قائمة الموقع

عملية "النصيرات".. تعزيز الثقة واستعادة الهيبة

2011-04-21T05:46:00+03:00

رامي خريس

استطاعت الأجهزة الأمنية في غزة الوصول إلى باقي اعضاء المجموعة التي قتلت المتضامن الايطالي "فيتوريو أريغوني" في أيام قليلة وأقفلت بذلك صفحات مهمة من ملف القضية ومعها تراجعت حدة الجدل في الشارع الفلسطيني الذي كان يغلي من شدة سخطه على القتلة.

النهاية لا شك كانت مؤلمة كما كانت البداية ولا أحد من الفلسطينيين كان يرغب بسقوط قطرة دم سواء تلك التي نزفت من "أريغوني" أو من المطلوبين ، إلا أن الاجهزة الامنية أدركت أن عليها أن تحافظ على الأمن في غزة بكل قوتها لاسيما أن استعادته كانت من أهم الانجازات التي حققتها الحكومة في غزة طوال الفترة الماضية.

فرض الامن

المتابعون لسير الأحداث في القطاع يتذكرون الصحفي البريطاني مراسل هيئة الاذاعة البريطانية "آلان جونستون" الذي حررته الاجهزة الامنية بعد اختطافه لفترة من الوقت في فترة الفلتان الامني التي شهدها القطاع في ظل السلطة السابقة واجهزتها الامنية التي تواطأت مع عصابات الاجرام وسهلت لها في كثير من الاوقات مهامها.

ومع تولي الحكومة العاشرة مهماتها بدأ فرض الامن في غزة وواجهت الحكومة ووزير داخليتها في ذلك الوقت سعيد صيام العديد من المعيقات والصعاب أبرزها محاولات حركة فتح وتيار دحلان اشاعة الفوضى وصولاً الى عملية الحسم ، وشهد القطاع بعدها حالة فريدة من الامن لم يشهده من قبل وذلك مع وقوع بعض الحوادث الفردية لا تخلو منها أية منطقة أو دولة.

جدل

ووقعت جريمة قتل "أريغوني" لتثير حالة من الجدل حول الأمن وحقيقته في غزة فضلاً عن حالة الغضب التي شهدها القطاع من هول المفاجأة غير المتوقعة بكل المقاييس ، فالجريمة كانت غريبة على المجتمع الفلسطيني وشرعه وأخلاقه بل لم يستسغها المنطق. فالمغدور متضامن جاء قاطعاً البحار لمساندة الفلسطينيين وفك الحصار عن غزة ، فلماذا يجري اختطافه ومن ثم قتله بحجة المطالبة بإطلاق سراح أحد المحجوزين لدى الأجهزة الأمنية ، ولم يكن هناك تفسير منطقي سوى أن جهاز المخابرات الاسرائيلي هو من يقف وراء الجريمة ، فالمصلحة من ورائها هي فقط لدولة الاحتلال التي أعلنت أنها تدرس بجدية مواجهة "أسطول الحرية 2" قبل انطلاقه إلى غزة .

ودفعت الجريمة المراقبين للحديث عن دور الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن ووضع استراتيجية لتحقيق ذلك لاسيما أن هناك جهات عديدة تتربص بالأمن في القطاع وتحاول زعزعته ، لكن سرعان ما كشفت عملية "النصيرات" أمس الأول عن قدرات الاجهزة واستعدادها لمواجهة أية مستجدات أمنية قد تطرأ ، وقد ظهر ذلك جلياً في سرعة الوصول لقتلة "اريغوني" .

والأهم من ذلك كله أن عملية "النصيرات" قد أعادت الثقة في الاجهزة الامنية في غزة وبالتالي "الهيبة" التي كادت أن تفقدها أو على الاقل أن يلحق بها ضرر كبير بعد الجريمة.

اخبار ذات صلة