غزة-الرسالة نت
كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني، اليوم الأربعاء، النقاب عن تفاصيل جديدة لحوارات ومناشدات حدثت خلال حصار المطلوبين الثلاثة في جريمة اختطاف وقتل المتضامن الإيطالي "فيفتوري أريغوني" عصر أمس في منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وظهر خلال فيديو قصير الموقوف هشام السعيدني مخاطباً المطلوبين الثلاثة المتهمين، وهو ينادي على المتهم عبد الرحمن البريزات "يا أبا عامر، الأمر الذي تقومون به ليس صائباً، لا يقاس الأمر هكذا (..) الأمور لا تحل بهذه الطريقة يا أخي".
وأضاف مناشدًا المطلوبين، الذين تحصن ثلاثتهم في الطابق الثاني من المنزل: "هذا ليس بحل .. نريد حلولاً ترضاها أنت يا أبا عامر"، وفجأة صدح صوت المطلوب البريزات بقوله دون أن يظهر جسده "إذا سلمنا أنفسنا سيعذبوننا".
ورد السعيدني على البريزات بقوله: "لا لا تقلق .. كان عذبوني وكان حصل التعذيب معي، فأنا أولى منكم"، لكن البريزات اعترض على جملة السعيدني بقوله "موضوعك أنت مختلف عنا تماما".
واصطحبت وزارة الداخلية بعد عصر الثلاثاء (19/4) الموقوف هشام السعيدني ووالد المطلوب محمود السلفيتي وشقيق وعم المطلوب بلال العمري لمفاوضتهم ومناشدتهم أبنائهم أن يسلموا أنفسهم، الأمر الذي رفضه المتهم البريزات وتولى أمر مخاطبة كافة الوجهاء في قضيتهم دون مشاورة زميليه الذين شاركاه في الجريمة.
وعاد هشام السعيدني يردد نفس عبارات المناشدة والقسم للبريزات "أقسم بالله الذي لا احلف بغيره أن أموري وقضيتي انتهت وقصتك انت – يقصد قتله والمتهمين الاثنين معه للمتضامن الإيطالي، هي التي أخرتني".
وشاركه الحوار بصوت مرتفع والد المطلوب محمود السلفيتي موجهاً حديثه للبريزات: "دعني أتحدث مع ابني .. ألا يوجد عندك أي نوع من العقلانية، دعني أتحدث مع ابني محمود دون أن أراه .. بدي أتحدث معه ضروري".
وتساءلا باستغراب "هل أصبح في هذه الأيام من الصعب على الوالد أن يحدث ابنه .. والله لو بحكي مع يهود كان سمحوا لي التحدث مع محمود ولو كان سجيناً لديهم".
وتابع السلفيتي "يا أبا عامر أليس من حقي أن استمع لنجلي اعرف توصياته ماذا يريد وما الذي يطلبه ؟؟".
ولم تتوقف مناشدات الأصحاب والأهل عند هشام السعيدني ليصدح صوت والد السلفيتي مجدداً وهو يستنجد بالمتهم البريزات بأن يصغي إليه وهو يقول "يا أبو عامر مليار ونصف مليار مسلم لا يؤيد ما قمتم به في عملية قتل المتضامن الايطالي ..أنتم الثلاثة فقط من بين جموع المسلمين تصرون على صواب ما قمتم به".
وأضاف "كل العالم يرفض ما قمتم به، من سلفيين وإخوان وفصائل إسلامية مختلفة، جميعهم ينددون بفعلتكم، هل ثلاثتكم سيقف يعاند كل الأمة ويصر على الخطأ، انتم الثلاثة هل تريدون تشكيل تنظيم لكم لوحدكم".
لكن ما لبث أن عاد والد المتهم السلفيتي للمرة الأخيرة ليكرر المناشدة نفسها للمطلوب البريزات بقوله "يا حبيبي يا أخي أبو عامر أنا سأظل أتحدث لك واستمع لحديثك جيداً وسأمكث هنا حتى لو تطلب الأمر مني المبيت هنا حتى تغادروا هذا المنزل بصحبتي .. لا يمكن لأحد أن يطلق أي عيار ناري، ولن تموتوا إن شاء الله ستعودوا جميعكم معنا سالمين".
وطالبه بعبارات الاستغاثة التي لم يكف لسانه عن ترديدها "دعني أتحدث مع ابني با ابن الحلال لماذا تمنعني من مجرد الحديث معه ما السبب ؟؟".
وقال والد السلفيتي موجهاً حديثه لابنه علّه يستجيب هو الآخر للمناشدات المطالبة له بتسليم نفسه "إذا ظننت أنك في حال موتك ستلقى الله شهيداً فأنت مخطئ (..) أنت ترفع سلاحك في وجه أخيك وتقتل إخوانك الذين قدموا الآن ليناشدوك .. أقول لك للمرة الأخيرة انزل يا محمود حتى لا تموت".
وأردف قائلاً "المفترض أن تكون أعقل من هيك أنت وبلال .. يا بني كونوا عقلاء وفكروا جيداً وانظروا لأنفسكم"، مستطرداً "الله يرضى عليك يا بني اتق الله فينا أمك وأخوتك كلهم ينتظرونك"، ثم قال باكياً "هل هذا جزاء تعبي وشقائي في تربيتك والله ظلمتني معك يا بني".
وزاد الوالد المكلوم على مصيبته في حديثه والدمعات تتساقط من مقلتيه "أنا لن أسامحك هذا عقوق للوالدين أنت تعقني وأنت لا تعلم لأجل فكرك الهدام .. لا تظن أنك لعملك هذا تأتني بأفكار جديدة .. احذر احذر يا بني هذا الفكر لن يكون في يوم من الأيام إسلامي أو إنساني أو بهذا الشكل".
ومضى والد السلفيتي يقول "نحن قدمنا إلى هنا كوسطاء لمشكلتكم ليس أكثر .. خير الأديان في العالم كله لن يكون بهذا الشكل".
فيما ناشد رمضان، عم المتهم بلال العمري، ابن شقيقه بنفس العبارات السابقة لكن دون أن تلقى آذاناً صاغية بقوله "يا بلال أنا عمك رمضان جئت لك بكل الضمانات، وإن شاء الله لن يكون عليك أي شئ ولن نتخلى عنك"، مضيفاً "ستكونون مكفولين ومضمونين أنت وزملاؤك".
وكرر الحاج رمضان العمري نفس النداءات التي كررها سابقيه على ابن أخيه بقوله "لن يتخلى عنك أنت وأصحابك أي أحد .. أتسمعني .. هيا أنزل الآن يا بلال يا حبيبي، الله يرضى عليك .. انزل رأفة بأمك وأبيك .. انزل".
وشاركه نداء المناشدة أسامة العمري الشقيق الأصغر لبلال بقوله موجهاً حديثه لأخيه "عبد الرحمن سيغادر بلاده يا بلال لا تقلق المهم أنت وزميلك محمود"، ولم يكمل شقيق العمري كلماته القليلة تلك حتى أطلق البريزات عليه رصاصات من سلاحه الرشاش كادت تصيبه وعدد من الوسطاء بأذى لولا عناية الله وتسليمه لهم.
بعد لحظات معدودة من توقف المناشدات التي أطلقها الوسطاء من ذويهم عادت أصوات الأعيرة النارية تدوي مجدداً في مكان الحدث وبعدها بأقل من ساعة، انتهى الحدث بإلقاء المطلوب البريزات قنبلة يدوية على زميليه أسفرت عن مقتل العمري وإصابة السلفيتي بجراح طفيفة ثم ما لبث المتهم البريزات أن أطلق النار على نفسه من مسدس.