قائد الطوفان قائد الطوفان

ستة آلاف أسير في سجون الاحتلال

النقب – الرسالة نت

اكد خبير فلسطيني في قضايا الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، بأنه "لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال في سجون الاحتلال، على مدار العقود الماضية، بالإضافة إلى من تكرر اعتقالهم مرات عديدة".

وأوضح الأسير السابق عبد الناصر فروانة في تقرير إحصائي جديد أصدره، بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" والذي يصادف يوم السابع عشر من نيسان (أبريل) من كل عام؛ بأن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت منذ العام 1967 قرابة 750 ألف مواطن ومواطنة فلسطينية، بينهم قرابة 12 ألف امرأة، وعشرات الآلاف من الأطفال.

وشدد فراونة على أنه لم تعد هنالك بقعة في فلسطين إلا وأقيم عليها سجن أو معتقل أو مركز توقيف، وأن الاعتقالات لم تقتصر على شريحة معينة أو فئة محددة، بل طالت وشملت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز، حيث شملت أطفالا وشبانًا وشيوخًا، فتيات وأمهات وزوجات، مرضى ومعاقين وعمال وأكاديميين، نوابًا في المجلس التشريعي ووزراء سابقين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية، وغيرها من الفئات.

ظاهرة يومية

وقال فروانة "إن الاعتقالات باتت ظاهرة يومية، وجزءًا من ثقافة كل من يعمل في مؤسسة الاحتلال الأمنية، وتقليدًا ثابتًا في سلوكهم، حيث لا يمضي يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات، وغالبيتها العظمى ليس لها علاقة بالضرورة الأمنية كما يدعي الاحتلال، وإنما بهدف الإذلال والإهانة والانتقام، حتى أضحت مفردات (الاعتقال، السجن، التعذيب) من المفردات الثابتة في القاموس الفلسطيني، وجزءًا من الثقافة الفلسطينية".

واعتبر أن مجمل تلك الاعتقالات وما رافقها ويرافقها ويتبعها تتم بشكل مخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال الاعتقال وظروف الاعتقال ومكان الاحتجاز والتعذيب وأشكال انتزاع الاعترافات، وما مُورس ويمارس بحق المعتقلين، مؤكدًا أن كل من تعرض للاحتجاز أو الاعتقال تعرض لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور وأفراد العائلة، فيما الغالبية تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني وأجهزته الأمنية المختلفة لا تميز في إجراءاتها وتعاملها مع الأسرى ما بين أسير وآخر، ولا تراعي احتياجات الأطفال أو النساء أو حتى المرضى والمعاقين.

عدد الأسرى

وأفاد فراونة في تقريره بأن ما يقارب من ستة آلاف أسير لا يزالون قابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، ومن بين هؤلاء 820 أسيرًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة منهم 5 أسيرات هن: أحلام التميمي، قاهرة السعدي، دعاء الجيوسي، آمنة منى، سناء شحادة، وتعتبر الأسيرة أحلام التميمي الأعلى حكمًا في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة، حيث تقضي حكما بالسجن المؤبد 16 مرة، وهي معتقلة منذ قرابة عشر سنوات.

وأوضح فراونة أن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد 37 أسيرة، و245 طفلاً يشكلون ما نسبته 4.1 % من إجمالي عدد الأسرى، فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة وهم في السجن ولا يزالون، و180 معتقلاً إداريًا، و12نائبًا، وعدد من القيادات السياسية، وهؤلاء موزعون على قرابة 17 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو غيرها من السجون.

لا حقوق للأسرى

وعن الأوضاع الحياتية والمعيشية داخل سجون الاحتلال، قال فروانة "بأن الحديث يطول هنا ويحتاج إلى دراسات مطولة، خاصة وأننا نتحدث عن قائمة طويلة من الانتهاكات كالتعذيب والإهمال الطبي والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات وابتزاز الأطفال وسوء الطعام، حيث أن أوضاع الأسرى تتناقض بشكل فاضح مع كافة المواثيق والأعراف الدولية وأن "إسرائيل" تسلب منهم أبسط الحقوق وتتعامل معهم على قاعدة أن لا حقوق لكم".

 

وبيّن بأن 202 أسيرًا قد استشهدوا بعد الاعتقال منذ العام 1967 وفقًا لما هو موثق لديه، منهم 70 شهيدًا، قضوا جراء التعذيب، و51 شهيدًا توفوا نتيجة الإهمال الطبي، و74 شهيدًا تمت تصفيتهم عمدًا بعد اعتقالهم مباشرة، فيما استشهد سبعة أسرى نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون.

انتفاضة الأقصى

وأشار فراونة إلى أنه ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول (سبتمبر) 2000 ، سُجلت أكثر من 70 ألف حالة اعتقال، بينها قرابة 8 آلاف طفل، وعشرات النواب ووزراء سابقون، وأكثر من عشرين ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال، و850 امرأة منهن أربع أسيرات وضعن مواليدهن داخل السجن خلال انتفاضة الأقصى وهن: ميرفت طه من القدس، منال غانم من طولكرم، وسمر صبيح، وفاطمة الزق من غزة ، وجميعهن تحررن من الأسر.

قدامى الأسرى

وأوضح فراونة بأن "الأسرى القدامى"، "عمداء الأسرى"، و"جنرالات الصبر"، باتت مصطلحات ثابتة في قاموس الحركة الأسيرة، وبالأرقام يتبين أن 302 أسيرًا معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة في الرابع من أيار (مايو) عام 1994، وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" باعتبارهم أقدم الأسرى، فأقل واحد منهم مضى على اعتقاله 17 عامًا، ومن بينهم 136 أسيرًا مضى على اعتقالهم 20عامًا وما يزيد وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "عمداء الأسرى"، فيما قائمة "جنرالات الصبر" وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقاله ربع قرن وما يزيد تصل مع نهاية شهر نيسان (أبريل) الجاري إلى 41 أسيرًا، بينهم أسير عربي واحد من هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأشار فراونة إلى أنه وبين "جنرالات الصبر" يوجد أربعة أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عامًا وهم: نائل وفخري البرغوثي، وأكرم منصور، والأسير المقدسي فؤاد الرازم، مؤكدا أن الأسير نائل البرغوثي المعتقل منذ نيسان (أبريل) عام 1978، يعتبر عميد الأسرى عمومًا وأقدمهم، حيث دخل عامه الرابع والثلاثين في الأسر، والأسير "سامي يونس" شيخ المعتقلين وأكبرهم سنًا والبالغ من العمر (82 عامًا)، وعميد أسرى الداخل، والأسير " فؤاد الرازم" عميد أسرى القدس، والأسير "سليم الكيال" عميد أسرى قطاع غزة، فيما يُعتبر الأسير "صدقي المقت" من الجولان السورية المحتلة  عميد الأسرى العرب، وجميعهم أمضوا أكثر من ربع قرن في السجون بشكل متواصل.

ودعا فروانة كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، للمساهمة الفاعلة في إحياء يوم الأسير الفلسطيني.

البث المباشر