قائد الطوفان قائد الطوفان

القرا: نوى التمر أبلغني وداع خطيبتي

الرسالة نت - صلاح أبو شمالة

يُخبّئ دموعه وأحزانه، ويختزل نظراته وعبراته في "نَوى" تمرتين أطعمهُما لخطيبته الشهيدة "نضال قديح" ليلة استشهادها، ويقلب النوى بكفيّه بجانب محبسه ومحبسها لعله يعثر على شئ يواسيه ويحدثه من أثر خطيبته نضال.

نضال البريئة

" الرسالة نت " ومن بيت عزاء الشهيدة نضال التقت بخطيبها "جهاد محمد القرّا" (24)عاما، وهو جالس بين جموع الأقارب والأصدقاء لعلهم يأخذونه من حزنه وهول صدمته إلى ما يخفف عنه، لكن تظل قسمات وجه ترسم حبه ووفاءه لنضال.

يقول جهاد:" تقدمت لخطبة نضال بنت خالتي عند نجاحها في الثانوية العامة، وكان الأمر قدراً عندما ذهبنا لنبارك لها، لتتقدم أمي وتطلب يدها من خالتي وبعد أيام كانت الموافقة". وتابع:" وكعادة البيت الفلسطيني جلست معها وتم الاتفاق وعقدنا قراننا في 26-9-2010م وكان ذلك في شهر رمضان المبارك الماضي أي منذ ستة شهور فقط".

وعن دراستها الجامعية قال: "كانت نضال تدرس في كلية العلوم والتكنولوجيا قسم سكرتارية سجل طبي، وكانت من المتفوقات في دراستها، وأثناء ذلك كانت دائماً مهتمة بإتمام تجهيز حاجيات الزفاف والفرح أي "الجهاز" رغم انشغالها بالدراسة وكانت تنتظر هذا اليوم الذي تزف فيه".

وأضاف أنها كانت  تخاف أن يحدث لها مكروه، من أي شيء يعكر صفوها، وخاصة أن موعد زفافها اقترب مع بداية الصيف، متابعا: هذا الميعاد كان طارئاً لأننا أجلّنا الفرح بسبب وفاة عمها.

ويستذكر خطيب الشهيدة، جهاد ما حدث لخطيبته قبل خمسة أيام من استشهادها، عندما تعرضت لحادث مرور سلمها الله منه، وقال: كانت تحدثني عن ألم الحادث، وكيف أن الله سلمها، وكأنها رسالة تريدني أن أتجهز لها، ولم أكن أعي ما تقول، ورغم ذلك فهي مثال للتواضع والبراءة".

"نوى التمر"

وأما عن قصة نوى التمر فيقول جهاد:" ليلة استشهادها طلبت مني أن اجلب تمراً وبعض الحلوى لها ، فهي تحبه كثيراً، وبالفعل نفذت رغبتها وتحدثت معها عن موعد الفرح، وكنت أستمع لحديثها الذي لم اكن اعرف انه اخر حديث مباشر لي معها".

واستطرد:" بعد أن غادرت بيتها ليلاً، اتصلت بي في صباح اليوم التالي -قبل قصف منزلها بساعة- تناشدني أن أكون حذراً لأن الأوضاع  الميدانية في غزة خطيرة بسبب التصعيد الصهيوني، لتكون الفاجعة أني سمعت نبأ قصف بيتها بعد دقائق، فهرعت مسرعاً لمنزلها لأجد أن كل أحلامنا وذكرياتنا مزقتها العنجهية الصهيونية"، لافتا إلى أنه كان يحضر لها مفاجأة في يوم ميلادها وهي عبارة عن خاتم جميل، ولكنها لم تراه للأسف، فقد كانت القذيفة أسرع من هديتي فقتلت نضال".

ويضيف :" وجدت بين دمار القصف والدماء "نوى" التمرتين يبلغني سلام ووداع خطيبتي نضال، فالتقطته ووضعته في جيبي".

وأردف جهاد قائلاً :" أحلام نضال كانت بسيطة،  فقد رغبت في  انجاب بنت واحدة، وكانت تقول لي دائما سنبني بيتنا طوبة طوبة ، وسنربي أولادنا تربية إسلامية يفتخر بها الأهل والناس".

وأشار إلى انه ذهب لضريح خطيبته الشهيدة نضال وضريح حماته أم محمد قديح وقرأ الفاتحة لجميع شهداء فلسطين، بالإضافة إلى أنه أهدى نضال بيتين من الشعر أرجو الله أن تكون سمعتهما"، وهما:

لئن لم نلتق في الأرض يوماً وفرق بيننا كأس المنون *** كموعدنا غداً في دار خلد بها يحيي الحنون مع الحنون".

تحدى رغم الصعاب

وبخصوص التصعيد الصهيوني، أكد أن العدوان المتواصل ضد غزة سيزيد من عزيمة الشعب الفلسطيني على مواصلة تحرير فلسطين وتطهيرها من العدو".

وفي ختام حديثه  قال:" الحياة ستستمر بإذن الله رغم العدوان الغاشم على القطاع، ونحمد الله على هذا المصاب الجلل، وستظل نضال في قلبي للأبد".

واستشهدت نضال وأمها نجاح قديح الجمعة الماضي اثر التصعيد الصهيوني الغاشم على قرية عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة أثناء تناولهما طعام الغذاء ، وبلغ عدد الشهداء في ذلك التصعيد اكثر من 18 شهيداً.

البث المباشر