلسطيني في منطقة راس جدير الحدودية يقوم بمهمة معاكسة لمهمة كل السفراء، وهي الإصرار على إعادة الفلسطينيين إلى ليبيا.
ولفت موقف سفارة فلسطين أنظار وسائل الإعلام التونسية فأعدت محطة تونس الأولى برنامجا خاصا على الهواء عن الموضوع قدمه وأذاعه الإعلامي التونسي وليد تليلي.
في هذا البرنامج، أثار سفير فلسطين جدلا واسعا وهو يتحدث علنا عن ضرورة إعادة الفلسطينيين إلى ليبيا حرصا على العلاقات الثنائية، كما قال، ولأن تونس فيها ما يكفيها من البطالة، وذلك خلافا للموقف الذي اعلنه على إحدى المحطات الفضائية الناطق باسم وزارة الخارجية التونسية الذي ظهر علنا ليؤكد حرص تونس الثورة على استقبال أي فلسطيني او غير فلسطيني قادم من ليبيا بعد تحدث ممثل الأمم المتحدة في منطقة رأس جدير الحدودية مع ليبيا عن الموضوع.