الرسالة نت - لميس الهمص
لم يتوقع الشاب هاني حامد –"21 عاما"، من سكان مدينة غزة- أن يصل لمطار القاهرة بمفرده دون ترحيل كما اعتاد في كل عام منذ التحاقه بالجامعة في تركيا.
فالسلطات المصرية باتت تسمح لأهالي قطاع غزة بدخول الأراضي المصرية من معبر رفح البري بحرية لمدة 72 ساعة؛ ليتخلص بذلك المسافرون من عذاب ما يعرف بـ"الترحيل"، الذي كان يتعرضون له أثناء مغادرة القطاع.
وفي المقابل، لا زالت قوات الأمن المصرية تستخدم الترحيل مع المتجهين نحو غزة؛ ليعود الحديث مجددا عن العراقيل المستمرة التي توضع للفلسطينيين في معبر رفح، فعدد المُرجعين لا يزال كبيرا، كما أن المعبر لا يعمل إلا لخمس ساعات يوميا.
تمنيات
لا زالت أم جميل تأمل برؤية أبناء أشقائها في دول الخليج العربي وأمريكا، فهي لم ترهم منذ كانوا أطفالا.
وتقول: "معبر رفح كان عائقًا لتواصلي معهم؛ بسبب إغلاقه المستمر، إضافة إلى عدم السماح لمن لا يملكون بطاقات هوية "إسرائيلية" بدخول القطاع بذرائع أمنية واعتبارات سياسية للجهة المشغلة للمعبر (مصر)".
يشار إلى أنه قد دخل حيز التنفيذ قرار مصري جديد يسمح للمسافرين من أهالي القطاع بدخول الأراضي المصرية عبر معبر رفح البري، كما نص القرار على منح الإقامة لجميع الطلبة القادمين من غزة لمصر بهدف الدراسة.
وكانت القاهرة تنقل المسافرين من غزة جميعا لمطار القاهرة دون أن يسمح لهم بدخول الأراضي المصرية، وهو ما يعرف بنظام "الترحيل" باستثناء من يحوزون على تنسيق يمنحهم حق الدخول.
عوائق
وقال مدير معبر رفح أيوب أبو شعر من جانبه، بأن عمل المعبر لم يحدث فيه أي تغير جوهري منذ الثورة المصرية، "على عكس ما كان يتوقعه أهالي القطاع".
وأضاف: "يبدأ العمل في الساعة 12م حتى 5م؛ أي لخمس ساعات فقط!!.. وهذه مدة غير كافية للعدد الكبير من المسافرين".
وذكر أن قوات الأمن المصرية لا زالت تغلق المعبر يومي "الجمعة والسبت"، مبينا أنها تشترط ألا يتجاوز عدد المسافرين 300 في يوم العمل، مشيرا إلى أن التغير الملموس كان فقط في تحسن معاملة الضباط مع المسافرين ومنع الترحيل من المعبر باتجاه المطار.
وبين أبو شعر أن المسافرين القادمين من مطار القاهرة يشتكون باستمرار من التعب والإعياء لسبب احتجازهم ساعات طويلة في مطار القاهرة، "إلى حين تجميعهم في حافلات ثم ترحيلهم إلى معبر رفح".
ودعا مدير الطرف الفلسطيني للمعبر المسؤولين في الجانب المصري لوضع حد لمعاناة المسافرين القادمين إلى غزة، وتسهيل مرورهم بما يحفظ كرامتهم ويضع حدا لمعاناتهم، "أسوة بنفس الطريقة التي يسافرون بها من غزة".
وأكد أن التواصل مع الجانب المصري مستمر، "لكن لا حلول قريبة تلوح في الأفق"، وفق وصفه.