قائمة الموقع

في إندونيسيا.. السيجارة تشفي من السرطان

2011-04-12T14:43:00+03:00

الرسالة نت - وكالات

في عيادة خاصة بجاكرتا بإندونيسيا، تبعث مساعدة في الرعاية الصحية "دخان السجائر" في فم امرأة تعاني من مرض شديد، تعتقد أنه العلاج الوحيد لها.

هذه المريضة الغربية تعاني من "النفاخ الرئوي" بعدما استهلكت السجائر على مدى عقود من الزمن، وإلى جانب السرطان والتوحد، يعتبر هذا المرض الرئوي أحد الأمراض التي تدّعي عيادة "غريا بالور" أنها تعالجها.

وتحتل عيادات مماثلة لـ"غريا بالور" مواقع مهمة ورائجة في البلاد؛ بما أن عادة استهلاك التبغ تنتشر في إندونيسيا لاسيما سجائر القرنفل أو سجائر "كريتيك"، بالإضافة إلى التشريعات الضعيفة ومليارات الدولارات التي تحصدها الحكومة جراء ذلك.

وتؤكد الدكتور "غريتا زهار" أن عيادتها عالجت منذ عشر سنوات 60 ألف مريض بواسطة دخان السجائر، مشيرة إلى أن طريقة العلاج تعتمد على التحكم بمستوى الزئبق في التبغ.

وتشدد "زهار" على أن الزئبق هو علّة جميع الأمراض، "وسجائرنا تحتوي على مواد فعالة تستخرج الزئبق من جسم الإنسان".

والإندونيسيون -شبابا كانوا أم مسنين- يتفاعلون بحماسة مع الحملات الدعائية لمصنعي التبغ، وكأنهم يجهلون أن التبغ يولد إدمانا ويلحق الضرر بالصحة.

وتتطور الأمور أيضا إلى أن يعطي بعض الأهالي صغارهم سجائر حتى يبقوا هادئين، كما توزع السجائر مجانا للمراهقين عندما يشترون بطاقات لحفل موسيقي ما.

من جهة أخرى، يندر تطبيق حظر التدخين في بعض الأمكنة، كما تنتشر إعلانات التبغ لتحتل المشهد كله على الطرقات كما على شاشات التلفزة.

هذا وتبلغ كلفة علبة السجائر دولارا واحدا، ويأتي التبغ ثانيا في سلم الإنفاق الإندونيسي بعد المواد الغذائية في العائلات الأكثر فقرا، في هذا البلد الواقع جنوب شرق آسيا.

وفي كل عام تحصد الحكومة ضرائب بقيمة سبعة مليارات دولار من هذا القطاع الذي يوظف آلاف المستخدمين حول مدينة "تيمانغونغ"، وسط "جاوة".

ووفق منظمة الصحة العالمية فقد تضاعفت نسبة المدخنين في إندونيسيا ست مرات خلال السنوات الأربعين الماضية. ويقضي سنويا 400 ألف شخص نتيجة لأمراض مرتبطة بالتبغ.

لكن إندونيسيا تبقى البلد الآسيوي الوحيد الذي لم يصادق على اتفاقية منظمة الصحة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي انضمت إليها 172 جهة؛ الأمر الذي يجعلها إحدى الاتفاقيات التي حصدت أكبر نسبة مصادقات في تاريخ الأمم المتحدة.

والطريف في الأمر أن أكبر مصنع إندونيسي للسجائر "سامبويرنا" حصل على جائزة "فيليب موريس العالمية" الذهبية. وفي العام 2009، اشترت "بريتيش أميريكان توباكو" المصنع الرابع في البلاد "بينتويل" لقاء 494 مليون دولار.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00